مونولوج ايزابيل قصة ماركيز عن الخوف والمطر

"مونولوج إيزابيل وهى ترى هطول المطر فى ماكوندو"، ربما يكون هو العنوان الأطول فى التاريخ الأدبى للقصة القصيرة كتبها الكاتب الكولومبى الكبير غارسيا ماركيز.

وهى عبارة عن حوار شخصى تحكيه إيزابيل التى لم يذكر ماركيز اسمها فى متن قصته . ورغم ذلك عنون بها قصته البديعة، حيث كانت ايزابيل هى البطلة وهى الراوى فى الوقت نفسه. وتبدأ أحداث القصة بتلك المرأة الشابة حيث كانت فى قداس الأحد مع زوجها الذى ينفرها وتنفره ، ووالدها الرجل الوقور وزوجها ابيها المحترمة.

تبدأ الأحداث بطريقة الساسبنس، حيث هطل المطر على قرية موكاندو فسعد به الجميع وظنوا أنه سينقطع بعد أن يرتوى الزرع  والحيوان الإنسان  وتغتسل به  الشوارع الميته ، وصف لنا ماركيز جمال المطر المتساقط على حديقة والدة ايزابيل فى اليوم الأول ثم أكمل لنا من خلال بطلته ايزابيل كيف تغيرت الأمور من البهجة إلى الإحساس بالخوف فى يوم الاثنين حيث هطول المطر بكثافة أشد دون انقطاع.

وفى لقطة اعتادها ماركيز وهى إيجاد مشهد للحيوان فى العديد من قصصه ،جعلنا ننتبه إلى تلك البقرة التى غاصت أقدامها  فى الوحل وحاول العمال مساعدتها فى الخروج الا أنها رفضت ، مازالت ايزابيل تحكى عن المطر الذى لم ينقطع فى يوم الثلاثاء بل أضحى أكثر ضراوة مما أصاب الحياة بشلل تام حيث توقف القطار بعد أن التهمت المياه قضبانه ، ثم ياتى الاربعاء والحال يزداد سوءا.

 وفى يوم الخميس تستيقظ ايزابيل لتسأل زوجه ابيها عن الزمن بعد أن شمت رائحة أجساد الموتى حيث أغرقت المياه قبورهم ، ثم تجلس لننتظر قداس الأحد ، يأخذنا ماركيز من خلال قصته مونولوج ايزابيل إلى عوالم مختلفه من السعاده والضجر والخوف والرعب من غضب الطبيعة ، وليس المقصود عند ماركيز أن الطبيعة تغضب من تلقاء نفسها أو أن المطر نزل بهذه الكثافة بإرادته ، بل إن الذى يتحكم فى كل هذه الأشياء هو خالق الأشياء، ربما أراد ماركيز أن يقول إن الله يوقظ عباده من سباتهم بالمطر والبرق والرعد والموت ، نعم  يصل بنا ماركيز إلى محطة الموت، إلى قضيته الأساسية التى لا يتخلى عنها، وكأنه أراد أن يقول إن الموت هو اصدق ما نعرفه فى الحياة .

تاريخ الخبر: 2021-09-18 17:26:53
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية