يترقب الشارع التونسي حلولا سريعة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي خلفتها 10 سنوات من حكم حركة النهضة الإخوانية وسيطرتها على مفاصل الدولة، خصوصا بعد تكليف رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن رمضان، الأربعاء بتشكيل الحكومة، كأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

وقال عضو المجلس الوطني لحركة الشعب التونسية محمد شبشوب، إن هناك ملفات كبرى مطروحة أمام «بودن» منها ماهو اقتصادي واجتماعي وسياسي، أبرزها الملف الاقتصادي المأزوم، ومكافحة الفساد، وتحقيق المطالب المشروعة للمواطنين.

وأضاف «شبشوب» لـ«الدستور»، أن تفعيل القانون رقم (38) لتشغيل من طالت بطالتهم وتسوية أوضاع العمال والمدرسين أيضا من الملفات التي تتطلب تدخلا سريعا للتعامل معها وحلها.

اقتصاد مأزوم

وتابع بقوله، إن: على «بودن» إيلاء ملف الفساد الذي استشرى وتغلغل في الدولة أهمية كبرى، حتى يُحاسب من أجرم في حق تونس، مع ضرورة إيجاد طرق علمية وخارطة طريق من شأنها أن تجعل اقتصاد تونس يتعافى.

وأشار إلى ضرورة محاربة كل الفاسدين واللوبيات من داخل حركة النهضة ومن خارجها، مؤكدا أنه لا خيار أمام «بودن» سوى إيجاد حلول للوضع الاقتصادي وتقديم برنامج حكومي يساهم في ذلك إلى جانب التحدي الاجتماعي، والفساد المتغلل بسبب حكم الإخوان للعشرية السوداء التي مرت على البلاد.

وأكد «شبشوب»، أن على رئيسة الحكومة الجديدة أن تسلك هذا الطريق الصعب، مؤكدة أن حركة الشعب ستدعم الحكومة في حال انحازت لصوت الشارع وأعلنت خارطة طريق لحل المشكلات العالقة، ومعالجة الأوضاع الصعبة، وإلا فإن الحركة والشعب التونسي لا يمنحون أحدا صكوك تأييد على بياض. حسب تعبيره.

نضال التونسيات

ورحب نواب في مجلس الشعب التونسي المجمدة أعماله، بتكليف الرئيس قيس سعيد، نجلاء بودن، بتشكيل الحكومة التي ينتظرها الشارع منذ ما يزيد على شهرين.

وقالت النائبة في مجلس الشعب التونسي، ليلى حداد، إن تعيين امرأة في هذا المنصب الرفيع له دلالات كبيرة أولها تثمين دور المرأة التونسية، ونضالها على المستوى السياسي وعلى صعيد حقوق الإنسان.

وأضافت «حداد» لـ«الدستور»، أن المرأة التونسية أحرزت العديد من المكاسب في مسيرتها النضالية، لكن على المستوى السياسي لم تتقلد المرأة هذا المنصب من قبل.

وتابعت بقولها، إن: قرار «سعيد» رسالة لكل من يتشدقون بقيم الديمقراطية، بعد صمته السابق، وتكريم للمرأة التونسية، وهذا الرجل يؤمن دومًا بأهمية تمكين المرأة، فهو من نصب نادية عكاشة كأول مديرة للديوان الرئاسي، ما يدل على احترامه واعترافه بنضال المرأة التونسية.