سمعت عن جناح المملكة في معرض إكسبو 2020 بدبي؛ لكن لم أدرك نجاحه الباهر إلا حينما أتيحت لي فرصة زيارته يوم الخميس الماضي، وشهدت الاصطفاف الطويل والرضا المميز لزائريه.

جلت في رحلتي الأولى لإكسبو دبي على ثمانية أجنحة من أصل 192 دولة، غير أني أستطيع أن أقول بكل ثقة: إن الجناح السعودي حقق تفوقاً واضحاً، جعله يمسى قبلة زائري المعرض، وضرورة تكتمل بها تجربة زيارة المعرض العالمي.

أول ما يلفت نظرك في مبنى الجناح هي النافذة الإلكترونية المائلة، التي تعلوها 2030 بلورة سنوغرافية! تعرض أهم مشروعات المملكة الضخمة كالقديّة وبوابة الدرعية والبحر الأحمر، في موقع استراتيجي بالقرب من قلب المعرض، وكذلك أمام جناح الدولة المستضيفة، ناهيك عن ضخامته التي تضاهي مساحة ملعبي كرة قدم، فهو ثاني أكبر جناح على الإطلاق!

 قبيل وصولك الجناح السعودي تستقبلك الحرف اليدوية وروائع المطبخ السعودي، وتسعد بأهازيج الفرق الشعبية، التي تقدم وصلات متنوعة من مختلف مناطق المملكة، للترفية عن طوابير الزائرين الطويلة، التي تذكرني بالطوابير الشهيرة لمعارض المملكة بين الأمس واليوم منتصف الثمانينيات، يبدأ الجناح بالنزول والمرور بمُدرج تفويج الزوار، الذي يحتوي نافورة تفاعلية لافتة، إلى الاستقبال الرحب، وأجمل ما فيه تلكم الفتاة السعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي قادتنا نحو درج كهربائي متحرك.. يحاكي جانبية مواقع سعودية مختلفة، من الطريف إلى الحِجر، ومن جدة التاريخية إلى واحة الأحساء، في تفاعل بانورامي جذاب.

بعد خروجك من الجناح، تستطيع النزول إلى "حديقة الترحيب" في الأسفل حيث تقدم القهوة العربية والضيافة السعودية، بالإضافة إلى وصلات غنائية من إبداعات الفن السعودي العريق، دون أن تنسى ختم جواز المعرض بختم جناح المملكة، حتى توثق التجربة وتحتفظ بالذكرى.

بالتأكيد حقق الجناح هدفه الطموح أن يكون وجهة رئيسية في إكسبو 2020، غير أني أقترح مزيداً من التسويق لزائري دبي، بداية من استقبال المطار، مروراً بمناطق الجذب السياحي، وتقديم تذاكر دخول مسار سريع لتشجيع استمرار الزخم، فأحد أهم أسباب نجاح الأجنحة في إكسبو هو ازدحام مداخلها، كما كنت أتمنى أن يكون هناك تعريفٌ بالتأشيرة السياحية للمملكة، وتوفير خدمة إصدارها الفوري للزوار، تشجيعاً لزيارة المملكة وتحسيناً للصورة الذهنية.

وبقدر ما تميز محتوى المعرض برؤية إبداعية ومحتوى ثري، بقدر ما تميز بالمنظمين والعارضين من شباب وشابات الوطن، الذين نقلوا صورة مشرفة عن احترافيتهم وقيمهم وابتسامتهم المُرحبة.. شكراً من القلب لكل من عمل على تخطيط وتنفيذ هذا النجاح المستحق، لقد استطعوا بإبداع رائع نقل صورة مشرقة عن واقعنا، ورسم صورة أجمل عن مستقبلنا العظيم.