دائماً نسمع عبارة "صنعت يومي"، كعبارة مرادفة لأي حدث أو أمر إيجابي نبدأ فيه يومنا، في فترة تطور وسائل التواصل ووجود أجهزة الجوال كأجهزة تمثل بدون مبالغة توفير احتياجاتنا وتنظيمها والتحكم بها بنسبة تفوق الـ"90 %"، إثباتنا الرسمي موجود على هذا الجهاز، بنكنا المتنقل وأموالنا موجودة عليه وكل أمور حياتنا والكثير من أعمالنا وأساليب ومتطلبات حياتنا، نجد هذا الجهاز بما يصلنا عليه قد يصنع يومنا وقد يلخبطه وأحياناً يتعسنا!

الدكتور عيد اليحيى وهو ناشط من وجهة نظري في تطوير مفهوم صناعة اليوم بالسعادة، تطرق لموضوع بسيط وقد يعتبره البعض هامشياً في حياته ولكنه مهم جداً، ووصل الأمر أن يصف اليحيى لنا أن قياس حضارة أي بلد هو ارتباطهم بمسألة التهذيب، نعم التهذيب بكل تفاصيل ومعاني الكلمة، الكل منا لا يمكن أن يتقبل أن لا نطلق عليه "إنساناً مهذباً"، وهذا من حق كل منا، ولكن هنا ما المقصود بالتهذيب الذي ربط اليحيى في فيديو قصير له هرمونات السعادة والتعاسة أو الحزن به لنا وللآخرين؟

إعلامياً نحن مغيبو التوعية والإرشاد للتهذيب الذي أفرد له عيد اليحيى أقل من نصف ساعة بسيناريو توعوي تمثيلي مبسط، ولكن الكثير من مفاهيم التهذيب التي تناولها تم تطبيقنا لها رغماً عنا ودون إرادتنا، والمحزن رغم أنه ذكر أن ما يتناوله هو أخلاقيات موجودة بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ديننا الإسلامي ومستمدة أغلبها من أخلاقيات الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أن فيروس كورونا المستجد جعلنا في الكثير منها نلتزم بمفاهيم التهذيب التي ذكرها، فأصبحنا نحترم مفهوم الطابور حتى عند بائع الخبز والفول، وفي السابق كان مشهد الفوضى هو الغالب وهذا مثال جداً بسيط ولن أتطرق للكثير من السلوكيات تحت هذا الأمر، ولكن اليحيى تناول من أمور بسيطة وبدون أن لا نشعر مهمة، منها طريقة انتظارنا للمصعد والدخول إليه وأدبيات انتظار من داخله للخروج وانتظارنا حسب وقت وصولنا للدخول واختيار الدور الذي نريد الذهاب له، نعم أمر مهم فقد تتسبب مضايقة لإنسان في وقت الصباح الباكر لفقدانه على حد قول اليحيى لهرموني السيروتونين والدوبامين، وقد يصل الأمر إلى أن يفرز هرمون الأدرينالين وحدوث أزمة له.

صناعة يوم الآخرين مهمة ليست بسيطة وليست مستحيلة، بذكاء تناول بعضاً منها اليحيى بفيلم تمثيلي قصير تحت عنوان "نُريد التهذيب"، وتحت هذه الدعوة لابد أن نكون أكثر تهذيباً في جميع مجالات حياتنا، برسائلنا للآخرين والأوقات التي نختارها، باحترام أمور كثيرة ولكنها مهمة لنكون مجتمعاً راقياً ومتقدماً بالتهذيب وهو الأهم.