تحديات صحية عالمية تواجه العالم في تلك الفترة الحساسة، ففي الوقت الذي بات العالم في حاجة ماسة لعودة الحياة العامة الاجتماعية والاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، فإن العالم يعاني من المرحلة الرابعة من (كوفيد- 19)، ومن ثم يتطلب الأمر مواجهة هذا التحدي الكبير، وتزامن ذلك مع تداعيات خطيرة للتغير المناخي، وتأثير هذا التغير على الصحة العامة، وظهور أمراض مستجدة قد تلقي بظلالها على المشهد الصحي العالمي.

تلك تحديات تواجه وزير الصحة الجديد فهد الجلاجل، الذي يتحمل تلك الأمانة الغالية، وثقة القيادة الحكيمة للبلاد، والآمال التي يعقدها عليه شعب المملكة، ومن يعيشون على أرضها من مقيمين وزائرين.

من أهم التحديات التي تواجه وزير الصحة، آليات تطبيق النموذج الجديد للرعاية المتعلقة بالوقاية من الأمراض، وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية من خلال التغطية المثلى والتوزيع الجغرافي الشامل والعادل، وتوسيع تقديم خدمات الصحة الإلكترونية والحلول الرقمية، إضافة إلى تحسين جودة الخدمات الصحية، والتركيز على رضا المستفيدين عبر تطبيق واتباع أفضل المعايير الدولية، وإنشاء وتمكين أنظمة الرعاية الصحية المتكاملة التي تغطي جميع مناطق المملكة من خلال تفعيل الشراء الهادف للخدمات، وتلك العناصر شملتها رؤية المملكة 2030، ليصبح القطاع الصحي من أهم القطاعات التي تحقق - على أرض الواقع - مفهوم جودة الحياة.

إن العالم في الوقت الراهن يضع مشكلة التغير المناخي ضمن الأولوية القصوى التي يجب مواجهتها، لما لها من أثر سلبي على الصحة العامة، لأنها تمثل بيئة خصبة لظهور أمراض مستجدة، وعاملاً سلبياً في تفاقم الأمراض المتوطنة، إضافة لمشكلة تزايد أعداد السكان عالمياً ودورها في التهام الموارد الحكومية، والتأثير على الحياة الاقتصادية، ومن ثم التهاون في مواجهة الأمراض، كما تعاني المملكة من تفاقم الأمراض غير المعدية مثل السمنة والبدانة والسكري، وأمراض القلب والسكتات الدماغية، وغيرها من الأمراض التي تعمل المملكة على مواجهتها بقوة، مثل الأورام، والمشكلات الصحية الوراثية.

ومن أبرز التحديات التي تواجه وزير الصحة الجديد فهد الجلاجل، آليات تطبيق الثورة الرقمية والبيانات والتكنولوجيا في مجال الصحة والوقاية من الأمراض، وسرعة تلقي الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين والزائرين، ما يتطلب: زيادة أعداد المختبرات المتطورة التي تكشف الأمراض الفيروسية والبكتيرية، وتنفيذ برامج صحية مستدامة، وتعظيم مفهوم الوقاية، إلى جانب تفعيل آليات التأمين الصحي الشامل؛ لتغطية المواطنين بكفاءة وسرعة، وتقديم خدمات راقية للجميع.