الكرة الطائرة: بطولة إفريقيا للأمم للسيدات: المنتخب يغادر مبكرا ..حلم المونديال يتبخر مجددا


كانتا أمام حامل اللقب الكامرون والوصيف كينيا بالنتيجة ذاتها ثلاثة أشواط دون رد وانتصار أول حققه في مباراته الثالثة على حساب الكونغو الديمقراطية بالنتيجة ذاتها لكن لم يكن كافيا للمواصلة في باقي المشوار بما أن المربع الذهبي سيكون لصاحبيه المركزين الأول والثاني من كل مجموعة ولن يكون هناك دور ربع نهائي وقد المنتخب مجددا فرصة المراهنة على اللقب مع تبخر حلم التواجد في المونديال القادم.

وجد المنتخب الوطني للسيدات نفسه يعيش مجددا سيناريو نسخة 2017 بما أنه لم يشارك في 2019 وغادر السباق مبكرا بسبب القرعة الجائرة التي وضعته في مجموعة من قبل لجنة التنظيم التابعة للاتحاد الافريقي التي كانت تدرك مسبقا أن الكامرون وكينيا من سيمر الى المربع الذهبي وأنهما سيجددان الموعد في النهائي للمراهنة على اللقب وأن عناصرنا الوطنية لن يكون بمقدورها الذهاب بعيدا بوجودهما معهما جنبا الى جنب، منتخبنا باكتفائه بالدور الأول من «الكان» يكون قد فرط أيضا الى جانب فرصة المراهنة على اللقب في بطاقة المونديال لكن تواجده في رواندا يبقى مهم جدا له وللجيل الذي يوجد في صفوفه الذي يضم عناصر جلها شابة هي في حاجة الى تجربة اضافية والى مواجهة منتخبات في قيمة الكامرون ونيجيريا حتى تكون جاهزة كما يجب للنسخة القادمة فالكل على بينة من أن المنتخب شارك للمشاركة فقط بما أنه وبسبب الظرف الصحي الراهن لم يتمكن من القيام بالتحضيرات الكافية.
ستمكن المشاركة في نهائيات أمم افريقيا عناصرنا الوطنية من ثقة اضافية في الذات ومن أن تكون حاضرة على أكثر من مستوى لرهانات المرحلة القادمة فالكل على بينة من الصعوبات التي عاشها في الفترة الماضية والعراقيل التي اعترضته حتى يعود الى النشاط بعد فترة توقفت تواصلت منذ 2017 والى غاية هذه الصائفة ومهما تكن النتائج في «الكان» فإنها تبقى أفضل من عدم المشاركة في حد ذاتها.

تحسن نتائج المنتخب رهن ما يوجد في الفرق
لن يكون بمقدور المنتخب الذهاب بعيدا مستقبلا ما دام الأمر على حاله في البطولة الوطنية وما دام المستوى فيها ضعيف فاليوم لا توجد أية لاعبة محترفة بعد عودة رحمة العقربي من مونتنيقرو وكل اللاعبات الموجودات في صفوفه تنشطن بين نسائي قرطاج والنادي الصفاقسي والأولمبي القليبي بدرجة أولى، المنافسة منعدمة في البطولة الوطنية بعد ان انحصرت السيطرة على الألقاب المحلية بين الثنائي نسائي قرطاج والنادي الصفاقسي دون سواهما بسبب استحواذهما على أفضل العناصر وكل لاعبة تبرز من بقية الفرق يسارعان الى التعاقد معها وهذا ما زاد في تعقيد الوضع فالبقية أفرغت من أفضل العناصر وباتت مع مطلع كل موسم تخوض مبارياتها من أجل الترتيب أو تفادي النزول أو بلوغ مرحلة التتويج كأقصى الأهداف وهذا الملف لا بد من النظر فيه بجدية ان أرادت الجامعة ومسؤولي الجمعيات النسائية الأفضل للمنتخب.
تعاني الفرق النسائية من مشاكل جمة في مقدمتها المادية وهذا ما جعلها غير قادرة على التحسن ومجاراة النسق الذي فرضه الثنائي نسائي قرطاج والنادي الصفاقسي وان لم تتخلص من المشكل فان التغيير لن يحدث مهما كانت المساعي التي ستبذل سواء في الوقت الحالي أو مستقبلا، اليوم بات هناك عزوف كبير عن دعم الفرق النسائية وكل المستشهرين ابتعدوا وهذا يبقى منطقي بما أنه لا يوجد شخص يستثمر في مشروع لن يعود عليه بالنفع ولن يصل الى المشاهد سيما في ظل غياب البث التلفزي الذي عمق الأزمة أكبر سواء بالنسبة للفرق النسائية أو الرجالية أو حتى المنتخبات الوطنية فمنتخب الأكابر مرت مشاركته في «كان» رواندا الأخيرة التي توج خلالها باللقب 11 في تاريخه وتأهل معه الى مونديال روسيا في الخفاء رغم قيمة الرهان.

من أجل المركز الخامس
أنهى المنتخب أمس الدور الأول من «الكان» واليوم سيشرع في خوض أول لقاء ترتيبي من أجل الحصول على المرتبة الخامسة التي يظل التواجد فيها هاما من الناحية المعنوية، منتخبنا يظل قادرا على كسب هذا الرهان باعتبار تقارب المستوى بينه وبين بقية منافسيه المعنيين بالمباريات الترتيبية.
سبق للمنتخب أن أنهى مشاركته القارية في المركز الخامس في أربع مناسبات كانت في سنوات 1991 و2003 و2015 و2017 بينما حل سادسا في مرتين كانت في نسختي 1993 و 2011 وانهى رابعا في مرة وحيدة كانت في 2005 في انتظار ما سيحققه في نهائيات رواندا، عناصرنا الوطنية ومن خلال مشاركتها في النسخة الحالية من «الكان» بات في رصيدها 16 مشاركة قارية حازت خلالها على اللقب في ثلاث مرات كانت في سنوات 1985 و1987 و1999 وأنهت في الوصافة في مرتين بينما حلت ثالثة في ثلاث مناسبات ولو توفرت لها الامكانات اللازمة لتمكنت من المراهنة على اللقب سيما أن المنتخب يضم جيلا له امكانات فنية وبدنية ممتازة كان قادرا على كسب هذه الخطوة لو تواجد في «كان» الكامرون في 2019.

البطاقة الثالثة للمونديال تضيع
سبق للمنتخب أن شارك في بطولة العالم في 1985 التي انهاها ثامنا وفي 1999 النسخة التي حل خلالها في المركز 12 ومنذ ذاك الوقت لم يقدر على بلوغ النهائي والمراهنة على بطاقة ثالثة وهذا يقيم مجددا الدليل على التراجع الكبير الذي عرفه طيلة الفترة الماضية، العمل سيكون كبيرا مستقبلا من أجل هذه الخطوة حتى لا تطول المدة أكثر وتبتعد الكرة الطائرة النسائية أكثر عن المسابقات الدولية والقارية معا.

دعم جهود المنتخب ضرورة
يبقى من المهم أن يكون هناك تقييم جدي بعد نهاية مشاركة المنتخب في «الكان» حتى يتم الوقوف على كل النقائص والاستفادة من النقاط الايجابية الحاصلة، المنتخب يضم جيلا شابا لا بد من حمايته ودعم جهوده حتى يكون في الموعد في النسخة القادم ويقدر على تجديد الموعد مع النهائي الذي يعني مراهنة على اللقب وبطاقة المونديال معا فالمهمة تبقى ممكنة كلما توفرت الارادة والإحاطة اللازمتين للمجموعة والأكيد أن عمل كبير ينتظر الجامعة من أجل تحقيق هذه الخطوات من خلال ابقاء المنتخب دائما في تربصات داخلية وخارجية وتمكينه من المشاركة في كل التظاهرات الممكنة فالنتائج الايجابية ليست وليدة اللحظة وإنما تأتي بالعمل المستمر.

تاريخ الخبر: 2021-09-18 13:25:15
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية