العمل التطوعي.. «أيقونة عطاء» على جبين الوطن




زيادة الخبرات العملية والتواصل المجتمعي


ذكرت المتطوعة بشائر آل بهرر، أن العمل التطوعي ينبع من الشغف والحب، إذ لا يتطوع الإنسان من أجل مقابل مادي أو الرغبة بالحصول على مردود، بل على العكس خدمة للوطن والإنسانية؛ تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، التي من ضمن مستهدفاتها الوصول إلى مليون متطوع.

وأفادت آل بهرر، بأنها انطلقت في العمل التطوعي مع نادي تطوع الإداري الصحي مع بدء السماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الخارج، وجاءتها الفرصة عن طريق الجامعة وفي وقت إجازة نهاية العام الدراسي، للاستفادة من وقت فراغها، مشيرة إلى أن مهامها التطوعية تشمل الأعمال الإدارية والإشرافية على المتطوعين الميدانيين، وخلق المبادرات في عدة مجالات متنوعة، ويوجد دورات تدريبية لتأهيل المتطوع قبل أن يخوض الفرصة.

وقالت: «في بداية الأمر كانت عائلتي غير متقبلة فكرة التطوع وكنت أتعرض للنقد كثيرًا، ولكن بدأت أشرح لهم أهمية التطوع وحاولت جاهدة أن أنشر مفهومه بين أفراد عائلتي وأقاربي إلى أن تقبلوا الفكرة وأصبحوا داعمين للتطوع»، متابعة: «من الأشياء المهمة التي يكتسبها الشخص عند تطوعه، زيادة خبرته العملية، والتعرف على الآخرين، وزيادة فرصة تواصله مع مختلف الفئات بالمجتمع».

توزيع الأدوار وتوفير التراخيص المطلوبة

أوضح عضو لجنة خدمات وفرص المتطوعين بالنادي مساعد الخالدي، أن اللجنة مسؤولة عن خلق الفرص للمتطوعين، والبحث عنهم، وإجراء المقابلات الشخصية معهم وتوثيق تسجيلهم، وتدريبهم عند الطلب، وأيضًا من مهام اللجنة وضع الأدوار والأهداف الخاصة بالفعاليات التطوعية والتخطيط لها، والإشراف على الفرص وتوزيع المهام، وتقييم المتطوعين والنتائج، مع توفير الإجراءات القانونية اللازمة والتراخيص المطلوبة لتأدية المهام التطوعية بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتوفير الدعم اللوجيستي للمتطوعين، وحساب عدد ساعاتهم التطوعية، وإعداد وثيقة رسمية تسلم للمتطوع عند انتهائه من مهامه.

وقال الخالدي إن من أبرز الفرص والمبادرات التطوعية، التي أطلقها النادي خلال جائحة كورونا، توزيع وجبات الإفطار والسحور للمتطوعين من الكوادر الصحية في بعض المواقع، كمراكز اللقاحات ومركز الفحص «تأكد» ومطار الملك فهد الدولي، والمشاركة بتنظيم المستفيدين من مركز اللقاحات في إحدى الصيدليات الكبرى بالمنطقة الشرقية، ومعايدة الكوادر الصحية بعدة مواقع، ومعايدة المرضى المنومين بأحد المستشفيات الخاصة خلال عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى، والمشاركة بتنظيم الجماهير داخل الملاعب، والمشاركة في تنظيم الدخول والخروج والحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية في نهائي المنطقة الشرقية لكرة القدم المغلقة.

غرس الفرحة في قلوب الآخرين

ذكر المتطوع عبدالعزيز الغامدي أنه يمارس العمل التطوعي منذ 12 عاما، في أماكن كثيرة ومناطق ودول عديدة، مشيرا إلى أن التطوع يهدف بالأساس إلى مساعدة الناس، وزرع الفرح والسعادة في قلوب الآخرين دون مقابل، والمقابل هو احتساب الأجر من الله، متابعًا: «هذا المفهوم بمجرد الإحساس به لن يتوقف الشخص عن عمله التطوعي». وأشار الغامدي، إلى أن التطوع -رغم أنه قد يكون شاقا في بعض الأحيان- يمنح الإنسان قوة وعزيمة وسعادة، مشيرا إلى ازدياد عدد المتطوعين من شباب وشابات الوطن لخدمة الوطن، وخدمة كل بيت وعائلة، وكل مكان يوجد به حجر وعزل صحي.

وقال الغامدي: «من المواقف التي أثرت فيّ خلال فترة تطوعي، حينما رأيت رجلا كبير السن وقف لمدة تتجاوز الـ 12 ساعة، خلال عمله التطوعي بسعادة كبيرة على وجهه، وحينما سألته عن سر اهتمامه بالعمل التطوعي رغم كبر سنه، أكد أن خدمة الآخرين تمنحه سعادة كبرى».

80 كيلو مترا ذهابا وإيابا لتقديم المساعدة

بيَّن المتطوع منصور المولد، أنه تطوع في الكثير من الأعمال، منها زيارات المستشفيات في عيدي الفطر والأضحى لمعايدة الكوادر الصحية والمرضى، وتنظيم الجماهير داخل الملاعب، والحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية، والمشاركة في تنظيم دخول وخروج الجماهير لبطولة المنطقة الشرقية للسباحة، والمشاركة بتنظيم المسافرين بمطار الملك فهد الدولي، والمشاركة باستقبال الزوار بجسر الملك فهد عند نقطة الفحص للزوار.

وقال المولد: «شغوف بالتطوع الميداني لأنني أشعر بالاستمتاع عندما أتحرك وأنجز، ومن الأشياء الجميلة التي أثرت عند زيارتنا للمستشفيات، أن بعض المرضى لا يوجد لديهم مَنْ يزورهم ويطمئن عليهم، وبعضهم الآخر كانت حالتهم مستعصية، فكانت ابتسامتهم لنا ونظرتهم وفرحتهم تعني الكثير».

وعبر المولد، عن فخره بنفسه وأنه استطاع يخدم وطنه ومجتمعه خلال جائحة كورونا، مشيرًا إلى أنه يوميًا يقطع مسافة 80 كيلو مترا ذهابًا وإيابًا من أجل التطوع وخدمة الوطن، وحبًا بتقديم المساعدة للآخرين وشغفًا بالأعمال التطوعية.

إحساس متضاعف بالسعادة

قالت المتطوعة نورة الشويخات: «أفضّل التطوع الميداني أكثر من التطوع الإداري، لأن التطوع الميداني يمنحني إحساسا أعظم بالإنجاز والسعادة عندما أنظر لفرحة الآخرين بسبب مساعدتي لهم، خصوصًا أنني شاركت بفرصة ميدانية لمعايدة المرضى بأحد المستشفيات الخاصة بالمنطقة الشرقية وكان مردودها جميلا جدًا، إذ رأيت البهجة والسرور يشع من عيون المرضى، وكانت ردودهم لنا مفرحة».

شريك رئيس في تحقيق رؤية 2030

قال رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية د. بندر الصاعدي، إنه جرى إنشاء نادي تطوع الإداري الصحي تحت مظلة الجمعية قبل عدة أشهر، إيمانًا من الجمعية بأنها تكون شريكا رئيسا في تحقيق رؤية المملكة 2030، موضحًا أنه تم تقديم عدد جيد من الفرص التطوعية خلال الأشهر الماضية، من أبرزها المشاركة بتوعية الجماهير داخل الملاعب بضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية، كما أن النادي فعل مبادرة بعنوان: «العودة الآمنة للدراسة» تضامنًا مع عودة المدارس حضوريًا، وشارك بها عدد من المتطوعين والمتطوعات من خلال زيارة المدارس والجامعات لتوعية الطلاب والطالبات بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتوزيع المعقمات والكمامات عليهم. وأضاف «عند إنشاء النادي كنا نتوقع أن نواجه تحديا كبيرا وهو استقطاب المتطوعين والمتطوعات وحثهم على الاشتراك بالفرص التطوعية، لكن بفضل من الله فوجئنا بعدد كبير من المتطوعين والمتطوعات لديهم الرغبة والشغف بالمشاركة في المبادرات والأعمال التطوعية، التي يخدمون فيها مجتمعهم ووطنهم، وهذا حقيقة كان يثلج الصدر جدًا».

40 فرصة بـ «نادي الإداري الصحي»

أوضح رئيس نادي تطوع الإداري الصحي ثامر الدرعان، أن فكرة إنشاء النادي بدأت من الجمعية السعودية للإدارة الصحية بتأسيس ناد يهتم بنشر ثقافة التطوع بالمملكة، والهدف منه تحقيق رؤية المملكة 2030 للوصول إلى مليون متطوع، مشيرًا إلى أنه بالشراكة مع منصة العمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومنصة التطوع الصحي بمركز التطوع الصحي بوزارة الصحة، يتم خلق الفرص التطوعية وتمكين وتفويج المتطوعين بفرص نوعية مجتمعية.

وأشاد الدرعان بالجهود الكبيرة التي بذلها المتطوعون ميدانيا خلال جائحة كورونا، من خلال سحب العينات، وتنظيم المستفيدين بمراكز التطعيمات والمستشفيات الميدانية والتوعية الصحية.

وأكد أن أثر الخدمة المجتمعية والتطوع في المجتمع مهم في خلق ثقافة التطوع واكتساب المهارات اللازمة في خدمة الوطن وتجهيز شباب واعد مهتم بتنمية مجتمعه ورفعة وطنه.

وأفاد الدرعان، بأن عدد الفرص التطوعية بالنادي خلال عام 1442هـ، قد تجاوز الـ 40 فرصة تطوعية، وتجاوز عدد المستفيدين من هذه الفرص خلال الفترة ذاتها 500 ألف مستفيد ومستفيدة على مستوى المملكة.
تاريخ الخبر: 2021-10-01 00:39:05
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 33%
الأهمية: 36%

آخر الأخبار حول العالم

الدفاع المدني في غزة يكشف تفاصيل "مرعبة" عن المقابر الجماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 00:27:08
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

الدفاع المدني في غزة يكشف تفاصيل "مرعبة" عن المقابر الجماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 00:27:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية