صحيفة بريطانية تسلط الضوء على رحلة المهاجرين الأفغان الشاقة وسط مخاوف دولية من موجة لجوء جديدة


سلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على مأساة المهاجرين الأفغان ورحلة هروبهم الشاقة المحفوفة بالمخاطر، وسط مخاوف الدول الأوروبية من موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية.

وقالت صحيفة "إندبندنت"، إن المجتمع الدولي يتجاهل ببرود الأزمة الإنسانية التي نجمت عن سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، و صار يصعب على الأفغان الآن، مسيرة الدخول إلى إيران وتركيا واليونان، وهي التي اعتادوا أن يقطعوها على مدى عقود سابقة للوصول إلى أوروبا، إذ تقوم هذه الدول الآن وبشكل علني بإجراءات لمنع الأفغان من الوصول إلى مدنها.

فقد لاقى الأفغان الذين يفرون من بلادهم ردا جليديا (غير مرغوب بهم) من تركيا، التي تستضيف بالفعل أكبر عدد من اللاجئين في العالم، إذ يعيش ما لا يقل عن 300 ألف أفغاني في تركيا، إلى جانب أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، حيث تقوم أنقرة حاليا ببناء جدار خرساني بارتفاع ثلاثة أمتار على طول حدودها مع إيراني لمنع عبور الحدود.

كما تشيد اليونان جدارا معدنيا وتنشر الأسلاك الشائكة والطائرات بدون طيار والكاميرات لمنع الأفغان من عبور حدودها.

والرد غير المرغوب أتى أيضا من فرنسا، إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "أوروبا وحدها لا تستطيع تحمل عواقب الأزمة الأفغانية ويجب أن تحمي نفسها من الهجرة غير النظامية".

من جانبهم اجتمع المسؤولون الأوروبيون يوم الثلاثاء في حالة من الذعر بشأن احتمال وصول موجة جديدة من اللاجئين إلى حدودهم عبر تركيا.

ولفتت صحيفة "إندبندنت" إلى أن بعض الأفغان العاديين قد يفرون من الحرمان الاقتصادي، إلا أن آخرين منهم لديهم طلبات لجوء مشروعة.

وفي شهادات نقلتها الصحيفة من بعض الفارين الأفغان، قال بوري، الذي ينتمي إلى الأقلية الأوزبكية، أنه كان يخشى على حياته وعلى حياة أسرته بسبب انتمائه العرقي، خاصة وأن لديهم العديد من الأقارب الذين خدموا مع القوات الأفغانية الحكومية التي قاتلت الحركة الأصولية لسنوات طويلة.

ويتابع بوري وصف حياته المزرية قبل تمكنه من الهجرة: "كنت أشقى وأتعب وأنا أعمل في أحد المزارع لجني ما يسد رمق عائلتي وأسرة شقيقي الذي قتل قبل بضعة أشهر". 

لكن القشة التي قصمت ظهر البعير، وجعلته يفكر في مغادرة البلاد تمثلت في سقوط قذيفة مدفعية طائشة على منزلهم خلال واحدة من الاشتباكات العديدة بين حركة طالبان والقوات الأفغانية للسيطرة على قريتهم، ووقتها قُتل اثنين من أبناء إخوته الراحلين، فيما فقد ابنه ذراعه اليسرى.

وبعدها قرر بوري أن يغادر مع زوجته وأطفاله وبصحبته أرملة شقيقه الحامل مع أولادها، لتبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر من أفغانستان إلى تركيا، عبر باكستان وإيران.

وتابعت الصحيفة، أن كثيرين لا ينجون من الرحلة، فقد تم العثور على العديد من القبور لعشرات الجثث لأشخاص توفوا في الطريق أثناء رحلتهم، إذ تم العثور على تلك المقابر في جبال طوروس على طول الحدود الإيرانية التركية. وتحدد علامات القبور المكتوبة بخط اليد موقعها وتاريخ العثور عليها، فضلا عن غرق الكثير وهم يحاولون عبور بحيرة وان (من أكبر البحيرات التركية على الحدود الإيرانية التركية).

من جانب آخر لفتت الصحيفة إلى أن معظم الذين نجحوا في عبور الحدود يجدون أنفسهم هاربين ويعيشون في الاختباء، ومنهم دوست محمد، 21 عاما، من مدينة بغلان الأفغانية، الذي يقول أنه أعطى كل أمواله لمهرب بشر عديم الضمير كان قد وعده أن يوصله إلى أوروبا، ولكن وجد نفسه يختبئ في منزل مهجور من المقرر هدمه، مردفا: "نحن نتجول بحذر وعندما نرى الشرطة نلوذ بالفرار".

من جانبه يقول عبد الجليل هزارغول، 30 عامًا، من سكان كابل، إنه فر من العاصمة الأفغانية في أوائل أغسطس عندما طوقت طالبان المدينة، وكان قد عمل مع القوات الدولية في قاعدة باغرام الجوية عدة سنوات، قائلا إنه "كان مرعوبا من أن تجد طالبان سجله الوظيفي".

وانضم هزار غول إلى مهاجرين آخرين من مناطق أفغانية بالقرب من جلال أباد ومزار الشريف وقندهار، ليعبروا  الجبال و يشقوا طريقهم عبر باكستان وإيران قبل أن يتسلقوا الجدار الذي أقامته تركيا، وكلفهم ذلك أموالا كثيرة دفعوها للمهربين.

المصدر: الإندبندنت

تاريخ الخبر: 2021-09-03 17:13:41
المصدر: RT Arabic - روسيا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 92%
الأهمية: 86%

آخر الأخبار حول العالم

دياز يعدُ المغاربة بأن "القادم سيكون أفضل وهذه ما هي إلا البداية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 18:26:23
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية