لا يكاد يخلو أي نقاش رياضي مدرسي جاد حول الاتحاد البحريني للمدارس والجامعات من التطرق لواحد أو أكثر من هذه الأسئلة الثلاثة. وهذه الأسئلة ليست شائعة في النقاشات الرياضية المدرسية الدائرة هذه الأيام فحسب، بل هي أيضًا من النوعية التي تحتاج في الإجابة عليها بشفافية وموضوعية. وكما سيظهر في ثنايا الفقرات القادمة، تطرأ هذه الأسئلة على الذهن نتيجة وجود بعض المفارقات، وتحتاج لفض الاشتباك والتداخل بين العديد من منها كي تصح الإجابة عليها، وهي على النحو الآتي:
ماذا سيحدث لمسابقات دوري المدارس التي تنظمه إدارة التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم؟ من الضروري أن يقرر الاتحاد البحريني للرياضة المدرسية والجامعية كيف سيتم التعامل مع الدوري المدرسي الذي تقيمه وتنظمه إدارة التربية الرياضية والكشفية بوزارة التربية والتعليم في مختلف المنافسات والرياضات، والذي يعد من أقدم دوريات الرياضة المدرسية في المنطقة حيث ترجع بداية انطلاقته الرسمية إلى ستينات القرن الماضي، فالرياضة المدرسية لعبت دورًا بارزًا في فترة السبعينيات والثمانينات من عمر نهضتنا المباركة وانجبت العديد من اللاعبين البارزين الذين أنهوا مرحلة المدارس لينتقلوا بعد التأسيس الأولي أو المبدئي إلى الأندية التي تشهد لهم البطولات وعدد من المسابقات بالبنان.
ما دور الاتحاد الرياضي المدرسي في صناعة البطل الأولمبي؟ إن الاتحاد يمكن أن يكون هو حجر الأساس في صناعة البطل الأولمبي، والكشف المبكر عن المبدعين والمتميزين والنابغين في المجال الرياضي، حيث تشير الدراسات العلمية في هذا المجال إلى أن نقطة بداية صناعة البطل الأولمبي وانطلاقته تبدأ من اكتشافات المدارس، فالمدرسة هي مهد المواهب الرياضية ومخرجات الابطال الاولمبيين، وخير دليل على ذلك، أن أهم الأبطال في مختلف دول العالم كان مصدر اكتشافهم الرياضة المدرسية، حيث تتطلب اكتشاف الناشئ الرياضي منذ أن يكون عمره ست سنوات، سن وجوده في المدرسة، وحينها يتم تحديد اللعبة التي يستطيع ممارستها ثم يتم تعليمه وصقل موهبته، ووضع خطة طويلة الأمد يمر من خلالها على العديد من المراحل مما يساعده في المستقبل أن يصبح رياضي بارز يمكن أن يساهم في بناء المنتخبات الوطنية وتمثيل البلاد في المحافل الدولية، وذلك وفق برنامج وطني لصناعة البطل الأولمبي بالتعاون مع اللجنة الأولمبية والأندية والاتحادات الرياضية يهدف إلى الكشف عن المواهب الرياضية المدرسية الشابة في مختلف الأنشطة الرياضية في سن مبكر، والاعتناء بهم وصقل موهبتهم وفق برامج تدريبية تخصصية.
ما هي استراتيجية الاتحاد للنهوض بالرياضة المدرسية؟ وما هو دور وزارة التربية والتعليم فيها؟ من الضروري تشكيل لجنة مشتركة من جميع الأطراف ذات الصلة إضافة إلى بعض الخبراء في الرياضة المدرسية تكون مهمتها وضع استراتيجية واضحة للاتحاد البحريني للرياضة المدرسية تهدف للنهوض بالرياضة المدرسية، ونشر الثقافة الرياضية مع اتاحة فرص ممارسة الرياضة للطلبة، وكذلك تكريس القيم والمبادئ الرياضية في التأهيل وإعداد أجيال رياضية في مختلف الرياضات، وتحقيق التكامل بين غايات وأهداف الأنشطة الرياضية المدرسية ومناهج مادة الرياضة المدرسية، هذا بالإضافة إلى الحاجة لتوسيع قاعدة الرياضة المدرسية، وإطلاق مسابقات وطنية مدرسية ذات مستوى عل، وتحديد المكافآت المالية التي تحصل عليها المدراس الفائرة، ودعم الأنشطة الرياضية حتى تكون جزءًا لا يتجزأ من البرنامج التعليمي العام، وتعزيز مكانة المملكة في الساحة الرياضية المدرسية خليجيًا وعربيًا ودوليًا، وأخيرًا توثيق الصلة مع الاتحادات الرياضية والهيئات الرياضية المدرسية الإقليمية والقارية والدولية.
خاتمة الرؤى، إن الناتج المتوقع من جراء الاهتمام بالرياضة المدرسية يعد ذخيرة للمستقبل، وعندما نتفق على النموذج الأمثل للمستقبل المنشود سنستطيع بكل يسر أن نضع خطط الحاضر الراهن، حيث إن المستقبل يصنع الحاضر. ومن أجل ذلك يجب تحديد معالم استراتيجية واضحة للاتحاد البحريني للرياضة المدرسية، ففي كل الخطط والاستراتيجيات التي عرفتها الرياضة البحرينية عبر تاريخها، كانت الرياضة المدرسية ركيزة أساسية وفي مقدمة أولوياتها. ومع كل وقفة لتصحيح مسار الرياضة البحرينية بعد أية انتكاسة كانت صيحات الاستغاثة تعلو لانتشال الرياضة المدرسية من واقعها الحالي، باعتبارها الداء والدواء معًا، لكن الجهود كانت تذهب سدى في كل مرة، ونعود لنبدأ من حيث انتهينا. أتمنى أن يقوم الاتحاد الرياضي المدرسي بتطور منظومة الرياضة المدرسية والنشاط الرياضي بمدارس التعليم العام والخاص لينعكس ذلك على الرياضة البحرينية بشكل عام.
*نقلاً عن الأيام البحرينية
