التقويم القبطي تقويم الشهداء
التقويم القبطي تقويم الشهداء
في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها… ولكن الآن يبتغون وطنا أفضل أي سماويا
(عب11:13)
الاستشهاد هو أسمي درجات الحب والعطاء والبذل ولذلك فإن الشهداء هم صورة للسيد المسيح الذي قدم نفسه مذبوحا علي الصليب لأجل خلاص البشرية وهم قدموا أنفسهم بذارا للإيمان, وبسبب آلامهم آمن الكثيرون وبذلك يكملون رسالة السيد المسيح له المجد.
إنهم لم يكونوا كارهين للحياة بل كانوا ناظرين إلي ما هو أفضل هاتفين مع معلمنا بولس الرسول: لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح (في1:21).
وهنا أقول إن هناك مدنا بأكملها نالت الاستشهاد مثل مدينة إسنا حيث قتل أريانوس الشعب كله ومنهم الأم دولاجي وأبناؤها الذين قتلوا علي ركبتيها, وهناك مجموعات مثل الكتيبة الطيبية من الأقصر يتقدمهم القديس موريس والشهيدة فيرينا, وهناك أسر بأكملها مثل الشهيدة رفقة وأولادها وابنتها وهناك نساء مثل الشهيدة يوليطة وابنها قرياقص, وهناك فتيات مثل الشهيدة مارينا والشهيدة دميانة ورفيقاتها.
ولا مبالغة حين أذكر أن كنيستنا القبطية تذخر بشهداء أطفال ولكنهم رجال في شجاعتهم مثل الشهيد أبانوب النهيسي والشهيد ونس شفيع الأقصر.
يتقدم كل هؤلاء شهداء شباب منهم الأمراء والفرسان مثل أمير الشهداء مارجرجس الروماني والشهيد مارمينا العجائبي والأمير تادرس الشطبي وآخرين, ولكن الله لم يترك نفسه بلا شاهد فيوجد من قام بتكفين هذه الأجساد الطاهرة ومن دون سيرهم مثل الشهيد يوليوس الأقفهصي, ولأنه كتب سير الشهداء صار شهيدا.
أجد أنه لزاما علي أن أذكر شهداء العصر الحديث ومنهم شهداء ليبيا الأبطال وكل أبنائنا وإخوتنا شهداء الوطن الذين سفكت دماؤهم فداء ودفاعا عن بلادنا الحبيبة مصر لهم منا كل الوفاء والتقدير والحب.
د. آمال جورجي
e.mail: [email protected]