تونس: هل أدت سياسات قيس سعيد إلى تعميق الانقسام في أوساط الشعب؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تظاهرات السبت 18 سبتمبر أظهرت الانقسام في الشارع التونسي

وسط خلاف حول أعداد المعارضين للرئيس التونسي قيس سعيد، وهؤلاء الداعمين له، خلال التظاهرات التي شهدتها تونس السبت 18 أيلول/سبتمبر، يتفق معظم المراقبين، على أن الخلاف بشأن سياسات الرئيس، بات يوسع من دائرة الانقسام في أوساط الشعب التونسي، وربما يؤدي إلى تداعيات أكبر.

وبعيدا عن المعارضين والمؤيدين، يعتبر مراقبون أن تلك التظاهرات مثلت تطورا لافتا، في المشهدين السياسي والشعبي، بخروج أعداد مهمة من المواطنين، في أول تحرك احتجاجي علني في الشارع، لمعارضي سياسات الرئيس قيس سعيد، منذ إعلانه قراراته الاستثنائية في 25 تموز/يوليو الماضي.

تظاهرتان

وأمام مقر المسرح البلدي، وسط شارع الحبيب بورقيبة الشهير، وسط العاصمة التونسية، احتشد المئات من معارضي قيس سعيد السبت، مطالبين برفع التجميد عن البرلمان التونسي، رافعين لافتات تتهم سعيد بالانقلاب على الدستور، وتطالب بإنهاء التدابير الاستثنائية التي أعلنها في تموز/ يوليو الماضي، وتتهمه أيضا بالتخبط في قراراته، وبأنه لايملك أي تصور للمستقبل، سوى أنه يريد الاستفراد بالحكم.

أما على الجهة المقابلة وفي نفس الشارع، فقد تجمع المئات من أنصار الرئيس التونسي، الذين رددوا الشعارات الداعمة للرئيس، من قبيل "يا قيس فعل القانون، لا غنوشي لا عبير نحن حددنا المصير"، إضافة إلى شعارات تهاجم رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، ولافتات تخاطبه بعبارة "إرحل".

تخطى مواضيع قد تهمك وواصل القراءة
مواضيع قد تهمك
  • الأزمة في تونس: كيف وصلت البلاد إلى هذه المرحلة؟
  • تونس: ما الضمانات التي تمنع تحول قرارات الرئيس من استثنائية إلى دائمة؟
  • قرارات الرئيس التونسي: تصحيح لمسار الثورة أم انقلاب على الدستور؟
  • الأزمة في تونس: حركة النهضة تطالب الرئيس قيس سعيّد بالتراجع عن قراراته وإجراء حوار وطني

مواضيع قد تهمك نهاية

ورغم وجود أعداد من مؤيدي الرئيس التونسي، خلال تظاهرات السبت 18 أيلول/سبتمبر، إلا أن معارضي الرئيس، يعتبرون أن أنصار قيس سعيد، ليسوا سوى قلة، وأن الداعميين لـ"لانقلاب"، في الأوساط الشعبية التونسية، ليسوا سوى مجموعات افتراضية، تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها لاتجد في العادة، مبررات قوية لدعم سعيد، سوى أنها تصب جام غضبها وسبابها على كل من يعارضه.

ويعتبر مراقبون للشأن التونسي أيضا، أن تظاهرات السبت 18 أيلول/ سبتمبر، تمثل حالة رمزية مهمة، في حركة الشارع التونسي، إذ أنها تشير إلى بداية تبلور رأي عام مضاد لـ"الانقلاب"، بعد تشكل رؤية العديد من الأحزاب والنخب السياسية، تجاه ماقام به سعيد منذ إعلانه قراراته الاستثنائية في 25 تموز/يوليو الماضي وحتى الآن.

مخاطر الانقسام

غير أن التداعيات الأكثر خطورة، والتي أشارت إليها بعض الأطراف السياسية، كما رصدها مراقبون، هي تلك المتعلقة باتجاه الشارع التونسي، إلى مزيد من الانقسام، بشأن سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد، وما إذا كان استمرار ذلك الانقسام، سيهدد الجبهة الداخلية في تونس، عبر خلق توترات في الأوساط الشعبية.

وعبر الاتحاد التونسي للشغل، والذي يمثل قوة سياسية ونقابية وازنة في تونس، عن مخاوفه من ذلك، عبر موقفه من الاحتجاجات ،التي شهدتها تونس السبت 25 تموز/يوليو، رافضا أي محاولة لتفرقة التونسيين، وقال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، إن "الاحتجاج حق، إلا إذا كان من أجل قسمة التونسيين وخلق شعبين في تونس فان الاتحاد يرفضه".

ويبدو الاتحاد التونسي للشغل، ممسكا بالعصا من المنتصف، تجاه ماتشهده تونس، ووفقا لما قاله سامي الطاهري تعليقا على التظاهرات الأخيرة، فإن الاتحاد غير معني بالتحركات الاحتجاجية، التي تنتظم بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، كما لم ولن يشارك في أية تحركات أخرى مضادة لها، مضيفا أن الاتحاد يدعو إلى الحوار والتشاور وعدم الانزلاق وراء العنف، معتبرا أن" تجييش الشارع بطرق مختلفة في الوضع الحالي قد يدفع الى التصادم".

ليس وليد اليوم

ولايبدو الانقسام الذي تشهده تونس حاليا وليد اليوم، إذ أنه ومنذ اتخذ الرئيس قيس سعيد، قرراته الاستثنائية في تموز/يوليو الماضي/ والشارع التونسي منقسم بشأنها، وضمن تقرير سابق للبي بي سي بعد اتخاذ سعيد تلك القرارات، قالت رنا جواد مراسلة بي بي سي في شمال إفريقيا إنه "بالنسبة للكثيرين يبدو الأمر وكأنه بداية مرحلة مفعمة بالأمل بعد عام من الفوضى في حكم البلاد. وبالنسبة للآخرين فإن هذه خطوة مشكوك فيها دستورياً مع تداعيات محتملة قد تؤدي الى زعزعة استقرار البلاد ولها عواقب بعيدة المدى".

ويرى محللون، أن هناك تشابها كبيرا، بين الحالتين التونسية والمصرية، فيما يتعلق بالانقسام في الشارع، إذ أن كثيرين يشبهون ما يحدث في تونس، من انقسام بما حدث في مصر، في المرحلة التي تلت أحداث الثالث من تموز/يوليو 2013، والتي أنهت أول حكم مدني في البلاد، إذ تخندق المصريون في معسكرين، أحدهما مؤيد للتجربة المنتهية، والآخر مرحب بالمرحلة الجديدة حتى وصف البعض الوضع، بأن هناك شعبين يعيشان في مصر، وقد أثر ذلك كثيرا في علاقات الناس ببعضهم البعض.

وتخشى بعض النخب السياسية في تونس، من أن تتسع حالة الانقسام في الشارع، بفعل حالة الاستقطاب الحاصلة، بما يؤدي في نهاية الأمر إلى زعزعة الجبهة الداخلية في البلاد، مع عدم وجود بوادر لحل سياسي قريب للأزمة.

برأيكم

هل أدت سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد إلى تعميق الانقسام في الشارع التونسي؟

كيف تقيمون التظاهرات التي شهدتها تونس السبت 18 أيلول/سبتمبر؟

كيف ترون ما يقوله معارضو قيس سعيد من أن مؤيديه ليسوا سوى افتراضيين على مواقع التواصل الاجتماعي؟

لماذا لم يتخذ الرئيس التونسي قرارات حتى الآن بعودة الحياة النيابية للبلاد؟

ما رأيكم في موقف اتحاد الشغل التونسي مما يجري وتحذيره من قسمة التونسيين إلى شعبين؟

إذا كنتم في تونس حدثونا عما إذا كنتم تلمسون انقساما في الشارع أم لا؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 20 أيلول /سبتمبر.

خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب