بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة؛ تبدأ حالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا بالارتفاع، وتصبح هذه الفيروسات المرتبطة بنزلات البرد شائعة الحدوث خلال هذا الموسم من السنة، وتكون السبب الرئيسي للحمى والتهاب الحلق وسيلان الأنف والسعال والعطس وغيرها، وتتراوح فترة عدوى الإنفلونزا بين يوم واحد قبل ظهور الأعراض إلى 5-7 أيام بعدها، كما يمكن أن تستمر هذه الفترة لمدة زمنية أطول عند بعض الفئات.

ويحذر خبراء الصحة العامة من تبعات فيروس الإنفلونزا الموسمية كونه فايروس يصيب ملايين البشر عالميًا ويقضي على الآلف منهم سنويًا وفقًا لشدة سلالة الإنفلونزا المنتشرة.

وتتراوح نسبة الإصابة بأمراض حساسية الأنف والجيوب الأنفية في المجتمع السعودي بين20% و30%، كما تلعب طبيعة العوامل المناخية في المنطقة من غبار وتقلبات مفاجئة بالجو عنصرًا أساسيًا في ارتفاع نسبة هذا النوع من الأمراض.

أعباء اقتصادية

تؤدي الإنفلونزا الموسمية إلى خسائر كبيرة في الإنتاجية وعبئًا اقتصاديًا على المجتمعات يكلف اقتصاداتها الملايين سنويًا اعتمادًا على شدة الإصابات، وذلك من خلال ارتفاع حالات التغيب عن العمل وعن الدراسة خلال فترة انتشار المرض، كما يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة العبء على العيادات والمستشفيات حيث تشير الأرقام إلى أن طبيب العيادات الخارجية يواجه 30 مليون زيارة لتقديم الرعاية الأولية حول نزلات البرد.

مضادات الهستامين

يذكر الاستشاري الدكتور نبيل سرحان-استشاري أنف أذن حنجرة- أنه يتم عادة استخدام مضادات الهستامين لعلاج أعراض البرد والسعال وعلاج أعراض الحساسية في التهاب الأنف كاحتقان وسيلان الأنف، أو العطاس، أو الحكة أو التهاب الجيوب الأنفية والطفح الجلدي وغيرها.

والهستامين مادة كيميائية موجودة في بعض خلايا الجسم، تسبب أعراض حساسية، فعندما يكون الشخص متحسسًا لمواد معينة، مثل الغبار، فإن الجهاز المناعي يعتقد خطًأ أن هذه المادة ضارة للجسم، فتبدأ ردود فعل تطالب بعض خلايا الجسم بإطلاق الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى في مجرى الدم، ما يسبب أعراض حساسية مختلفة، ولكن الأدوية المضادة للهستامين تساعد على مكافحة تلك الأعراض.

ويضيف الدكتور نبيل أن مضادات الهستامين القديمة (الجيل الأول) مثل "كلورفينامين" و"دي فين هيدرامين" تعمل على مستقبلات الهستامين في المخ والحبل الشوكي، وتعبر الحاجز الدموي الدماغي إلا أنها تتسبب في حدوث آثار جانبية منها الصداع والنعاس وغيرها، أما بالنسبة لمضادات الهستامين (الجيل الثاني) مثل "لوراتادين" وبالأخص "ديسلوراتادين" فلا تعبر الحاجز الدموي الدماغي، ولا تسبب صداعًا أو نعاسًا كما أنها أكثر أمانًا من الجيل الأول.

مادة ديسلوراتادين

بدوره يؤكد الدكتور هشام عبد الواحد - استشاري أنف أذن حنجرة - أن الابتعاد عن المهيجات في البيئة المحيطة كالغبار وبعض أنواع الدخان والروائح من أهم سبل الوقاية من حساسية الأنف، ويضيف أنه ولتخفيف أعراض الإنفلونزا يتم عادة وصف "ديسلوراتادين" وهو عقار ناجع للحالات التي لديها مشكلة مع الأعراض المصاحبة لنزلات البرد الحادة، وعلى وجه الخصوص فيروس الإنفلونزا، حيث يقضي العقار على السيلان في الأنف، علاوة على أنه ذو فعالية للتخلص من الحساسية، إلا أنّ غالبية الأدوية الموجودة في الصيدليات المحلية تحتوي فقط على مادة "لوراتادين" والتي تمر بعد تناولها بعملية استقلاب لتتحول أخيراً إلى مادة "ديسلوراتادين".

ومؤخراً حظي دواء "لورينيز- د" بموافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء بالسعودية والذي أثبت فعاليته في تخفيف الأعراض المصاحبة لحساسية الأنف كاحتقان الأنف والجيوب الأنفية، وهو يحتوي على مادتين فعالتين إحداهما "ديسلوراتادين" (مضاد للهيستامين) والتي تساعد على تقليل أعراض الحساسية، ويمنع تأثير مادة الهستامين التي تنتج في الجسم كرد فعل لوجود أجسام غريبة يتحسس لها الجسم، كما يحتوي أيضًا على "سودوإيفيدرين" والذي يزيل إحتقان وسيلان الأنف.

كوفيد-19 ونزلات البرد

وفي ظل جائحة كورونا، يتداخل تفشي كوفيد 19 مع انتشار الإنفلونزا، الأمر الذي يثير خوف كثيرين لتشابه بعض الأعراض فيما بينهم، إلا أنّ ما يبعث على الاطمئنان هو أن الخطوات الوقائية نفسها تقلل خطر الإصابة بالعديد من الفيروسات في آن معًا، سواء تلك المسببة لكوفيد 19 أو الإنفلونزا، لذا يقترح المختصين احتياطات عديدة لتقليل خطر الإصابة بأحدهما، كالالتزام بالتباعد الجسدي، وارتداء الكمامة وغسيل اليدين بالماء والصابون باستمرار أو تعقيمها، وغير ذلك.