تواصل وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية كشف مزيد من تفاصيل العلاقات الإسرائيلية-السعودية، بخاصة العلاقات الأمنية بين الجانبين، وفي ما يتعلق خصوصاً بمنظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية، التي تشير تقارير إلى أن الرياض تواصلت مع إسرائيل مؤخراً لشراء بطارياتها.

هذه الأنباء إن كانت إسرائيل بشكل رسمي لا تصدّق عليها ولا تؤكدها، فإنّها لا تبادر إلى نفيها، بل تستمر عبر مسؤوليها في الإشارة إلى "علاقات أمنية مع دول في الخليج" كما جاء على لسان رئيس هيئة أركان الجيش السابق غادي آيزنكوت الذي قال إن "إسرائيل مستعدة لتبادل معلومات استخبارية مع الدول العربية التي لها مصالح مشتركة مع إسرائيل خصوصاً ما يتعلق بالقضية الإيرانية".

ترى القناة 12 العبرية أن تصريحات آينزكوت ليست أقل من رمز إسرائيلي جاء في أعقاب انتشار تقارير أجنبية تفيد بوجود صفقة لبيع "القبة الحديدية" للسعودية.

تشير القناة أيضاً في السياق ذاته إلى أنّ "الرمز الأوضح جاء على لسان وزير الطاقة الإسرائيلي السابق يوفال شطاينس الذي قال في تصريحات لإذاعة الجيش إن "إسرائيل تدير علاقات مع السعودية ومع دول عربية أخرى، لكن هذه العلاقات تبقى بعيدة عن وسائل الإعلام والشعوب بناءً على طلب السعودية".

صباح الخميس أفاد موقع إعلامي متخصص في الشؤون الدفاعية بأن السعودية "تواصلت مع إسرائيل" لبحث سبل "شراء أنظمة دفاع صاروخي إسرائيلية، بعد إزالة الأنظمة الأمريكية التي اعتمدت عليها الرياض لفترة طويلة".

وأشار مصدر إسرائيلي إلى أنّ "الاهتمام السعودي بتلك الأنظمة وصل إلى مراحل متقدمة للغاية"، وفق موقع Breaking Defense.

وأوضح تقرير نُشِر على الموقع نفسه أن المسؤولين في الرياض "يدرسون إما شراء منظومة القبة الحديدية التي تُعتبر أفضل ضد الصواريخ قصيرة المدى، وإما نظام الدفاع الجوي الصاروخي (باراك AR) المصمم لاعتراض صواريخ كروز".

وقالت مصادر دفاعية إسرائيلية للموقع المذكور إنّ "مثل هذه الصفقة ستكون واقعية ما دامت لا توجد اعتراضات من واشنطن".

ما كشفه الموقع لم يكن ذا صدى في إسرائيل، ليس للتقليل من شان الصفقة بقدر التصريحات التي انتشرت كالنار في الهشيم قبل ذلك بيوم واحد فقط على لسان المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة غلعاد أردان في السياق ذاته.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أردان الذي شارك يوم الأربعاء في حفل بالولايات المتحدة بمناسبة مرور عام على اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، قوله إن "منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تستطيع الدفاع عن السعودية".

وأضاف أردان أن "على الدول المعتدلة في الشرق الأوسط أن تتوحد من أجل التعامل مع التحديات المشتركة لنا، مثل مكافحة تغيير المناخ، وتشكيل تحالف إقليمي للتعامل مع التهديدات وعلى رأسها إيران".

أردان قال أيضاً: "تخيلوا أن منظومة الدفاع الإسرائيلي القبة الحديدية تحمي أجواء شركائنا في الخليج، ويمكن أن يشمل ذلك السعودية أيضاً".

في سياق متصل، دعا موقع "غلوبس" الاقتصادي الإسرائيلي إلى بيع منظومة القبة الحديدية للسعودية التي تواجه "تحديات كبيرة" من اليمن وإيران.

وأضاف: "إسرائيل ستكون فعلت الصواب حال عرضها على السعودية شراء منظومتها الدفاعية من أجل حماية منشآتها الاستراتيجية المهددة من إيران".

ويوضح: "العرض الإسرائيلي سيأتي سرّياً لا محالة. إسرائيل متفوقة في هذا المجال، وتشير تقارير إلى أن السعودية فعلاً تبتغي شراء هذه المنظومة في إطار التقارب بين الرياض وتل أبيب".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة نشرت مؤخراً بطاريات من القبة الحديدية في مناطق بالخليج للدفاع عن مصالحها".

وقال إن "إسرائيل تدرك تماماً كل التحديات الاستراتيجية التي تحيط بالسعودية. لتل أبيب أيضاً مصلحة كبيرة في أن تكون يد السعودية هي العليا في المواجهة مع إيران، وقد تقطف إسرائيل ثماراً سياسية أيضاً حال باعت المنظومة للسعودية".

TRT عربي - وكالات