ُتعرف رواية الحرب، بأنها كل رواية استمدت أجواء موضوعها من الحرب وأحداثها أو تأثيراتها الفردية والجماعية، وبطبيعة الحال فإن رواية الحرب بدأت في الغرب الاوروبي والامريكي، وهذا يرجع الى طبيعة تاريخ الرواية التى بدأت مبكرا هناك، ومن النماذج الروائية الشهيرة التي تأتي تحت جنس رواية الحرب " رواية وداعا للسلاح " لإرنست همنجواي واحدة من أبرز الروايات التي كتبت عن الحب، فقد كتبها الروائي الأمريكي خلال الحملة الإيطالية في الحرب العالمية الأولى، ونشرت عام 1929 ومن جانبه وصفه كاتب السيرة  مايكل رينولد بأنها رواية الحرب الأمريكية الرائدة التي تناولت مأساة الحرب.

 يذهب الناقد والشاعر المغربي عبد الرحيم علام إلى أن الرواية هي أكثر الأجناس الأدبية استجابة لاستثمار واستيحاء تيمة الحرب، في بلورة متخيل خاص بأجواء الحروب والصراعات والهزائم والانتفاضات، كما عرفتها المنطقة العربية، في مدنها وقراها، على امتداد عقود زمنية خلت، بدءا من مواجهة المستعمر المتعدد في البلدان العربية، مرورا بهزيمة يونيو 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973، وحرب اليمن، فالحرب الأهلية بكل من لبنان والجزائر، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فالحرب العراقية الإيرانية، ثم غزو العراق للكويت الخ .

- تاريخ طويل لمصر مع الحرب 

قدم  الناقد والأكاديمي محمد السيد  إسماعيل عبر كتابه “الرواية والسلطة “، عددا من الروايات التي طرحت قضية الحرب ضد إسرائيل وهي كالتالي، "في الصيف السابع والستين" (1979) لإبراهيم عبد المجيد، "الأسرى يقيمون المتاريس" (1976) لفؤاد حجازي، "الممكن والمستحيل" (1987) للدكتور طه وادي، "موسم العنف الجميل" (1987) لفؤاد قنديل، "الحرب في بر مصر" (1978) ليوسف القعيد، و"هوس البحر" (1992) لراوية راشد.

و انتهى السيد اسماعيل إلى أن هذه الاعمال الروائية ترصد الحرب وسيرتها، وتكرس لصورة العدو "الكيان الصهيوني" وتشهر صورة البطل المحارب  حتى في انكساراته وهزائمه .

يذهب البعض في  التاريخ لأدب الحرب في عالمنا العربي بالذهاب الى حرب فلسطين عام 48، فأولى الحروب المباشرة للعرب مع  الكيان الصهيوني، إلى جانب ذلك  إن ذلك التاريخ يؤرخ لفكرة النضال والمقاومة ضد الكيان الصهيوني.

 - فلسطين ونشأة رواية الحرب 

 كرس الكتاب والمبدعين الفلسطينيين  جانب كبير من أعمالهم الإبداعية عن الحرب ، وذلك بصفتهم معايشين لاجوائها بل  ومشاركين فيها ، ومن هؤلاء وعلى راسهم الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ، وذلك عبر روايته "رجال حول الشمس" وهي الرواية  الأولى لكنفاني ، تم إصدارها سنة 1963 في بيروت، الرواية تصف تأثيرات النكبة سنة 1948 على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة نماذج من أجيال مختلفة، وهي تقدم الفلسطيني في صيغة اللاجئ وهي الصيغة التي يطورها غسان كنفاني في روايتيه التاليتين "ما تبقى لكم" حيث يقدم الفلسطيني الفدائي، و"عائد إلى حيفا" حيث يقدم الفلسطيني الثائر، متمشيا بذلك مع تطور القضية الفلسطينية ذاتها.

- الحرب في اليمن 

في نفس السياق  يرى الكاتب الروائي اليمني الغربي عمران صاحب "مصحف أحمر"  الغربي"أنا ككاتب أرى نفسي محظوظا، وإن كنت متضررا، فالقتل والتشرد والجوع والخوف طال الجميع. وجه الحظ الذي أدعيه أنني أعيش مع الحرب وضعا استثنائيا لا أتمناه لغيري، ظروف من الفقد والرعب اليومي.، أعيش مشاعر كنت أتصورها سهلة وأنا أشاهدها وأسمعها عبر وسائل الإعلام حول حروب وأحداث في مجتمعات أخرى، وها أنا اليوم أعيشها للسنة الرابعة وقد تعودت على أزيز الطائرات ودوي الانفجارات والخروج في اليوم أكثر من مرة للمشاركة بحمل من يتوفون إلى مثواهم الأخير".

في روايته مصحف أحمر، يرصد  الغربي عمران تفاصيل الصراع  بين اليمين واليسار وبين الأصولية والتقاليد من جهة، والعلمانية أو اليسار العلماني من جهة ثانية، إلى جانب ذلك  حروب القبائل والعشائر والسلطة والمعارضة.. وهذه الأسرة قبع بعض أفرادها في السجون وغاب آخرون في معاقل الثوار، وباتت النساء وحيدات بعيدات عن الأزواج والأولاد. ويتابع القارئ أخبار الأسرة عبر الرسائل المتبادلة بين أفرادها، وفي نهاية الرواية، تتصالح رؤوس المعارضة والموالاة ويلتقي زعماء الجنوب والشمال ويتقاسمون المناصب، فيما يتوه المقاتلون والثوار في الجبال والوديان جثثا وأسرى وجرحى. 

- الحرب في لبنان 

رصدت أعمال  الكاتب الروائي الراحل جبور الدويهي  حال الصراع الدائر في لبنان  عبر ورايته " سم في الهواء"، والتي تعد آخر ما كتب جبور الدويهي  وترصد عبر فصولها وقائع الحرب في لبنان .

 إلى جانب ذلك عالجت الروائية اللبنانية هدى بركات عبر روايتها  "حجر الضحك " تفاصيل ووقائع قصف لبنان و تفاصيل الحرب التى عاصرتها، وتعد أحد أبرز الروايات  التي جسدت وناقشت وعالجت قضية الحرب  اللبنانية.