«حرق الكيابل».. جريمة بيئية «مكتملة الأركان»


وثقت «اليوم»، مساء أمس الأول، 16 أكتوبر الجاري، استمرار الجريمة البيئية المتمثلة في حرق الكيابل بالقرب من مطار الملك فهد الدولي بالدمام، فما أن يسدل الليل ستاره، حتى يشعل مجهولون النار في محرقة كبيرة للغاية، غير مبالين بما تسببه أدخنتها من أضرار بالبيئة، دون اكتراث بالقوانين والأنظمة المجرمة لهذا الفعل، رغم تناول «اليوم» للأزمة في أعدادها أيام 21 و22 و28 سبتمبر الماضي، وتواصلت في حينه مع عدد من الجهات ذات العلاقة.

قاتل بطيء


قال عضو هيئة التدريس بقسم التقنية الحيوية بجامعة الملك فيصل وعضو لجنة الشؤون الصحية والبيئية في مجلس الشورى سابقا د. جميل آل خيري: إن حرق الكيابل والمواد البلاستيكية، والمطاط بأنواعه؛ هدفه الحصول على النحاس والأسلاك المعدنية، لأن الحرق أسهل بكثير عن التقشير ونزع البلاستيك والمطاط من الكيابل، موضحًا أن هذا الحرق له أضرار عديدة، سواء كان ذلك على التربة، أو ما يحدثه الدخان المتطاير، فهذا الإجراء «قاتل بطيء»، خاصةً أن الأدخنة تكون شديدة السمية، إذ تزيد نسب أكاسيد الكربون، مع تكثف غاز أكاسيد الكبريت والنيتروجين.

مخالفة صريحة

وأكد أن حرق المخلفات في غير المناطق المخصصة لذلك، عمل يتنافى مع الأخلاق والقيم، لأنه يتسبب في الإضرار بالبيئة، وأن الأرض التي تقع عليها هذه المخالفات، تحتاج لإعادة تهيئة بعد ذلك، الأمر الذي يدل على عدم المبالاة بالعواقب السلبية على صحة وبيئة المواطنين، لافتًا إلى أن تلك الأعمال مخالفة صريحة وواضحة لنظام البيئة الصادر بالمرسوم الملكي رقم «م/165» وتاريخ 19 / 11 / 1441هـ، مشيرًا إلى أن المادة 19 تنص على «يُحظر كل ما من شأنه الإضرار بأراضي الغطاء النباتي، أو الإخلال بالتوازن الطبيعي فيها، وتشمل ترك النفايات داخلها، أو دفنها، أو حرقها، أو رميها في غير الأماكن المخصصة لها، التي تحددها الجهة المختصة»، أما المادة 32 فتنص على «يُحظر كل ما من شأنه الإضرار بالمناطق المحمية أو الإخلال بالتوازن الطبيعي فيها، وتشمل الإضرار بمكوناتها الحية وغير الحية، إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لذلك، التي تحددها الجهة المختصة، وترك النفايات فيها، أو دفنها، أو حرقها، أو رميها في غير الأماكن المخصصة لها، التي تحددها الجهة المختصة».

تدمير البيئة

من ناحيته، بيَّن المهندس الكيميائي حسين الحجري، أن عملية حرق الكيابل لاستخلاص النحاس هي طريقة بدائية مدمرة للبيئة، فحرق الكيابل أو المطاط، مثل عجلات المركبات، يحتاج تقريبًا إلى حرارة تصل 1400 درجة، وهذه عملية كيميائية معقدة الوصف، وعادة هذه العمليات تؤدي إلى تفحم التربة بتكوين بقعة أو خط أسود شبيه بالأسفلت، وهنا تكون الخطورة، ما يتسبب بترسب مواد معقدة في الأرض، ويمكن أن ينتقل ركام وذرات الحرق إلى مواقع مختلفة عن طريق هبوب الرياح، علمًا بأن الدخان المتصاعد من الحرق يعمل على نشر الغازات السامة، وتكون ما يسمى بظاهرة «البيت الزجاجي».

سجن وغرامة

وتابع أن حرق الأسلاك النحاسية يطلق المواد المسرطنة والسموم في الهواء وفي الأرض حول موقع الحرق، بما في ذلك الديوكسينات والفواران والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والجسيمات، والمعادن الثقيلة مثل «الرصاص، والزرنيخ، والسيلينيوم، والكادميوم»، وغيرها من الملوثات، مضيفًا: وضعت مؤخرًا قوانين تجرم الإضرار بالبيئة، وتوعد ذلك بسجن مدة لا تزيد على 10 سنوات، وغرامة مالية لا تزيد على 30 مليون ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين على كل مَنْ يقوم بتخزين النفايات أو حرقها أو معالجتها أو التخلص منها بأي طريقة تشكل خطرًا على الصحة العامة، أو ضررًا على البيئة.
تاريخ الخبر: 2021-10-17 23:47:39
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 32%
الأهمية: 47%

آخر الأخبار حول العالم

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-20 09:21:22
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20-4-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 09:20:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية