قال الدكتور منير القادري، مدير الملتقى العالمي للتصوف ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، إن مشاركته في الندوة التفاعلية الأولى  بالملتقى العالمي للتصوف في دورته السادسة عشر، تأتي لبيان أهمية البعد الاحساني للتصوف المستنبط من المعاني القرآنية والسنة النبوية المحمدية.

وأضاف مدير الملتقى العالمي للتصوف ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، أن التصوف ثابت من ثوابت الهوية المغربية التي أصلت للتماسك وتراص مختلف مكونات المجتمع المغربي، مبرزا خصوصيات المذهب المالكي عند المغاربة في استنباط الطرائق والمناهج العلمية للوصول إلى استخراج الأحكام التفصيلية من أدلتها الإجمالية، وأكد أن الفقهاء المالكية أدركوا أهمية ربط المذهب الفقهي المالكي بالجانب العقدي تحصينا لعقيدة الناس خوفاً من أن يتسرب إليها من شبهات الطوائف الأخرى ما يفسدها، وأنهم اختاروا العقيدة الاشعرية التي شكلت منظومة فكرية متكاملة.

وتابع "القادري "، أن المكون الثالث للهوية الدينية والوطنية الذي هو التصوف او علم الاخلاق أريد به اصلاح القلوب وتصفية النفوس، مما ران عليها من ظلام الشهوات، فالقلب أو المضغة النورانية إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد، وشدد على ان محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي العروة الوثقى التي ينبغي أن ندرك عظمتها، وهي محبة اتباع سنته وفعله عليه الصلاة والسلام.

وقال القادري "أن المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية والتصوف السني وإمارة المؤمنين الضامنة لها، كلها مجتمعة شكلت الحصانة الذاتية و الروحية والأخلاقية للشخصية المغربية من كل أشكال الاختراقات الاستعمارية الهدامة و الإيديولوجيات والأفكار المتطرفة ".

جدير بالذكر، أن الملتقى العالمي للتصوف، ينظم كل عام بالمملكة المغربية، إيماناً منه بالدور الهام الذى يلعبه التصوف الإسلامى فى نشر قيم المحبة والسلام والمؤاخاة، وكذلك التصدى للتطرف بكافة أشكاله وأنواعه، وتبذل الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى مجهودات عظيمة من أجل خروج فعاليات هذا الملتقى فى أحسن صورة.

وينظم الملتقى العالمي للتصوف هذا العام فىيدورته السادسة عشر تحت عنوان "التصوف والقيم الإنسانية من المحلية إلى الكونية"، وتعقد جلسات وفعاليات الملتقى هذا العام عن بعد، باستخدام التكنولوجيا الحديثة عبر موقعي "فيسبوك" و"زووم".

وكشفت اللجنة الإعلامية بالملتقى العالمي للتصوف والطريقة القادرية البودشيشية عن مشاركة مئات العلماء والشيوخ من أهل التصوف من المغرب ومختلف قارات العالم  فى فعاليات الملتقى هذا العام، والذي سينظم لثاني مرة عن بعد بسبب جائحة فيروس كورونا، التى تسببت فى توقف الطيران والتنقل بين الدول وبعضها، حيث تم تنظيمه العام الماضي بنفس الإمكانية، وشهدت فعالياته نجاحا ملحوظاً.