اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، سلطة الاحتلال الإسرائيلي بسن القوانين وعقد المحاكمات لطرد الفلسطينيين من حيِ الشيخِ جراح وسلوان في القدس، “دون وجه حق، وهو ما يصفه القانون الدولي بالتطهير العرقي، مشيراً إلى أنه الأمر الذي يرفضه المجتمع الدولي باعتباره جريمة وفق القانون الدولي” جاء ذلك خلال كلمة أبو مازن في مداولات الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين.

وأشار “أبو مازن”، إلى أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي تعتقد أنها تستطيع الإفلات من العقاب على جريمة اقتلاعِ أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من أرضه وارتكاب العديد من المجازر التي ذبحت وقتلت خلالها الآلاف من الفلسطينيين في العام 1948 ، فهل تعتقد إسرائيل أنها تستطيع بكل بساطة تجاهل الحقوق المشروعة، بما فيها السياسية لملايين الفلسطينيين في الداخل والخارج…ومواصلة ممارساتها لسرقة أرضهم وخنق اقتصادهم ومنعهم حتى من التنفس بحرية؟”

وكانت إسرائيل قد ارتكبت فظائعاً في حي الشيخ جراح، بسبب ممارستها الاستيطانية، القائمة على طرد الفلسطينيين، حيث حاولت طرد 28 اسرة فلسطينية، لصالح المستوطنين اليهود، وتحول النزاع الى مواجهات دامية لطرد الناس من بيوتها، الذين رسموا لوحة على أحد الجدران، تظهر فيها خريطة فلسطين ما قبل 1948، تلفها الكوفية الفلسطينية وكُتب تحتها شعار “أهلا بكم في حي الشيخ جراح الصامد”.وفي الجهة المقابلة، على جدار آخر، كُتبت أسماء العائلات المهددة بالطرد، وعددها 28 عائلة.وفي مواجهة هذه القائمة، يوجد منزل استولى عليه المستوطنون قبل عشرة أعوام، تحيط به أعلام إسرائيل وتحرسه كاميرات المراقبة، فالمستوطنون اليهود استولوا على عدد من البيوت في حي الشيخ جراح في السنوات الأخيرة.

ويعود النزاع في الشيخ جراح، إلى خمسينيات القرن الماضي، حينما مولت الأمم المتحدة مشروعا أردنيا لبناء بيوت في حي الشيخ جراح للفلسطينيين النازحين. لكن بعض الأراضي كانت مملوكة لاثنتين من الجمعيات اليهودية قبل إعلان دولة إسرائيل.، وبعد استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية عام 1967، تحركت الجمعيتان اليهوديتان في نزاع قضائي لاستعادة الأراضي.، وتقع الأرض محل النزاع قرب ما يقول اليهود إنه هيكل سليمان، وتقول مجموعات المستوطنين إن الفلسطينيين يعيشون في هذا المكان بوضع اليد.

وفيما يدعي المسؤولون الإسرائيليو، أن مسألة حي الشيخ جراح ليست سوى “نزاع عقاري”، وإن القانون في صف المستوطنين اليهود.، يتضح انه في عام 2003، باعت الجمعيتان حقوق ملكية المنطقة لمنظمة “نهلات شمعون”، وهي واحدة من عدة منظمات يهودية مقرها الولايات المتحدة، وتدعم جهود المستوطنين اليهود للاستيطان في المناطق الفلسطينية من القدس.

واندلعت المواجهات في حي الشيخ جراح في شهر مايو الماضي، وانفجرت تراكمات نزاع مستمر على مدار عقود لتشعل شرارة أعمال عنف.استمر إطلاق النار 11 يوما من المواجهات، دخلت فيها حماس على الخط.

وبينما يجري ذلك أعلن المحامي الإسرائيلي دانيال سيدمان، المتخصص في حركة الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية، أن “هناك جهودا حثيثة لطرد الفلسطينيين الذين يعيشون في الشيخ جراح ليحل محلهم مستوطنون بناء على معتقدات دينية. في أكبر عملية تهجير منذ حرب 1967هذا هو حقيقة الأمر”.