تتكامل ولا تتنافر. وفي هذا السياق، يأتي مهرجان «فيديو أوبرا الرقص» ليمزج بين فني السينما والرقص في احتفاء بلغة الجسد وتوثيق لإبداعات الكوريغرافيا...
في إنتاج لمسرح الأوبرا بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة وتنفيذ المركز الكوريغرافي التونسي تحت إدارة سهام بلخوجة، تنتظم الدورة الثانية من مهرجان» «فيديو أوبرا الرقص» (vidéo Opéra Danse ) من 10إلى 41 نوفمبر 2021 في شراكة فنية مع المركز الثقافي الإيطالي.
لوحات كوريغرافية تونسية - إيطالية
حين يرقص الجسد يتحرّر من كل العقد والأعباء ويثور ضد كافة أشكال الكبت والقمع. هذا الجسد من خلال حركاته وخطواته - وإن تبدو صامتة - يترجم شواغل الإنسانية ويتبنى قضايا المجتمع ويبعث برسائل توعية وتنوير... ولئن عرفت الشعوب الرقص منذ عصور التاريخ الأولى إلا أن هذا الفن لا يحظى بالمكانة التي يستحقها في زمننا المعاصر. لكسر جدار العزلة عن الجسد الراقص وتوثيق أدائه ومساره، استنجد مهرجان «فيديو أوبرا الرقص» بالسينما من أجل عرض باقة من الأفلام الوثائقية والروائية والتجريبية التي تهتم بفن الرقص وإبداعات الكوريغرافيا.
ويسعى مهرجان «فيديو أوبرا الرقص» إلى أن يكون منصة رقمية لتوثيق تجليات فنون الرقص والترويج لأهم الإنتاجات التونسية في تونس والعالم من وراء عدسة كاميرا السينما. ولا يكتفي المهرجان بتقديم العروض الراقصة المحلية والأجنبية وتوثيقها في أفلام، بل يقترح على أهل المهنة من الهواة والمحترفين ندوات فكرية وورشات تطبيقية لتطوير الخبرات وصقل المواهب في ممارسة فن الرقص.
وبخصوص مستجدات الدورة الثانية من مهرجان «فيديو أوبرا الرقص» وأبرز رهاناتها، أفادت مديرة المركز الكوريغرافي التونسي سهام بلخوجة في تصريح لـ«المغرب» بالقول: في تحد لحالة الشلل التي عرفها القطاع الثقافي بسبب انتشار فيروس كورونا تم بعث «مهرجان فيديو الرقص» سنة 2020 من أجل تطوير فن الرقص والفنون الكوريغرافية عموما. وفي دورته الثانية التي تنطلق قريبا يواصل المهرجان تكريس أهداف تأسيسه مع تطوير فقراته وتوسيع نطاق اهتمامه واستقطاب قاعدة أكبر من الجمهور... سيكون رهاننا في هذه الدورة التسويق لصورة تونس الرقص والفن والتعريف بإبداعات الفنانين الكوريغرافيين خارج حدود الوطن».
كما يمزج مهرجان «فيديو أوبرا الرقص» بين فني الرقص والسينما في توليفة فنية رائعة، فإنه في المقابل يجمع بين تونس وإيطاليا في حوار لغة الجسد. ويستضيف المهرجان خمس فرق رقص من إيطاليا لتبادل المهارات والتقنيات مع الكوريغرافيين التونسيين من أجل تصميم لوحات راقصة مشتركة بهوية وثقافة البحر الأبيض المتوسط.
يلتقى على ركح مهرجان «فيديو أوبرا الرقص» راقصون تونسيون وإيطاليون ضمن «منصة الرقص الإيطالية» لتقديم عروض حيّة وابتكار جماليات معاصرة تتجاوز حدود الزمان والمكان لتعلن الرقص لغة عالمية.
