قُتل 3 أشخاص خلال احتجاجات عنيفة في عدن ومدن أخرى بجنوب اليمن على انتشار الفقر وانقطاع الكهرباء في الوقت الذي يواجه فيه تحالف تدعمه السعودية انهياراً كاملاً للخدمات العامة في المناطق الخاضعة لسيطرته.

وقال شهود إن شخصين قُتلا في عدن والمكلا التي تقع في محافظة حضرموت المجاورة الأربعاء، إثر استئناف الاشتباكات العنيفة بين المحتجين وقوات الأمن.

وأضاف الشهود أن قوات الأمن أطلقت الأعيرة النارية الحية لتفريق مئات المحتجين الشبان الذين تجمعوا في المدينتين.

وقال سكان آخرون لرويترز، إن محتجاً قُتل وأصيب العشرات مساء أمس الثلاثاء، في عدن.

واشتبك مئات المحتجين مع قوات الأمن في مناطق خور مكسر وكريتر والشيخ عثمان في عدن، حيث سدّ المتظاهرون الطرق وأشعلوا النار في مبان حكومية وأحرقوا السيارات في الشوارع.

وقال محتج اسمه أحمد صالح (34 عاماً) ويعمل موظفاً في الحكومة: "خرجنا للاحتجاج بعد أن أصبحت حياتنا مستحيلة فلا كهرباء ولا ماء ولا يمكن بمرتباتنا شراء أي شيء".

ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات أخرى في محافظات حضرموت وشبوة وأبين خلال اليومين الأخيرين.

ويعاني جنوب اليمن حالة من الشلل بسبب صراع على السلطة بين الحكومة المدعومة من السعودية والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات.

والطرفان حليفان شكلياً ضمن التحالف الذي تقوده الرياض لمحاربة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال البلاد.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يكافح من أجل استقلال جنوب اليمن قد سيطر على عدن ومناطق أخرى في الجنوب قبل أن تتوسط السعودية في اتفاق لاقتسام السلطة من أجل التركيز على محاربة الحوثيين.

غير أنّ الصراع عطّل الخدمات العامة إذ تنقطع الكهرباء كثيراً مما يؤثر على توزيع المياه وإمدادات المساعدات والخدمات الطبية. وازداد البؤس بسبب البطالة والتضخّم المتصاعد في بلد يعتمد معظم سكانه البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات.

احتجاجات جديدة

ساد الهدوء شوارع عدن صباح اليوم الأربعاء، غير أنّ المتاجر ومقار المنظمات الإنسانية ظلّت مغلقة. وظهرت في مناطق كثيرة من المدينة بقايا حواجز أمنية وسيارات محترقة.

وبحلول الليل، بدأ محتجون في التجمع مرة أخرى في شوارع عدن المظلمة في العديد من الأحياء.

ودعا متحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مزيد من المظاهرات الأربعاء، احتجاجاً على "احتلال" حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقال شهود آخرون إن عشرات المتظاهرين اقتحموا قصر معاشيق الرئاسي حيث يوجد مقر الحكومة المدعومة من السعودية.

وقالت حكومة الرئيس هادي إنّ قوات الأمن ستحمي المحتجين لكنها لن تتهاون إزاء تخريب الممتلكات العامة والخاصة.

وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية قد أخرج الحوثيين من عدن عام 2015 لكنه أخفق في إخراجهم من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بشمال اليمن وبلغت الحرب متعددة الأطراف حالة من الجمود.

وأدى الصراع إلى وضع تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات