تمر اليوم ذكرى ميلاد شاعر العامية الكبير الراحل سيد حجاب، الذي ولد في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر من عام 1940م.

وقدم «حجاب» العديد من الأعمال الشعرية وكان أحد أبرز الذين قدموا تترات الأعمال الدرامية للمسلسلات المصرية.

ويعد أحد أيقونات شعر العامية المصرية، وأحد أبرز من أثروا في وجدان المصريين بكافة أطيافهم، كتب الفصحي ومن ثم احترف العامية ولاشك لعب وجيلة دور بارز في الحياة الثقافية والسياسية المصرية، وختم حياته بأن يكتب مسودة الدستور المصري، وهذا وحده كاف جدا أن يغير وجهة النظر الشائعة في  شعر العامية ورواده بصفه عامة، وأن تضع عاميتنا المصرية في مكانها اللائق، خاصة أنها كانت تواجه نظره دونيه طوال الوقت من قبل جهات ثقافية ورسمية لتصبح في مرتبة  ثانية، وذلك سنجده بشكل صريح إذا رجعنا إلى تاريخ جوائز الدولة.

ونجح حجاب ومن قبله الأبنودي عبر سطوة ما قدموه من منجز شعري في أن يكونوا بصدارة المشهد الثقافي ليكسروا تلك القاعدة بتحصلهم على أرفع جوائز الدولة لما أنجزوه في مجال الشعر.

حجاب وجاهين «ابن  بحر» 

 جاء سيد حجاب بعالمه الشعري عبر أول ديوان «صياد وجنيه»، من أول لحظة في اشتباكه بالمشهد الثقافي يعلن عن شاعرله وجهة نظر ورؤية  مغايرة عبر مايكتبه، ولا يستسلم لراي أخر مهما كانت مكانته الشعرية،  وهذا مارواه حجاب عن قصة  قصيدته "أبن بحر" الذي رفض تغير نهايتها ، وكتب جاهين عنه"عندما أبحث عن كلمات أقدم بها هذا الشاعر الجديد لا تلبيني إلا الكلمات العاطفية ولو كان هناك حب من اللحظة الأولى، أكون أنا قد أحببت هذا الشاعر من أول شطرة.. اسمه "سيد حجاب" تذكروا هذا الاسم فإنه سيعيش طويلًا فى حياتنا المقبلة وسيكون له شأن عظيمً".

حجاب عن مستقبل الحرية 

وفي حوار جمعني بالشاعر الراحل سيد حجاب سألته ماذا عن مستقبل حرية الرأي والتعبير في ضوء حكم الأخوان لمصر في ذلك الوقت ؟ وجاءت إجابته الأمر مرتبط الآن بالشكل المقيد التي تحاول اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور الجديد طرحه وهذا أكيد مرتبط بالهوية، ويرجع إلى تكوين اللجنه التأسيسية، هذه اللجنة التي لا تشبه المصريين ولاتشبه التوافق المصري المستقر منذ أقدم العصور، وبالتالي فإن محاولة كتابة هذا الدستور بعيون هؤلاء المعادين للحريات بشكل عام لا يعقل، ومن غير المعقول أن لجنه غالبيتها يؤمن بالسمع والطاعة تقدم دستورا ينتصر للحريات، وهذه مسألة توحي بأننا على أبواب دولة دينية لا دولة مدنية تكرس للحريات، وفي رأيي من يرفع شعارات مقيدة للحريات باسم الدين هو لا يعرف الدين ولا جوهره، ولا يعرف جوهر مصر ولا تاريخها.

ببساطة شديدة أرى أن المعركة الحقيقية التي يواجهها المصريون الآن هي معركة الدستور، وهي في رأيي أم المعارك، فإذا تأسس دستور يكرس لنوع من الاستبداد.