نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً لمراسلها في واشنطن أليستر دوبر، استعاد فيه من خلال مقابلة مع أندرو كارد، كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة جورج بوش، اللحظات التي سبقت وتلت إعلام الرئيس الأمريكي الأسبق بأن "أمريكا تتعرض للهجوم" يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001.

كان بوش ذاك اليوم في زيارة لمدرسة بولاية فلوريدا جنوب شرق أمريكا، وقبيل بدئه الحديث أمام طلاب المدرسة أخبر موظفون الرئيس الأمريكي الأسبق بأن طائرة مروحية صغيرة تحطّمت في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.

وبعد لحظات أُبلِغ كارد بأنها في الواقع طائرة تجارية، وبعد ثوانٍ عَلِم أن البرج الجنوبي أُصيب بطائرة أخرى.

ويروي كارد: "مشيت نحو الرئيس من الخلف، انحنيت وهمست في أذنه اليمنى: اصطدمت طائرة ثانية بالبرج الثاني، أمريكا تتعرض لهجوم".

وتشير التايمز إلى أنّه بحلول الوقت الذي غادر فيه بوش الصف المدرسي كانت "أولى المكالمات التي أجراها بوش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

ولفت التقرير إلى أن بوش كان في حالة غضب شديد عند سماعه الخبر، ولكنّه "فقد أعصابه" تماماً خلال الرحلة الثانية على متن طائرة الرئاسة ذاك اليوم، عندما قيل له إنّه لن يتمكّن من العودة إلى واشنطن.

وفي غضون ورود المزيد من التفاصيل حول الهجمات على مسامع الرئيس الأمريكي الأسبق ازداد إصرار بوش على أن تعود طائرته إلى العاصمة. غير أن كبار موظفيه وجهاز المخابرات نصحوا بأن تتجه طائرته إلى قاعدة عسكرية في لويزيانا، وهو ما حدث بالفعل.

وبعد أن وردت تفاصيل ضرب الطائرتين برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك بالاضافة إلى تعرّض البنتاغون للهجوم، كان من المحتمل أن يكون البيت الأبيض أو مقر الكونغرس الأمريكي هو الهدف التالي.

وفي هذا الصدد يروى كارد: "لقد كان غاضباً مني للغاية، وظل يكرر (سنعود إلى واشنطن العاصمة)". ويضيف كبير موظفي البيت الأبيض السابق: "كان لديه كل الأدوات ليكون القائد العام في طائرة الرئاسة، لكنّه غضب مني بشدة".

وإذ تحلّ الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول فإن صدى القرارات التي ساعد كارد في اتخاذها لا يزال يتردد حتى اليوم.

فحسب التايمز وصلت الحرب في أفغانستان التي أتت في إطار رد فعل الولايات المتحدة على الهجمات، إلى "نهاية فوضوية" الشهر الماضي بعد أن سحب الرئيس جو بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان وسيطرت طالبان بالكامل على البلاد.

وفي حديثه للتايمز قال كارد إن ذكرى أحداث سبتمبر/أيلول تُمثّل له وقتاً عاطفياً صعباً للغاية. وتابع: "أريد أن أوفي بوعدنا بتذكّر الضحايا وما حدث في 11 سبتمبر/أيلول، لكن لا يسعك سوى التركيز على التضحيات التي قُدِّمت نتيجة 11 سبتمبر/أيلول عندما ذهب الناس إلى الحرب (..) كانت مهمتنا التأكّد من أن أفغانستان لن تؤوي الإرهابيين، وها نحن الآن عشية الذكرى لا نؤوي فقط الإرهابيين بل إننا نرحب بهم".

وتشير الصحيفة ذاتها إلى أن كارد، الذي كان داعماً لدخول واشنطن في حروب خارجية، يرى أنّ إنهاء الصراع في أفغانستان، حتى بعد الحرب الطويلة التي خاضتها أمريكا هناك، ليس قراراً صحيحاً.

TRT عربي