تضررت مشاريع ناشئة تنوعت بين مقاه ومطاعم وفنادق من تقييمات الزوار والمستفيدين من الخدمات عبر قوقل، حيث يتسبب عدم الموضوعية في التقييم إلى تراجع الزيارات للمكان بعد إطلاع الآخرين على المراجعات والآراء المنخفضة، مما يؤدي إلى إغلاق المشروع، فيما يواجه المُلاك عدم مراعاة أوقات الإغلاق وغيرها، والتعليقات المزيفة على تلك المنصات.

قصة متضرر

أفاد صاحب مقهى علي العولقي أنه قام بإغلاق مشروعه الخاص بسبب تقييمات قوقل المنخفضة خلال سنة واحدة، حيث تركز أغلبها بشأن مدة الإغلاق بعد كل صلاة، مشيرا إلى أن الزوار لا يعلمون مدى تأثير التقييم على نجاح المشروع، مضيفاً أن مدة الإغلاق كانت لأسباب مختلفة أدت لخسارة مشروعه.

أيام الإغلاق

وأضافت رزان اليامي، صاحبة أحد البوتيكات، أن التقييمات المنخفضة على قوقل تشكل لها نوع من القلق، فهناك العديد من الزوار لا يعرفون أنها تفتح المتجر 4 أيام اسبوعياً، قائلة: «كوني فتاة في المرحلة الجامعية والبوتيك يعتمد على وجودي من خلال عمل أعمال يدوية وفنية غير جاهزة تقوم على اختيار الخامات من قبل الزبائن، مثل الخيوط والأقمشة، وبالرغم من كتابة ملاحظة على باب المعرض مدون عليها أوقات العمل ما زالت التعليقات تتمحور حول أيام الإغلاق، ووجوده في مكان معزول في إحدى الأحياء، مما يشكل تخوف للعديد من الزوار الجدد من الزيارة بعد الاطلاع على مثل تلك التعليقات».

محاسبة الشركات

يشار إلى أن شركتي (Amazon) و(Google) واجهتا تحقيقات رسمية بشأن الانتهاكات المحتملة لقواعد حماية المستهلك في المملكة المتحدة، بسبب الإخفاق في حماية مستخدميها من هجوم التقييمات المزيفة.

وكانت هيئة المنافسة والأسواق قالت في 25 يونيو 2021 إنها فتحت تحقيقات لجمع المزيد من المعلومات وتحديد ما إذا كانت شركتا التكنولوجيا العملاقتان قد انتهكتا القانون من خلال عدم القيام بما يكفي لمعالجة المشكلة، وأَضافت هيئة المنافسة والأسواق أن هذا يأتي بعد تحقيق أولي في مايو من العام الماضي نظر في الطريقة التي يتعامل بها العديد من المنصات مع التقييمات الزائفة.

وذكر أندريا كوسيلي، الرئيس التنفيذي لهيئة المنافسة والأسواق، في بيان: «ما يقلقنا هو أنه يمكن تضليل ملايين المتسوقين عبر الإنترنت من خلال قراءة تقييمات مزيفة ثم إنفاق أموالهم بناء على تلك التوصيات».

تقييمات عشوائية

نجمة واحدة كفيلة بتراجع 10 زائرين خلال ساعة واحدة، هذا ما أشارت له الباحثة في مجال التسويق الإلكتروني مها الفايز، حيث أوضحت أن امتلاك مطعم أو مقهى يقدم أشهى الأكلات والمشروبات المميزة، لا يضمن نجاح المشروع إذ يعد تقيم جوجل اليوم المرجع الأول للزوار، فهناك العديد من مرتادين المطاعم وغيرها يقومون بتقييمات منخفضة، متجاهلين العديد من المميزات والخدمات الاخرى مثل جودة الطعام وغيرها لمجرد خطأ واحد، فكلما زادت التقييمات السلبية للمنشأة قل عدد الزوار، وبالتالي يخسر صاحب المشروع ويقوم بإغلاقه.

التسويق الرقمي

وأضافت الفايز، أن صاحب المنشأة يجب أن يؤسس منذ البداية خطة تسويقية إلكترونية تشمل تحليل التقييمات السلبية والإيجابية من خلال التواصل مع المقيمين وتعديل الأخطاء الواردة في تعليقات الزوار، فهناك أسباب كثيرة وعوامل مختلفة لنجاح أي مشروع بعيداً عن جودة الخدمة التي تقدمها؛ لذلك يجب التركيز على عمل خطة تسويقية ناجحة، واختيار أفكار تسويقية للمطاعم والكافيهات، مما يتناسب مع المشروع ويساعد في جذب العملاء.

الإشراف على التعليقات

وأشارت إلى أن توظيف أشخاص يقومون بالإشراف المنتظم على التعليقات يعد أمرا هاما جدا، حيث يضمن خدمة العملاء بطريقة أكثر احترافية والتقليل من التعليقات السلبية، إضافة لتخصيص مزايا لأصحاب التعليقات الإيجابية بشأن هذه الطريقة المساعدة في ناجح المشروع أو المحافظة على سمعته على الأقل، فاليوم يعتبر تقيم جوجل جزءًا هاماً من نجاح أي منشأة.

مقارنة بين المنصات

كشفت دراسة من جامعة نورث وستون، قارنت بين تقييمات مطاعم متوفرة على (Google Map) و(Yelp)، وهما منصتان شائعتان يستخدمهما الأشخاص للبحث عن اقتراحات لأماكن لتناول الطعام، أن 93 % من المطاعم حصلت على تقييمات أعلى على الأولى مقارنة بالثانية.

وأوضحت الدراسة أن هناك اختلافات كبيرة في الكيفية التي ينظر بها المراجعون إلى نفس المطاعم على كل منصة، مشيرة إلى أن ربع المطاعم في (Google Map) تفوقت على (Yelp) بنجمة واحدة على الأقل.

- دراسة: التقييمات النقدية للمطاعم ليست عادلة.

- يبلغ متوسط التعليقات المقدمة على (Google) لمطعم في نفس المنطقة 0.7 نجمة أكثر من (Yelp).

- البحث عن تقييمات المطاعم في منصات مختلفة الطريقة الأفضل لمعرفة التصنيف الصحيح.

- مقياس تصنيف الخمس نجوم لا يقدم الكثير من المعلومات.