أمر ملك دولة إسواتيني، مسواتي الثالث، آخر ملوك إفريقيا جنوب الصحراء، بإغلاق جميع المدارس في البلاد، في إجراء عقابي جديد بعد أن قاطع التلاميذ صفوفهم للانضمام إلى الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، التي قوبلت بقمع شديد من النظام أدَّى إلى وفاة عشرات الأشخاص.

وقالت صحيفة البريطانية إن صبياً يبلغ من العمر سبع سنوات، كان بين من أُلقيَ القبض عليهم في سوازيلاند، إذ لقي ما لا يقلّ عن 80 شخصاً مصرعهم في مظاهرات مناهضة للملك، الذي ورث العرش عام 1986 حين كان يدرس بمدرسة شيربورن في دورست، وتزعُم جماعات حقوقية أن عدد القتلى في الاضطرابات اقترب من 100 قتيل.

وكان التلاميذ يطالبون بالإفراج عن نائبين إصلاحيين تَعرَّضا للاعتقال، واستعان الملك بالجنود والشرطة لقمع المظاهرات في أكثر من 80 مدرسة.

كما قُطع الإنترنت لساعاتٍ يوم الجمعة الماضية، بعد توجُّه المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات إلى مبابان، إحدى عاصمتَي البلاد، التي قطع سائقو الحافلات طرقها.

وواجه الملك الاحتجاجات ووصفها بأنها شيطانية، وأنكر إهداره المال العامّ على الحياة المترفة التي يحياها زوجاته وأبناؤه.

وبدأت هذه الاضطرابات في يونيو/حزيران، بعد وفاة طالب قانون بسبب وحشية الشرطة.

بعدها اجتاح الغضب عديداً من المناطق الريفية في البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 1.1 مليون نسمة وتقع داخل حدود جنوب إفريقيا. وفي الوقت الذي يتباهى فيه الملك وعائلته ببذخهم على الشبكات الاجتماعية، يعيش معظم رعاياه بنحو دولار واحد في اليوم.

ومُنعت الأحزاب السياسية من المشاركة في الانتخابات منذ عام 1973، وعام 2018 قرر مسواتي تغيير اسم سوازيلاند إلى إيسواتيني، لكن أحد المحامين الحقوقيين القلائل ممَّن بقوا في البلاد طعن على القرار.

وتمتلك عائلة الملك حصة في عديد من المشاريع التجارية، تشمل ما لا يقل عن 25% من صفقات التعدين في البلاد، ويذهب جزء كبير من هذه الثروة لإعالة أسرته الممتدة المكونة من 15 زوجة وأكثر من 30 ابناً وابنة.

هذا البذخ في الإنفاق تقابله معاناة غالبية سكان البلاد من الفقر، مما تسبب في اندلاع احتجاجات عبر السنين.

TRT عربي - وكالات