من الذي يهين الجيش يا برهان
هشام عباس
هل حصل وشاهدت في أي دولة محترمة أو حتى غير محترمة ضابط يتبع لمؤسسة عسكرية يحضر صلاة جمعة وبزيه الرسمي ويدخل نفسه في صراع سياسي متبنياً موقفاً سياسياً؟؟
لو حدث هذا في أي دولة كان سيستدعي فوراً ويتم نزع رتبته وشرف العسكرية الذي يرتديه ويخرج من وحدته عارياً بلباسه الداخلي…
ما حدث من إهانة واذلال وطرد لهذا الضابط لا يمثله في شخصه بل هي إهانة للشرف الذي يرتديه وبالتالي هو من عرض نفسه ومؤسسته لهذا الموقف وليس أي شخص آخر..
عندما تقود قيادة الجيش ممثلة في مجلسه العسكري المؤسسة في أتون صراع سياسي بدون ادني مسؤولية من الطبيعي ان ينتج لنا مثل هذه الفوضى في علم وفهم العسكرية واضف لهذا خروج ضباط من مختلف الوحدات ليصرحوا عن مواقف سياسية بل وصلت الفوضى ان صحيفة القوات المسلحة خطها التحريري واعمدة ضباط تكتب وتعبر عن مواقف سياسية بوضوح.
هذا الامر لا يحدث في اي دولة في العالم وغير مسموح لاي منتمى الى المؤسسات العسكرية ان يخوض صراع سياسي او يصرح تصريحات تحسب على مؤسسته لكن في السودان تحول الجيش الي ما يشبه المليشيا التى لا علاقة لها بالمؤسسية وتكون عدم الانضباط بين افراده هى الصفة الظاهرة .
الجيوش في كل الدنيا تكسب احترامها من وقارها وبعدها عن الخلافات خاصة الصراعات السياسية بل في كل الدنيا تمثل الجيوش الحياد لتجد الاحترام من كل المختلفين .
هل يتوقع البرهان ان يصفق الشعب لرئيس تحرير صحيفته وهو يدعو للانقلاب علناً؟
وهل يعتقد البرهان ان الشعب سيهتف بحياته وحياة الجيش ومستشاره ابو هاجة يسب ويلعن ثورته صباح مساء؟
وهل يتوقع البرهان ان يجد ضباطه الاحترام في الشارع وهم يمثلون قمة الفوضى بالتصريحات السياسية واقحام أنفسهم في لجة صراع كبير؟
وهل يعتقد البرهان ان الشعب عليه ان يصمت وهو يرى شبابه وثواره يذبحون امام مقر الجيش والجيش يتفرج في حين نفس الجيش يفتح الشوارع ويمهد للفلول الاعتصام امام رمز السيادة الوطنية القصر الجمهوري؟
الشعب لا يهين الجيش يا برهان من يهين الجيش هي مواقفكم وتصرفات المنتمين له.
الشعب السوداني بطبيعته يحترم الجيش والعسكرية عموماً لكن الذي لا يحترم فعلياً أنتم.
احترم نفسك تحترم لأن الاحترام لا يشترى ولا يمكن تسوله.