قال القضاء العراقي إنه أصدر الأحد مذكرات اعتقال بحق المشاركين في مؤتمر الدعوة إلى "التطبيع مع إسرائيل" انعقد في أربيل عاصمة إقليم شمال العراق، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.

وأصدر مجلس القضاء في العراق بياناً أكد فيه صدور "مذكرة قبض" في حق وسام الحردان رئيس "صحوة العراق" الذي تلا بيان الدعوة للتطبيع مع إسرائيل، بالإضافة إلى النائب السابق مثال الآلوسي والموظفة في وزارة الثقافة سحر كريم الطائي، ووصف مشاركتهم في مؤتمر التطبيع بـ"الجريمة".

من جهتها تبرأت رئاسة إقليم شمال العراق السبت من دعوة التطبيع مع إسرائيل معلنة فتح تحقيق بالأمر، كما تبرأت من تلك الدعوات شخصيات شاركت في المؤتمر وعشائر عربية محلية لم تكن مشاركة به.

والجمعة انعقد في أربيل عاصمة الإقليم ما سُمي "مؤتمر السلام والاسترداد" الذي نظمته شخصيات عشائرية من السنة والشيعة ودعا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل علني، في أول حدث من نوعه بالعراق، وواجهت هذه الدعوة تنديداً واسعاً في العراق على الصعيدين السياسي والرسمي.

وتعقيباً على ذلك قالت رئاسة إقليم شمال العراق في بيان إنه "لا علم لها مطلقاً بذلك الاجتماع ومضامين مواضيعه، وإن ما صدر عن الاجتماع ليس تعبيراً عن رأي الإقليم أو سياسته أو موقفه".

وأضافت أن "أي موضوع أو موقف أو توجه مرتبط بالسياسة الخارجية هو من صلاحيات الحكومة الاتحادية وفقاً للدستور، وأن إقليم كردستان ملتزم في هذا تمام الالتزام للسياسة الخارجية العراقية".

ودعت رئاسة الإقليم كل الأطراف والقوى العراقية إلى "التعاطي مع الموضوع بصورة أكثر هدوءاً، وانتظار نتائج التحقيق الذي تجريه وزارة داخلية حكومة إقليم كردستان".

من جانبه أعلن المتحدث باسم تجمع "العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها" بالعراق اليوم البراءة من مؤتمر أربيل الذي دعا للتطبيع مع إسرائيل.

وقال المتحدث باسم التجمع مزاحم الحويت في بيان: "نعلن براءتنا من المؤتمر الذي عُقد في أربيل ودعا لتطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل"، وأضاف أن "هذه الشخصيات لا تمثلنا ولا تمثل العرب السنة وعشائرها العربية الأصيلة".

من جانبها أعلنت مجموعة شخصيات عشائرية مشاركة بمؤتمر أربيل تراجعها عن فكرة "التطبيع مع إسرائيل"، حسب ما جاء في بيان تلاه صلاح مصلح شيخ عشيرة بو ذياب خلال مؤتمر صحفي عقده في أربيل السبت.

وجاء في البيان: "نحن مجموعة من الشخصيات العشائرية من منتسبي الصحوات ومختلف المحافظات العراقية نود أن نبين حقيقة ما جرى بمؤتمر السلام والاسترداد الذي عُقد الجمعة في أربيل وسبب مشاركتنا فيه".

وأوضح البيان: "وُجهت إلينا الدعوة على أنه مؤتمر لإعادة المفسوخة عقودهم من الصحوات (إلى الخدمة) ولزيادة رواتبهم بالإضافة إلى ضمهم إلى المؤسسات الأمنية الحكومية، لكن الذي حصل أننا تفاجأنا بأن الموضوع مختلف تماماً ولا علاقة له بالأسباب التي دُعينا للحضور من أجلها".

وتابع: "نؤكد أن لا صلة لنا بهذا الأمر من قريب ولا من بعيد وموقفنا واضح ومعروف في دعم الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه الكاملة ونحن ضد التطبيع".

وبشأن ملابسات عقد مؤتمر أربيل وكيفية عدم علم سلطات إقليم شمال العراق بمضمونه قالت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم في بيان إن "إحدى منظمات المجتمع المدني عقدت ورشة عمل في أربيل لشخصيات عدة من بعض محافظات العراق للعمل على مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في العراق".

وتابعت بالقول: "لكن للأسف حرف بعض مشرفي هذا النشاط ورشة العمل عن أهدافها واستخدمها لأغراض سياسية بالشكل الذي كانت فيه بعيداً عن شروط منح الرخص لإقامة ورش عمل كهذه".

TRT عربي - وكالات