عمارة المسجد الحرام حظيت بالعناية وفق أفضل المعايير الحديثة

شهد الحرم المكي الشريف اهتماماً خاصاً منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعدها أبناؤه الملوك -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث تشهد إكمال جميع التوسعات في الحرم المكي، مع حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، على المتابعة الشخصية لتلك المشروعات وتذليل كافة العقبات ليؤدي الحجاج والمعتمرون وزوّار مكة والمدينة مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.

وتمت تهيئة صحن المطاف وتشغيله بطاقته القصوى لاستيعاب 50 ألف طائف في الساعة، و278000 مصلٍ في الساعة ومساحة إجمالية تبلغ 210000 متر مربع وفتح جميع الأدوار والساحات في المسجد الحرام، والتوسعة الثالثة، والمسعى بجميع أدواره وتأهيل الكوادر البشرية بالإدارات المختلفة لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين.

وخلال السنوات الماضية وتحديداً من عام 1436هـ إلى عام 1443هـ نفذت ثمانية مشاريع تخدم الحرم المكي الشريف، حيث تم تجديد رخام الشاذروان وتجديد رخام وفوانيس الحجر واستكمال التوسعة السعودية الثالثة، وفي عام 1438هـ تم تجديد الحلقات الذهبية المثبتة لكسوة الكعبة المشرفة وتم استكمال مشروع الترجمة الفورية لخطب الحرمين الشريفين، وفي عام 1440هـ تم ترميم وصيانة الكعبة المشرفة من الداخل والخارج وصيانة مقام إبراهيم عليه السلام وترجمة خطبة عرفة، وخلال عامي 1442- 1443هـ تم استئناف التوسعة السعودية الثالثة في المسجد الحرام، وتنفيذ مشروع تأهيل بئر زمزم واستكمال إنشاء عبارات الخدمات بصحن المطاف.

أنظمة حديثة

وشملت التوسعة السعودية الثالثة الكبرى للمسجد الحرام مكونات رئيسة هي مبنى التوسعة الرئيس للمسجد الحرام، وتوسعة المسعى، وتوسعة المطاف والساحات الخارجية والجسور والمساطب، ومجمع مباني الخدمات المركزية، ونفق الخدمات والمباني الأمنية، والمستشفى، وأنفاق المشاة، ومحطات النقل والجسور المؤدية إلى الحرم، والطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام والبنية التحتية وتشمل محطات الكهرباء وخزانات المياه وتصريف السيول.

وتعد الأكبر على مدار التاريخ، حيث استخدمت فيها أحدث تقنيات البناء والأنظمة الحديثة، وبلغت كمية القطع الصخرية بالمشروع (13100000) قطعة، وعدد العقارات المزالة 5882 عقاراً، والخرسانة المسلحة بكافة الأصناف بلغ حجمها (3000000 م3)، فيما بلغت كتل حديد التسليح (800000 طن)، وعدد الحجر الصناعي (37800 قطعة)، ومسطحات الرخام بمساحة (1210000م2)، وعدد النجف بجميع المقاسات (1020) نجفة، وعدد وحدات الإضاءات الحائطية (3600) وحدة، وعدد السلالم الكهربائية 680 سلماً، والمصاعـد الكهربائية بعدد 158 مصعداً، و188 مدخلاً لمبنى التوسعة، وعدد دورات المياه في كامل المشروع 12400 وحدة، فيما بلغت المواضئ (8650)، وبلغ عدد صناديق مكافحة الحريق 2500 صندوق، فيما جاءت مساحة القبة الرئيسة في مبنى التوسعة بعرض 36م، وارتفاع 21 م، فيما بلغ ارتفاعها من الدور الأرضي 80م، ووزنها في حدود 800 طن.

مشاة وطوارئ

وبلغ طول أنفاق المشاة والطوارئ (5313) م، وأنفاق الكهرباء والخدمات والصرف بطول (1922)م، ونفقي الصرف الصحي بقطر 2800 مم و(4643) متراً طولياً، كما بلغت أطوال التمديدات الصحية المستخدمة في المشروع (1000000م) وأطوال مجاري الخدمات (50000)، كما يحتوي المشروع على أنظمة نظافة تتضمن نظام شفط الغبار المركزي إلى جانب أنظمة إلكتروميكانيكية متطورة تضمنت نظام الصوت بإجمالي 4524 سماعة، ونظام إنذار الحريق، وتوفير سماعات من النوع الرقمي الخطي، طبقاً لدراسة صوتية دقيقة للحصول على خدمة صوت فائقة الجودة شملت التوسعة المطلوبة في النظام القائم مع دمج النظام الجديد لتوسعة الشامية، إلى جانب توفير نظام صوتي احتياطي يستخدم حال الطوارئ، ونظام إنذار ضد الحريق في غرف الخدمات ومحطات الكهرباء والمخازن، وسيتوفر فيه جميع متطلبات الإذاعة والتلفزيون وتشمل الحجرات المجهزة والمعدة لهذا الغرض، وتركيب المعدات والكاميرات والهوائيات ضمن ساحات التوسعة والمنارات، وإنشاء أستديو إذاعي وتلفزيوني جديد بمبنى الخدمات بإجمالي عدد كاميرات (44)، إضافةً إلى توفير كاميرات مراقبة جديدة من النوع الحديث ثابتة ومتحركة، وتزويد بعضها بأجهزة IR illuminator للعمل في حالات الطوارئ بإجمالي عدد (6635 كاميرا)، وتوفير وحدات ساعات فرعية (Slave Clock Units) مماثلة للساعات القائمة بالمسجد الحرام لتغطية مناطق توسعة الشامية وتوسعة النظام المركزي الحالي لاستيعاب الساعات الجديدة بإجمالي 1860 ساعة، واستخدام لوحات تحكم عند أبواب الغرف والفراغات الإلكتروميكانيكية وغرف الاتصالات وغرف تجميع النفايات.

خدمات مركزية

وفيما يختص بأنظمة الصرف الرئيسة فقد جاء أنها تتمثل في تصريف مياه الأمطار وأنظمة جمع المخلفات، والتخلص من النفايات بواسطة نظام التفريغ الآلي، ونظام سحب الغبار والأتربة، ونظام تصريف مياه زمزم، ونظام توزيع مياه زمزم المبردة، إضافة إلى إحصاءات قوة التغذية الكهربائية المستخدمة في المشروع، حيث بلغ إجمالي قوة محطات الكهرباء 4,412 م.ف.أ، فيما بلغت أطوال الكابلات الكهربائية 104317 م.ط، أما العناصر الكهربائية بالمبنى بلغت أربع محطات جهد متوسط رئيسة بالمبنى والساحات والمصاطب (39) محطة جهد فرعية.

ويحتوي المشروع على مجمع للخدمات المركزية وعدد من العناصر تتمثل في محطة كهرباء الضغط العالي التي تحتوي على ستة محولات قدرة كل منها (67) ميجا فولت أمبير، ومحطة المولدات الاحتياطية وتشمل (14) مولداً، بقدرة لكل منها (5,5) ميجا فولت أمبير، ومحطة تكييف وتبريد المياه بطاقة (120000) طن تبريد مع إمكانية إضافة (40000) طن تبريد، إلى جانب محطة تجميع النفايات المركزية بواسطة نظام التفريغ الآلي بطاقة قصوى تبلغ (600) طن/ يوم، ومحطة خزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق سعة الخزان (9000) م3، وخزان مياه التبريد تحت الأرض سعة (16000) م3، ومبنى الخدمات وهو مبنى متعدد الوظائف ونفق خدمة من مجمع الخدمات حتى الحرم بطول (1022) متراً وعرض (16) متراً، ويحتوي على تمديدات المياه المثلجة وتمديدات المياه وتمديدات نظام إطفاء الحريق وتمديدات نظام تجميع النفايات وتمديدات نظام الصرف وتمديدات كابلات الكهرباء.

مبانٍ أمنية

ومشروع توسعة المسجد الحرام اشتمل على مبانٍ أمنية بمساحة بناء تقديرية (541.276) م2، أما مبنى مستشفى الحجون فيبلغ إجمالي عدد الأسرة 200 سرير، وإجمالي مساحة المباني 178,950 م2، ومساحة الأرض 22,060 م2، ويتكون مشروع مبنى التوسعة الرئيس من ستة طوابق للصلاة و680 سلماً كهربائياً و24 مصعداً لذوي الاحتياجات الخاصة و21 ألف دورة مياه ومواضئ.

ويضم المسجد الحرام بوابة رئيسة تتكون من ثلاثة أبواب كل باب من درفتين وزن كل منها 18 طناً تدار بأجهزة تحكم عن بعد وتقام التوسعة الذي يتكون مبناها من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000. 320 م2، يستوعب 300 ألف مصل، وأنفاق للمشاة تضم خمسة أنفاق لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول خصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية، ويبلغ إجمالي أطوال هذه الأنفاق نحو 5300م، إضافةً إلى مجمع الخدمات المركزية وتشمل محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق، ومشروع الطريق الدائري الأول الذي يقع داخل المنطقة المركزية ويمتد بطول 4600 متر ويضم جسوراً وأنفاقاً لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات في كل اتجاه.

منظومة مياه

ويحتوي مشروع التوسعة كذلك على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة مياه زمزم المبردة بإجمالي عدد مشارب زمزم 2528 مشربية، ما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة والمناسيب المتنوعة لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام للأبد، ويحتوي المشروع على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي عدد كاميرات يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي.

واستأنف مقاول مشروع التوسعة السعودية الثالثة لحزم الأعمال الإنشائية والكهروميكانيكية، والتشطيبات المعمارية أعماله من خلال إصدار التراخيص المنظمة لتلك الأعمال والتي بلغت 60 ترخيصاً، وأوضحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلةً في وكالة المشاريع والدراسات الهندسية، أن ذلك يأتي بعد الاستفادة من مواقع المشروع لاستيعاب أعداد الحجاج والمصلين خلال موسم الحج المبارك بمسطح إجمالي (519149) متراً مربعاً ومن ضمنها مشروعات توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ومشروع رفع الطاقة الاستيعابية لمبنى المطاف، ويشمل استئناف الأعمال البوابات والمنارات الرئيسة (باب الملك عبدالعزيز، وباب العمرة، وباب الفتح)، كما أكدت الوكالة استكمال أعمال تركيب الأسقف المعلقة بأدوار مبنى المطاف، واستكمال أعمال مشروع ميزانين الدور الثاني إضافة للأعمال والخدمات المساندة وحزم مشروعات البنية التحتية بالتنسيق مع مكتب إدارة الإنشاءات التابع لوزارة المالية.

أفضل المعايير

وناقشت وكالة المشاريع والدراسات الهندسية الخطط والمشروعات وبرامج العمل ومراحل التنفيذ المختلفة للأعمال المتبقية والمستهدفة، خلال المرحلة الحالية والعمل بتضافر جميع الجهود على إعداد وتهيئة المساحات والمناطق المخصصة لموسم العمرة لعام 1442- 1443هـ وفق المساحات والمسارات المعتمدة في خطط التفويج، وأكدت وكالة المشاريع والدراسات الهندسية أن استكمال الأعمال، لجاهزيتها واستفادة قاصدي بيت الله الحرام من هذه التوسعات المباركة، وخدماتها خلال موسم العمرة، وفقاً لتوجيه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تسريع وتيرة العمل ورفع مستوى الجاهزية، سعياً لتوفير أفضل الخدمات والسبل لراحة قاصدي بيت الله الحرام.

وفي ظل الاهتمام الذي توليه الحكومة الرشيدة لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، حظيت عمارة المسجد الحرام بالعناية وفق أفضل المعايير، والممارسات الممكنة في كل عصر بما يناسبه، وتجملت هذه العمارة بالنصوص القرآنية والزخارف الهندسية، مستمدة من عمق العمارة الإسلامية والتي انعكست على واجهات مباني المسجد الحرام في أسقفه، وحوائطه، وأعمدته، وتزينت في أبهى حلتها على كسوة الكعبة المشرفة وبابها الأخاذ في جماله، ويعلو مبنى التوسعة السعودية الثالثة تقاسيم معمارية شاهقة قوامها، الأسقف العالية والشرفات المطلة والفراغات الرحبة عمادها الرخام الفاخر والمشربيات المذهبة، تحليها خطوط عربية من الثلث للنصوص القرآنية، والزخارف الهندسية، الأمر الذي يسهم في إضافة المزيد من البهاء والجمال الذي يكسو فراغ التوسعة وتتجانس ملامحه مع النمط العام لحلية المسجد الحرام، حيث جاءت الزخارف بترويقتها عملاً هندسياً ساد فيه مبدأ التجريد، وانتشر استعمال هذه الزخارف في تزيين الجدران والقباب والتحف المختلفة منها النحاسية والزجاجية والخزفية والرخامية، بالإضافة إلى أن الزخارف الهندسية استخدمت في أشكال متعددة في الفن والعمارة الإسلامية.

وأوضحت الوكالة أن هذه الأعمال تأتي بمتابعة مستمرة من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، تحقيقاً لتطلعات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في بذل كل ما من شأنه خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.

مشروعات التوسعة تُعد الأكبر على مدار التاريخ
مشروعات جبارة وعمل كبير
رفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف