احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة المخرج هشام عطوة، بذكرى ميلاد الموسيقار الفنان فريد الأطرش، الذي ولد في 19 أكتوبر، ببلدة القريا في جبل الدروز بالشام، وهو من المطربين الذين نجحوا بشكل كبير في مصر.

اسمه بالكامل فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش، واشتهر فنيًا باسم فريد الأطرش، وهو ككثير من فنانين آخرين عاشوا في مصر، وحصلوا منها على النجومية والشهرة والأضواء.

نجح الأطرش في التلحين والغناء، إذ يعد واحدًا من عمالقة الطرب، ويمتلك عددًا كبيرًا من الأغاني وأيضا أعمالًا فنية عديدة في السينما.

كان لوفاة والده عام 1925، تأثير كبير في حياته، بعدما انتقل إلى مصر مع والدته الأميرة والمطربة علياء المنذر، وشقيقه فؤاد وشقيقته أسمهان هربًا من الفرنسيين الذين طاردوه وعائلته، لاعتقالهم انتقامًا من والده، الذي كان زعيمًا ومناضلًا ضدهم.

درس فريد بمدرسة الخرنفش الفرنسية، ثم التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، ثم دخل معهد الموسيقى، وفي الوقت نفسه كان يعمل من أجل إعالة أسرته.

التحق بفرقة بديعة مصابني كعازف عود وهناك لفت الأنظار إليه كعازف ثم مطرب، وذاع صيته حتى وصل إلى الإذاعة المصرية وقدم أغنيته الأولى عام 1936 "يا ريتنى طير"، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، وبدأ بعدها الدخول في عالم التلحين الموسيقي، وفي عام 1937 قدم أول ألحانه "باحب من غير أمل".

في عام 1941 كانت بدايته الفنية في السينما عبر فيلم "انتصار الشباب"، ثم قدم بعده عددًا من الأفلام مثل (شهر العسل) عام 1945، (بلبل أفندي) عام1948، وتوالت الأعمال حيث اشترك في 31 فيلمًا سينمائيًّا، منها: لحن الخلود، عفريته هانم، آخر كدبة، من أجل حبي، الخروج من الجنة، أنت حبيبي، ودعت حبك، حبيب العمر.. وغيرها.

وقدم فريد في أفلامه العديد من الأغاني والأوبيريتات التي تميز في تلحينها مثل أوبريت "بساط الريح" في فيلم آخر كدبة، وأوبريت "فارس الأحلام" في فيلم لحن حبي وغيرهما.

لحن أعمالًا لعدد كبير من الشعراء، منهم: "أحمد رامي، مأمون الشناوي، بيرم التونسي، بشارة الخوري، ولقب الأطرش بملك العود حيث منح آلة العود دور البطولة في قيادة الآلات الموسيقية في أعماله اللحنية.

له العديد من الأغنيات المشهورة في تاريخ الغناء العربي نذكر منها: أغنية "الربيع" وهي من أجمل ما غنى فريد الأطرش من ألحانه وكلمات مأمون الشناوي، وأيضا الحياة حلوة، قلبي ومفتاحه، ما انحرمش العمر من عطفك عليّ، حبينا، وياك، جميل جمال، فوق غصنك، زينا والله زينا.. والعديد من الأعمال المميزة.

ورحل الفنان الفريد فريد الأطرش عن دنيانا في يوم 26 ديسمبر عام 1974 عن عمر يناهز 64 عامًا، تاركًا بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي، وإبداعات عاشت وستعيش عصورًا وأجيالًا وسنوات لا حصر لها.