نظمت جريدة «الرياض» ضمن ندواتها الدورية ندوة عن «مستقبل القبول في الجامعات والتدريب التقني والمهني لتلبية احتياجات سوق العمل»، وذلك تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، وتعزيزاً لجهود وزارة التعليم والجامعات في إعداد جيل يملك مهارات القرن الحادي والعشرين، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وينافس عالمياً، حيث لا تزال تلك الجهود تواجه العديد من التحديات على مستوى مواكبة التغيرات والتحولات التي يشهدها سوق العمل السعودي من حيث التخصصات المطلوبة، وعمليات التأهيل والتدريب للكوادر البشرية، ومحدودية مقاعد القبول في التخصصات العلمية، وعدم التوسع فيها لتلبية حاجة السوق المستقبلية.

وفي مستهل الندوة رحب رئيس التحرير الاستاذ هاني وفا، بضيوف الندوة مبينًا أن «ندوة الرياض» لها تاريخ طويل جدا في العمل الصحفي وكانت من أهم الركائز التي تميزت بها جريدة «الرياض» عبر سنواتها الطويلة.

المحسن: نطمح بقبول 40 ٪ من خريجي الثانوية في الكليات التطبيقية

مخرجات التعليم

وقال وفا: تكمن أهمية هذه الندوة اليوم كونها تأتي كإجابة على كثير من الاستفسارات وعلى ما حدث مؤخرًا حول نسب القبول في الجامعات والكليات والمعاهد، ومدى مناسبتها لحجم الطلب المتزايد في الفترة الأخيرة من خريجي الثانوية العامة؛ فالموضوع حيوي ومهم وأعتقد أنه يمس كل بيت يوجد فيه طالب أو طالبة، حيث إن هناك تساؤلات كثيرة بأن مخرجات التعليم لا تتوافق مع مخرجات سوق العمل الحالية، وبالتالي الحاجة إلى مزيد من عمليات التأهيل والتدريب للخريجين قبل التحاقهم بسوق العمل، كذلك التساؤل الأبرز: هل كل خريجي الثانوية العامة يجب أن يصبحوا خريجين جامعيين؟، واليوم من خلال هذه الندوة نحاول أن نجيب على هذه التساؤلات، ومنها إلى أين نحن متجهون؟، وما النتائج التي ننتظرها في المرحلة المقبلة، لحل مشكلة البطالة بشكل جذري، وأيضا أسس القبول في الجامعات، وتغيرها وفق الواقع الحالي.

المقبل: هدف «التدريب التقني» زيادة التخصصات النوعية الجاذبة

زيادة القبول العام الحالي

الزميلة سارة: بداية نود أن يتحدث الدكتور محمد العضيب وكيل وزارة التعليم للتعليم الجامعي عن واقع القبول الحالي في الجامعات.

الدكتور محمد: لا شك أن القبول في الجامعات موضوع يتكرر كل عام وهو تحد كبير للجامعات لقبول أكبر عدد من المتقدمين وفق الطاقة الاستيعابية لكل جامعة، وهذا التحدي له جوانب عدة تتعلق بقبول الطالب والطالبة والحصول على مقعد، وكذلك تحقيق الرغبات والتطلعات للطلبة وأسرهم، وهذا يعتبر تحديا آخر على مستوى التخصص، وهذا العام كان هناك متابعة مستمرة لواقع القبول في الجامعات، والوقوف على سياسات القبول والمقاعد المتاحة حسب الكليات، وتم التوجيه بزيادة المقاعد بنسبة كبيرة جدًا، وتمت الاستجابة من قبل الجامعات، كما كان هناك توجيه بزيادة القبول في الكليات الهندسية والعلمية بالإضافة للكليات التطبيقية.

وأكد أن موضوع القبول في الجامعات والمقاعد المتاحة يخضع لمعايير مختلفة؛ منها النسبة والتناسب مع أعداد الخريجين في المرحلة الثانوية وهناك تغيرات كبيرة جدًا حصلت في الثانوية العامة، وسيتم إعادة النظر في القبول خلال السنوات المقبلة.

لدينا خريجون وخريجات لتخصصات لا تتناسب مع رغباتهم ومهاراتهم

24٪ نسبة القبول في التدريب التقني

  • الدكتور عادل الزنيدي نائب المحافظ المساعد للكليات التقنية «بنين»، حدثنا عن واقع القبول لديكم في التدريب التقني والمهني.

    • الدكتور عادل: النسبة المستهدفة للقبول بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني حسب رؤية 2030 هي 40٪ من المخرجات القادمة من الثانويات العامة وهذه النسبة من المفروض أن نصل إليها في نهاية 2030 بإذن الله، واليوم وصلنا إلى 24٪ من نسبة القبول من مخرجات الثانوية ونحن في طريقنا لتحقيق النسبة حسب المراحل المستهدفة لكل سنة، وبين أن عدد إجمالي الخريجين من السعوديين هذا العام من الثانوية العامة 362 ألف طالب وطالبة، والذين قدموا على المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني 162 ألفًا، والمقبولين في الكليات التقنية 53 ألفًا، إذا أضفنا إليهم الكليات العالمية ومعاهد الشراكات الاستراتيجية نصل إلى 68 ألف من طلاب الثانوية العامة.

التخصصات الحديثة تتطلب التنسيق بين الجامعات وجهات التوظيف

وقال: هناك انتشار جغرافي كبير على مستوى المؤسسة والوحدات التدريبية، حيث وصلنا اليوم إلى 77 كلية تقنية للبنين و22 فرعًا للكليات التقنية للبنين و40 كلية تقنية للبنات و66 معهدًا على مستوى مناطق المملكة.

مشيرًا إلى أن المعاهد الصناعية الثانوية أيضًا تستقبل خريجي المدارس المتوسطة، ويقع تحت إشراف المؤسسة 40 معهدًا من معاهد الشراكات الاستراتيجية أو الأكاديميات للشراكات الاستراتيجية ولدينا ثماني كليات عالمية تسمى كليات التميز، وعندما نذكر إجمالي أعداد الطلاب المقبولين أو المستمرين فقد وصلنا اليوم ولله الحمد إلى 231 ألف طالب وطالبة داخل مؤسساتنا التعليمية تحت مظلة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهذا العدد يعتبر بمثابة مجموعة من الجامعات تدير هذا العدد من الطلاب والطالبات.

لجنة متخصصة بمواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع تخصصات السوق

النظرة المستقبلية

  • الدكتور عبدالمحسن المحسن مستشار في وزارة التعليم ما الجهود المبذولة تجاه النظرة المستقبلية في القبول؟

  • الدكتور عبدالمحسن: وزارة التعليم بالتنسيق مع الجامعات ومؤسسة التريب التقني والمهني خلال السنوات القليلة الماضية حاولت قدر الامكان أن تعيد النظر في القبول بشكل عام، وما إذا كان يجب قبول جميع خريجي الثانوية في الجامعات أو الكليات التقنية أو الدبلومات وفقا لاحتياجات سوق العمل.

مؤكدًا أن أعداد طلاب الثانوية العامة تزداد باستمرار، حيث بلغت أعداد خريجي الثانوية العامة السعوديين 362 ألفًا، ونتوقع أن يصل أعداد خريجي الثانوية العامة في 2025 إلى أكثر من 400 ألف طالب وطالبة، فيجب أن يكون هناك حلول تشاركية من جميع المؤسسات التعليمية لزيادة أعداد القبول، من خلال التركيز على برامج الدبلوم، وزيادة الطاقة الاستيعابية للتخصصات المطلوبة في سوق العمل.

وأضاف: هناك قطاعات حكومية مثل قطاع الصناعة وقطاع السياحة وهي من القطاعات الواعدة التي تحتاج إلى درجات علوم تطبيقية أكبر، ونحتاج لتحقيق ذلك تغيير من منظور الطالب والجامعات، والوزارة بدأت في إحداث هذا التغيير والتكامل في تحويل كليات المجتمع إلى كليات تطبيقية، ونحن كمنظومة نطمح أن نصل لانضمام 40٪ من خريجي الثانوية للمسار التطبيقي.

الكليات التطبيقية مستحدثة لتواكب التغيرات السريعة في سوق العمل

رغبات القبول الجامعي

من ناحية رغبات القبول قال: نحن نحاول قدر الإمكان تحقيق جميع الرغبات للطلاب والطالبات، ولدينا خريجون يمكن احتواؤهم وإكسابهم المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل، الأمر الثاني نسعى أن يكون لدى الطالب إرشاد مهني واضح لأن لدينا قطاعات كبيرة تتطلب من الجامعات تخريج شباب وشابات سعوديين قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل.

  • الأستاذة ريم المقبل نائب المحافظ للتخطيط والتطوير والأعمال المكلف بالمؤسسة العامة للتدريب التقني حدثينا عن تجربة التدريب التقني والمهني.

كسر الصورة النمطية لبعض المهن يساعد في تحسين بيئة العمل

  • المقبل، "نحن بشكل عام في المؤسسة العامة المسؤولة عن التدريب التقني والمهني لا نريد التوسع فقط في مسألة الاعداد المؤهلة وحسب، نريد أيضًا التوسع النوعي في التخصصات، بحيث تكون التخصصات جاذبة ويكون هنالك رغبة لدى الشباب، فالشباب الآن منفتح عالميًا ورأينا تفوقهم في استخدام التقنيات الحديثة، لذا يجب الحرص على التوسع في المهارات التي تساعدهم في المستقبل على تجريب مهن مختلفة ويجب أن يكون هناك مسارات مرنة، فالتنويع في التخصصات جزء من التوسع الذي ننشده، فقد كان لدينا 18 كلية للبنات فقط في 2016 واليوم وصلنا إلى 40 كلية للبنات منها كليتان رقميتان متخصصتان، البنات السعوديات معروفات بمجال الاتصالات وتقنية المعلومات، فنحن حريصون على التوسع في هذا المجال.

معرفة العرض والطلب في سوق العمل دون تطلعات الواقع

تخصصات لا تتناسب مع رغباتهم
  • الأستاذة شذى النفيسة - مستشار في سوق العمل - في ظل المتغيرات السريعة كيف ترين مدى المواءمة بين التخصصات الموجودة حاليًا وسوق العمل؟

  • أجابت: اليوم أصبح لدينا خريجون لكن برغبات لا يريدونها، لذلك لابد أن يكون لدينا خريجون محميون من سوق العمل وبشهادات معتمدة، ويجب أن تتواءم تشريعات التعليم مع وزارة الموارد البشرية ومتطلبات سوق العمل.

وقالت إن 95٪ من طلاب الثانوية العامة لا يعرفون الإرشاد المهني، لذلك يجب تعريفهم بذلك من خلال ورش العمل التي توضح متطلبات سوق العمل والوظائف المستقبلية الموجودة، فالتخصصات الحديثة تتطلب التنسيق بين الجامعات وجهات التوظيف، ولدينا بعض التخصصات، هي من المسلمات المفروضة لا يمكن تغييرها.

  • رئيس التحرير: هل يوجد تنسيق بين المؤسسات التعليمية والقطاعين العام والخاص على مدى احتياجاتهم لسوق العمل أم أن الجامعات لديها برنامج تعليمي تريد تخريج عدد معين دون النظر أو التنسيق مع القطاعين العام والخاص؟

    • د. محمد العضيب: نعم هناك تنسيق، والقطاع الخاص شريك مهم، ويوجد تحليل وتقييم لاحتياجات سوق العمل على مستوى الجامعات والكليات وحتى الأقسام العلمية، وهناك أيضاً العديد من الجامعات أعادت هيكلة أقسامها وكلياتها بما يحقق هذا الهدف، حيث أصبحت كل جامعة تستهدف مخرجاتها سوق العمل، واستحدثت تخصصات جديدة، وبعضها طور ما هو قائم حالياً، مثل تخصصات الحاسب الآلي التي تطورت كثيراً في مسارات الأمن السيبراني والتحول الرقمي وغيرها من البرامج التي استحدثت مؤخرًا، وكذلك هناك لجنة مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع تخصصات سوق العمل، ويوجد التفاتة على مستوى عال لمسألة معرفة العرض والطلب في سوق العمل.

    احتياجات سوق العمل

    • مداخلة أ. ريم قد يراودنا تساؤل.. هل اذهب كمؤسسة للتدريب التقني والمهني إلى سوق العمل أم إلى وزارة الموارد البشرية واطلب احتياجات سوق العمل؟
  • حقيقة نحن نعمل على مختلف الجبهات حاليًا وهناك تنسيق عال، وهنالك أيضًا برامج التوطين التي أطلقت منذ فترة قريبة كالتوطين المهني الفني عملنا فيها مع وكالة وزارة الموارد البشرية للتوطين ومع هيئة المهندسين ومع المؤسسة أيضا، ومن أبرز المشاريع التي عملت فيها ست جهات كبرى حكومية مشروع توطين المشروعات والسياحة.

وهناك التفاتة على مستوى عال لمسألة معرفة العرض والطلب في سوق العمل، هناك لجنة مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع تخصصات سوق العمل، وقد شاركنا فيها ووصلنا اضاءات ممتازة جدا من خلال دراستهم لسوق العمل وما يحتاجه من تخصصات ومهارات، وإحدى المهارات التي وضعنا على أساسها عددًا من البرامج لتهيئة الخريجين هي رفع مستوى اللغة الإنجليزية.

  • كما أعدنا التركيز على بعض المهارات الناعمة المفقودة والتي لها احتياج كبير بالإضافة الى الشراكات مع قطاع الاعمال، ونحن نشارك القطاعين الحكومي والخاص تبني شراكات مع وزارة النقل وهيئة النقل مثلًا.

وتداخلت الأستاذة شذى قائلة: اليوم نحن نتوجه إلى توطين بعض القطاعات إذا أخذنا مهن الاتصالات وتقنية المعلومات، فتقنية المعلومات موجودة منذ سنين سابقة وكان المجال فيها للذكور بشكل أكبر من الإناث، وفي الاتصالات سيصل التوطين في قطاع الاتصالات الى 60٪-75٪ خلال الثلاث سنوات القادمة ولا يوجد فيها محترفون في سوق العمل فأين قطاع التدريب والتعليم من هذا الجانب؟

  • أجاب د. عادل لدينا نماذج من التدريب مختلفة، فلدينا النموذج التقليدي المستخدم الآن في المعاهد الصناعية والكليات التقنية وحرصنا من خلاله على تغطية قطاعات متنوعة، ولدينا تخصصات جديدة ومهمة في الخدمات الأرضية والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية كالسياحة والفندقة والحج والعمرة.. الخ..

ولدينا في النموذج الثاني وهو ناجح، نموذج معاهد الشراكات الاستراتيجية، وهناك تواصل مستمر بيننا وبين الموارد البشرية لأن لديهم مجموعة من المهن التي تعتبر حيوية ومتغيرة وتسمى هذه المهن الحرجة وتتناسب مع مخرجات الثانوية الصناعية.

وهناك أيضا المهن عالية المستوى وهناك تأشيرات لأربعين مهنة حرجة، ونحن نحاول التواصل بيننا وبين وزارة الموارد لتهيئة أبنائنا وبناتنا في قطاعات مختلفة وتخصصات معينة ونحاول ربطهم برواتب جيدة وبمهنة لها قيمتها في السوق ولها اعتبار أمام المجتمع، ونحن كقطاع مهني وتدريب تقني من المفروض أن ندرب على هذه المهن لكن لا نستطيع تغطية كل هذه القطاعات، فهي تحتاج الى مدربين ومناهج واماكن وتجهيزات معينة.

تغطية كل حاجات السوق

  • رئيس التحرير هذا شيء جميل ويحسب لكم مازال هناك الكثير من المهن كهربائي - سباك - نجار لا يوجد فيها سعودي مع انها مهن محترمة ودخلها جيد ما دور المؤسسة في ذلك؟

    • الدكتور عادل: لا يمكن أن تغطي كل حاجات السوق في أي قطاع سواء على مستوى الجامعات والتعليم العام او على مستوى التدريب التقني والمهني فهذه الأمور تؤخذ على مراحل بحيث نمشي معها بالتوازي لسعودة المهن المقبولة لدى المجتمع ومن ضمنها الفنيون بمختلف مجالاتهم.

    • رئيس التحرير هل تمت اعادة تأهيل مقاول بناء سعودي؟

الدكتور عادل لدينا معاهد الآن تخرج هذا التخصص، ويحتاج إلى فرصة للعمل في السوق بمزايا أفضل.

رئيس التحرير نحن نتكلم عن المقاولين الذين يتعهدون لك ببناء منزل.

الاستاذة ريم الفترة المقبلة سوف يدخل فيها سعوديون لأن إخضاع هذه المهنة اليوم للفحص المهني أصبح مؤكدا ويجب على جميع العاملين الخضوع لهذا الفحص والتعزيز ايضا من قبل المؤسسة، وهي على مراحل الى ان نصل الى المنشآت الكبيرة فكل إجراء او تطبيق ممكن يأخذ معنا أربع سنوات حتى تظهر نتائجه في سوق العمل.

رئيس التحرير معظم الفنيين الذين يدخلون الى منازلنا جاؤوا من بلادهم لا يفقهون شيئا وأصبح هنا فنيًا كهربائيًا وبالتدريج تعلم حتى أتقن المهنة.

الاستاذة ريم: دورنا أن نطلب شهادة الفحص المهني فإذا اجتازها فهو مؤهل للعمل وهناك أعداد كبيرة ليس معهم شهادات.

عبدالمحسن: لا يجب إلقاء اللوم على أحد لأن سوق العمل فيه متغيرات كثيرة، فشهادة التخرج فقط قد لا تساعدك كثيرًا، ونحن لا نستطيع وضع برنامج كامل من أجل شيء معين يمكن أن يتغير بعد فترة قليلة، ولا نريد أن يكون قطاع التعليم في جهة وسوق العمل في جهة، بل نريد أن يكون بيننا تواصل وتكامل في هذا الأمر.

وتداخلت الاستاذة شذى: لماذا لا يكون هناك تعاون مفتوح مع أغلب الشركات الكبيرة الموجودة في سوق العمل وعلى مستوى جميع الجامعات أو أن تكون مشاريع الجامعات التي تخلق هوية الطالب أو الطالبة معممة على كل الجامعات بشهادات مهنية من أجل تعزيز المهنة، فنحن في سوق العمل نطلب خريج جامعة محددة لأننا نعرف المهارات التي تحصل عليها من جامعته..

كسر الصورة النمطية لبعض المهن

ثم تداخلت الأستاذة ريم: أشار الاستاذ هاني إلى مسألة المقاولين وأعتقد أن المجتمع السعودي أثبت قدرته على كسر الصورة النمطية ورأينا المتغيرات خلال 3-4 سنوات، حيث أصبح لدينا سيدات يعملون في مهن بالترفيه والضيافة والفندقة وهذا الأمر لم يكن موجودًا سابقًا، والمجتمع السعودي قادر على كسر الصورة النمطية، وهذا سيساعدنا على تحسين بيئة العمل، فعندما يجد شبابنا بيئة مناسبة ودخل جيد في وظيفة تساعدهم على العيش بحياة كريمة لن يلتفتوا إلى الصورة النمطية، لذلك على وزارة الموارد البشرية بالشراكة مع قطاعات التعليم والتدريب أو دعمها العمل على تحسين بيئة العمل.

  • ثم تداخل الأستاذ راشد السكران قائلًا: سمعنا كلامًا جميلًا لكن عندما نطبقه على أرض الواقع نجد الفرق الشاسع بين ما نتكلم عنه الآن وبين ما نراه في السوق، تكلم الدكتور عبدالمحسن قبل قليل عن القبول في الجامعات أو الكليات، ونرى هذا العام الكثير لم يحصلوا على قبول في الجامعات والأكثر تم تحويلهم إلى الدبلومات التي تعقدها الجامعات المدفوعة، وعندما يقدم على هذه الدبلومات التي تنافس الجامعات الأهلية يجدها أيضًا محدودة، ونجد التخصصات التي يحتاجها السوق مقاعدها لا تتعدى 100-200 مقعد ونحن لدينا الآلاف أين يذهبون؟ لماذا لا يتم تأهيلهم لسوق العمل في مراحل الدراسة؟ وأين المعاهد المهنية عن طلابنا؟

  • أجاب د. عادل: لسنا مسؤولون عن التوظيف كجهات تعليمية، نحن لا نحكم سوق العمل ولكن نستطيع أن نقدم لسوق العمل ما يحتاجه، فنحن نصمم المنهج ونأتي بالمدربين والتجهيزات التي كلفت الملايين مقابل تشغيله مع التدريب والتوظيف، ونحن نقدم المهارات الأساسية في الكليات والمعاهد الصناعية.

    مشكلة سوق العمل لازالت كبيرة

أبناؤنا لهم علينا أن نعلمهم ونعطيهم المهنة، ولكن مشكلة سوق العمل كبيرة وليست على مستوى المؤسسات التعليمية وإنما على مستوى وزارات، نود أن تتعاون الجهات ونتكاتف لدعم برامج التوطين.

ونحن كجهة تدريبية أدخلنا التدريب المسائي وتدريب البرامج الصغيرة وتدريب بكالوريوس ودبلوم ومعهد صناعي ومعهد مهني وشراكات استراتيجية عملنا كل شيء لم نترك بابا لم نطرقه، لست ادافع عن جهودنا ولكن لا يلقى علينا المسؤولية في موضوع التوظيف ونحن لسنا بجهة تشغيلية نحن ندرب على ما يحتاجه سوق العمل.

  • رئيس التحرير: ذكر الأستاذ راشد نقطة مهمة جدا الطلبة الذين لم يقبلوا: أين يذهبون؟

  • الدكتور عبدالمحسن: بالنسبة لأعداد القبول لطلاب الثانوية الجامعات قبلت 250-260 ألفًا تقريبًا والمؤسسة قبلت 68 ألفًا في الفصل الأول، يعني قد يصل الرقم إلى 330 ألفًا تقريبًا وفي الفصل الثاني يزداد العدد بالإضافة إلى الكليات التطبيقية التي حاولنا أن تكون مكملة للمؤسسة، إذا أخذنا هذه الأعداد نجد أن نسبة قليلة لم تحصل على قبول لأسباب تنافسية عالية جدًا وشروط القبول لم تنطبق على هذا الشخص.

    وتداخل د. عادل قائلًا: لدينا كنموذج الكلية العالمية كلية العلوم والطيران في المطار عدد المتقدمين في كل فصل 40 ألفا يقبل منهم 800 طالب في كل فصل، إذا تكلمنا عن هذا النموذج فالعدد المحدود هذا يعطي مؤشرًا على أن البرنامج ناجح لكنه مكلف.

    الكليات التطبيقية مستحدثة لتواكب التغيرات

بالنسبة للكليات التطبيقية فالجامعات كان لديها عدة دبلومات منها دبلوم خدمة المجتمع ودبلوم كلية الدراسات التطبيقية، فاجتمعت هذه الدبلومات لتصبح الكليات التطبيقية، وتم تغيير الاسم والمضمون فنحن نريد كلية ديناميكية تتغير بشكل سريع حسب متطلبات سوق العمل وتأخذ حوكمة تختلف تماما عن حكومة الجامعة ككل، وأصبح في الكليات التطبيقية لجنة التنسيق ولجنة الإشراف فاللجنة التنسيقية فيها ثلاثة من اعضاء سوق العمل ممثلين عن تنفيذيين او عن اصحاب المعالي والموارد البشرية على مستوى الجامعات جامعة ويوجد لجنة إشرافية ولجنة تطبيقية فيها ثلاثة من سوق العمل في المنطقة، فنحن نريد أن نخدم المنطقة مثال على الكليات التطبيقية المحاسبة اخر ترم في المحاسبة يجب أن يكون مربوط بالمنطقة كل حسب احتياج المنطقة.

نحن نريد أن تصبح الكليات التطبيقية بعد سنة أو سنتين هي الطلب الأول وسوق العمل يحتوي الأعداد الكبيرة وعلى حسب جهة سوق العمل يتم فتح القبول من أجل أن تغذي سوق عمل واحد.

بالنسبة للقبول لو أخذنا مثلًا طالب متخرج من الثانوية ودخل في قسم إنساني 4 سنوات فإنه يستهلك الطالب 40-60 ألفا في السنة وأعضاء هيئة تدريس يدرسونه بعد 4-5 سنوات يتخرج ثم يبدأ يبحث عن عمل لأن تخصصه لا يطلبه سوق العمل ثم سنة أو سنتين يحصل على حافز مدعوم من «هدف» يعني بعد 6-7 سنوات يجد وظيفة ليست في تخصصه نحن نحاول أن يقبل في تخصص واضح يمكن أن يعمل به في سوق العمل مستقبلا.

بالنسبة لسؤالك لماذا لا يؤهل الطالب في التعليم العام لسوق العمل؟ هذا المشروع بدأت الوزارة العمل عليه هذا العام وهو ما يسمى بمسارات الثانوية العامة، ويمكن لبعض الطلبة من أخذ شهادات يذهبون بها إلى سوق العمل مباشرة، والبعض الآخر يتعرّف على ميوله مبكراً، ويدخل التخصص المناسب لميوله، وهذا ما سيكون عليه المواءمة بين التعليم والجامعات لتحقيق الهدف من مسارات الثانوية.

جانب من ندوة الرياض
هاني وفا
صالح الحماد
عذراء الحسيني
صالحة العتيبي
سارة القحطاني
راشد السكران
ناصر العماش
تركي منصور

ضيوف الندوة

د. محمد العضيب
د. عادل الزنيدي
د. عبدالمحسن المحسن
ريم المقبل
شذى النفيسة