متعافيات قهرن «سرطان الثدي»: لم يكسر عزيمتنا وواجهناه بالرضا والتمسك بالحياة


الأورام السرطانية هي مرض العصر الذي يدخل إلى منازلنا خفية دون استئذان، إذ بحسب الدراسات في أوروبا وأمريكا فإن واحدة من بين كل ثماني سيدات معرضة للإصابة بسرطان الثدي في فترة ما من حياتها، ويتكون سرطان الثدي بسبب تغير في عمل ونمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي دون القدرة على السيطرة عليها، ما يحولها إلى خلايا سرطانية لدى الرجال والنساء مع قدرة هذه الخلايا على الانتشار، علما بأن ظهور الكتل لا يعني بالضرورة أنه سرطان، فقد تكون بسبب وجود تكيسات أو عدوى، وعادة يكون التشخيص عن طريق خطوات متعددة، هي على التوالي: الفحص الذاتي، الفحص السريري، الماموجرام.

ويعد نمط الحياة الصحي والحرص على الرضاعة الطبيعية، من أهم سبل الوقاية، وهناك العديد ممن أصبن به، لم يستطع المرض كسرعزيمتهن، بل وصلوا إلى أقصى مراحل الرضا والتمسك بالحياة رغم صعوبة وأضرار العلاج الكيماوي الذي دخل إلى أجسادهن كالضيف الغريب غير المرغوب فيه حسب وصفهن.


تجربة أليمة

قالت المتعافية من سرطان الثدي حكيمة العيسى، إنها أصيبت به مرتين في حياتها، في المرة الأولى كان تلقي العلاج الكيماوي صعبا جدا بعد معرفتها بإصابتها بسرطان الثدي، وأنه لابد أن تبدأ العلاج الجرعات الكيميائية، وكانت صدمة لها أن تتلقى علاجا غريبا خاصة أنها ليس لديها أي فكرة عن المرض وكيف يتم علاجه، وأضافت: وددت أن أخوض تجربة العلاج الخاصة بي دون أي فكرة خارجية، لأتلقى علاجي دون تفكير في تجارب الأخريات مع المرض، وبدأت أبحث عن العلاج في أكثر من مستشفى أجد راحتي النفسية فيه، واستقررت في أحد المستشفيات بالرياض وبدأت الجرعات بعد أن أخبرني أخصائي الأورام بمسارها وأعراضها المصاحبة، مثل: تساقط الشعر واحتمالات ظهور تعب بسيط.

هزيمة المرضوبدأت العيسى في تلقي أولى الجرعات، وصاحبها -حسب كلامها- الاستفراغ والإسهال في الأيام الأولى، وأضافت: عند تلقي الجرعة الثالثة بدأ جسمي في الانهيار، وكانت الآلام تهاجمني بشكل متواصل مع ضيق في التنفس، ولكني أصف تجربتي بالأمر العادي وأحاول أن أهزم المرض ولا يهزمني، وفي الإصابة الثانية بعد 7 سنوات من تلقي العلاج، كنت مهيأة للعلاج أكثر، ولم أترك مجالا للانهيار كالتجربة الأولى، فخضعت لنفس العلاج والتجارب، لكن كانت حالتي النفسية أفضل كثيرا من التجربة الأولى والعلاج الكيميائي كان أكثر سهولة.

صدفة الراديوأما المتعافية سامية حبيب، فقالت إن اسم السرطان مرعب للجميع، مشيرة إلى أن بداية مرضها كان عام 1998، ولم يكن يوجد وعي كبير بالفحص المبكر ولا بطريقة الفحص المنزلي، فكانت معرفتها بالورم عن طريق الراديو الذي كانت تسمعه مصادفة، والذي كان يبين أهمية الفحص المنزلي لسرطان الثدي، إذ لاحظت عندها وجود كتلة صغيرة عند الثدي، وذهبت لإجراء الفحوصات اللازمة وأنا في حالة تردد، وأظهرت النتيجة أنها مصابة بسرطان الثدي، وبدأوا باستئصال الورم وبالعلاج الكيميائي 3 جلسات كل 21 يوما جلسة، وقالت: كانت البداية في العلاج الكيميائي متعبة جدا بحكم أن الطب كان مقتصرا على الجرعات الحادة للكيماوي، وكان من تأثير أول الجرعات عدم مقدرتي على المشي كما بدأ شعري يتساقط، ومن أهم الأسباب في تخطي علاج الكيميائي هو التقرب إلى الله، وكان للأهل ولصديقتي دور في تخطي أصعب مراحل العلاج، هذا بجانب تحسن صحتي النفسية التي تدنت بسبب العلاج وانتهت عندها المرحلة الأولى.

تطور الطبوأضافت: أراد الضيف الثقيل أن يعود عام 2012 في نفس مكان الورم الأول، وأخذت للمرة الثانية 7 جلسات من العلاج الكيميائي، ولكنه كان أخف من المرة السابقة وغير متعب، وكان الدوار والغثيان أخف كثيرا وكان في السابق عند الشعور بالغثيان أو الدوار لا نستطيع أخذ علاجات خاصة لها، ولكن في المرة الثانية تطور الطب وأصبحت لها أدوية خاصة.

وذكرت أن للجمعيات المتخصصة فضلا كبيرا على المصابات والمتعافيات، من خلال تحفيزهن على حب الحياة وتنظيم الفعاليات التوعوية والترفيهية والكثير من الندوات والمحاضرات الخاصة بسرطان الثدي، مضيفة أن المرض ليس محنة بل منحة، وفرصة لرؤية الحياة من منظور مختلف، كما أن الفكرة النمطية السائدة عن نهاية مرض السرطان وهي الموت خاطئة تماما، لكنه بداية حياة جديدة وفرصة أكبر للتمسك بالحياة والأمل.

تقبل وإيجابيةوأوضحت المتعافية فوزية آل سعيد أنها أصيبت بسرطان الثدي قبل 7 أعوام، وكانت تلمس تغيرات في شكل الصدر، وأكد المختصون وجود ورم من الدرجة الثانية، تقبلت الموضوع وقتها بروح عالية ورحابة صدر، قائلة: كنت محاطة بأرواح أهدت لي الاطمئنان في مراحل العلاج، وكانت صدمتي به خفيفة، ولكن كنت أشعر بالثقل تجاه العلاج الكيميائي، وتلقيت 4 جلسات كيميائي و32 إشعاعي، واستمررت مدة شهرين في العلاج، وكانت معاناتي تتمثل في تساقط الشعر ولكني تقبلت الأمر، وكنت أمارس حياتي الطبيعية بشكل تام وببساطة.

وأضافت أن إيمانها برب العالمين وعائلتها هو سبب تخطي العلاج بكل سهولة، إضافة إلى الاهتمام بالصحة وتناول الطعام الصحي والمفيد الذي كان سببا في تقبلها العلاج الكيميائي، هذا بجانب أنها لم تؤجل أي جلسة للعلاج الكيميائي، كونها تستقبلها دوما بنفسية جيدة ورحابة صدر.

حكيمة العيسى: تحليت بالإرادة لهزيمته ولم أترك لنفسي مجالا للانهيار

سامية حبيب: الفكرة النمطية السائدة عن نهاية المرض بالموت خاطئة

فوزية آل سعيد: تقبلت الأمر وكنت أمارس حياتي الطبيعية ببساطة
تاريخ الخبر: 2021-10-16 00:44:42
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 40%
الأهمية: 43%

آخر الأخبار حول العالم

دياز يعدُ المغاربة بأن "القادم سيكون أفضل وهذه ما هي إلا البداية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 18:26:23
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية