الصحف الصينية: هذا هو سر مطالبة الحكومة للسكان بتخزين كميات كبيرة من الطعام


حالة كبيرة من الجدل العالمي ثارت خلال الـ48 ساعة الأخيرة بعد نشر إعلان من وزارة التجارة الصينية تطالب فيه السكان المحليين بتخزين كميات كبيرة من الطعام، وكافة الاحتياجات الخاصة بهم «لأسباب مجهولة»، الأمر الذي استدعى في أذهان البعض الأيام الأولى لانتشار فيروس كوفيد- 19 في مدينة ووهان الصينية، والغموض الذي أحاط به مع التكتم على أعداد الحالات الحقيقية، وخرجت تخمينات بأن هناك تفشيًا كبيرًا يختمر تحت السطح دون أن تعلن عنه البلاد، وذهب البعض الآخر للقول إنه ربما يكون هناك وباء جديد مقبل من الدولة الشرق آسيوية، أو سلالة مستحدثة من فيروس كوف- سارس 2 نفسه. ولإسدال الستار على هذا الغموض اتجهت «اليوم» إلى الصحف الصينية الناطقة باللغة الإنجليزية لاستقراء المشهد فيها، والوقوف على أهم الأسباب التي ساقتها تلك الصحف لتبرير ذلك التحذير الحكومي في هذا التوقيت، وجاءت التفسيرات كالآتي:

طوارئ صحيةالبداية كانت من موقع «تشاينا دوت أورج»، الذي أكد أن هناك حالة من التأهب الصحي منذ بداية شهر نوفمبر الجاري في كافة أطراف الصين، استجابة لعودة تفشي فيروس كوفيد- 19 الأخير، حيث اعتمدت أجزاء كثيرة من الصين، بما في ذلك بكين وشنشي وقانسو ومنغوليا الداخلية، بسرعة تدابير مستهدفة للسيطرة على انتقال العدوى ومنعها.


وقال الموقع الصيني: «في مواجهة مجموعات الحالات المتفرقة، تبذل الحكومات المحلية جهوداً شاملة لضمان صحة الناس، من خلال تدابير مثل الاختبار الشامل، والتحقيقات الوبائية، وتتبع المنشأ، والفحص المستهدف والحجر الصحي، وتعديل تصنيفات المناطق المتوسطة والعالية الخطورة، وتعليق الأنشطة السياحية.

والمتضرر من حالة الطوارئ الصحية هذه ليس السكان المحليون في الصين وحسب، حيث تقطعت السبل بأكثر من 9400 سائح، بما في ذلك أكثر من 4400 شخص فوق سن الستين، ويتعين على السكان المحليين والسياح البقاء في المنزل والعزل الذاتي «حسب تأكيد الموقع».

وأضاف «تشاينا دوت أورج» إن الحكومات المحلية قدمت الخضار والأرز والدقيق والزيت وغيرها من الضروريات لضمان استمرار السكان في العيش كالمعتاد في المجتمعات المغلقة بسبب ظروف الوباء.

وحسب وكالة «شينخوا» الصينية، تقوم الحكومة الصينية بتلقيح الأطفال بلقاح فيروس كوفيد- 19 الآن. ومؤخراً أطلقت مقاطعة هيفي حملة تطعيم ضد الفيروس للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و11 عاماً.

أيضاً، سجلت البلاد رقمًا قياسيًا، أمس الأربعاء، بلغ 93 حالة في يوم واحد مع استمرار تفشي متحور دلتا في الصين. وتم الإبلاغ عن ربع الإصابات الجديدة في مقاطعة هيلونغجيانغ الشمالية الشرقية بالقرب من الحدود الروسية، بينما أفادت لجنة الصحة الوطنية الصينية أن متوسط الحالات الجديدة لمدة سبعة أيام آخذ في الارتفاع أيضاً، مع تأثر 16 منطقة الآن من التفشي الجديد.

مخاوف اقتصاديةمن جانبها، فسرت صحيفة «تشاينا ديلي» التحذير الحكومي الأخير في ضوء المخاوف الاقتصادية الذي تحيط به، بسبب مشكلات الإمدادات المحتملة.

وقال تشو شياو ليانغ، مدير إدارة تشغيل السوق وتعزيز الاستهلاك بوزارة التجارة الصينية، إن هناك إمدادات كافية من الضروريات اليومية، والتي يمكن ضمانها بالكامل بناءً على الوضع الحالي، حسبما أفاد تليفزيون الصين المركزي.

وأضاف تشو إن الغرض من البيان هو تعزيز الجهود التي تبذلها السلطات المحلية لضمان الإمدادات، وتوجيه شركات التوزيع التجارية بشأن توريد السلع، وتسهيل التواصل بين الإنتاج والمبيعات، وتشجيع توقيع اتفاقيات توريد الخضراوات.

وأوضح جوان ليكسين، نائب مدير معهد التوزيع والاستهلاك التابع للأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي للصحيفة الأمر بقوله: «تتخذ الوزارة بانتظام خطوات لضمان توريد المنتجات الاستهلاكية واستقرار الأسعار».

وأضاف ليكسين، إن بيان الوزارة كان «إجراءً وقائياً» للرد على الزيادات الأخيرة في أسعار الخضار، كما حث السلطات التجارية المحلية على تعزيز مراقبة عمليات السوق وتتبع التغيرات في العرض والطلب وأسعار الضروريات اليومية، مثل الخضار واللحوم، للكشف المبكر عن المشاكل وإصدار التنبيهات.

وفي السياق ذاته، صدرت تعليمات لسلطات التجارة المحلية لتشجيع كبار الموزعين والمنتجين الزراعيين على التعاون الوثيق. كما طُلب من الموزعين الصينيين توقيع عقود طويلة الأجل مع مزارعي الخضراوات والحبوب ومنتجي الزيوت والدواجن والمواشي، مع تحسين إدارة احتياطيات اللحوم، والإفراج في الوقت المناسب عن احتياطيات الضروريات اليومية مثل اللحوم والخضراوات في الأسواق.

وذكرت الصحف الصينية أن أسعار 28 سلعة غذائية ارتفعت الشهر الماضي بنسبة 16 % عن الشهر السابق، بالاعتماد على بيانات رسمية.

توترات سياسيةوللتحذير الحكومي الأخير أبعاد سياسية هامة أيضاً، وهو ما فسرته صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست»، بتنويهها إلى زيادة حدة التوترات بين الصين وتايوان، حيث تكهن بعض المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي في البلاد بأن الدعوة إلى تخزين المواد الغذائية مرتبطة باحتمال اندلاع حرب بين البلدين.

ولفتت الصحيفة إلى أن التحذير الحكومي أثار نقاشاً ساخناً عبر الإنترنت، وحصد هاشتاق «وزارة- التجارة-تشجع_الأسر_على_ تخزين_الضروريات_اليومية_حسب_الحاجة» أكثر من 40 مليون مشاهدة على موقع «ويبو» الاجتماعي في البلاد، وهو منصة اجتماعية شبيهة بتويتر في الصين، وما يقرب من 5000 تعليق اعتباراً من أول أمس الثلاثاء بتوقيت بكين.

وأكد تشو شياو ليانغ، مدير إدارة ترويج الاستهلاك في وزارة التجارة الصينية، للناس أنه لا يوجد تهديد وشيك على الإمدادات الغذائية.

وقال تشو في مقابلة مع محطة «سي سي تي في» الحكومية الصينية: «بالنظر إلى الوضع الحالي، فإن جميع المناطق لديها إمدادات كافية من الضروريات اليومية، وينبغي ضمان الإمداد بالكامل».

ليس هذا وحسب، حيث تعتبر الصين كذلك أكبر مستورد للمنتجات الغذائية في العالم ما يجعلها عرضة للتوترات الدبلوماسية مثل تلك القائمة مع مورديها الرئيسيين مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ويهدد الإمدادات الغذائية لديها.

تقلبات مناخيةعلى الجانب الآخر، ربطت بعض الصحف الصينية التحذير الحكومي بالتقلبات المناخية التي تشهدها البلاد، حيث يتسبب تغير الفصول مع اقتراب الشتاء، وانتشار التحذيرات البيئية في مجموعة من المناطق بزيادة حالات فيروس كوفيد- 19، وهو الأمر الذي تحاول الحكومة الصينية احتواءه وفرض سيطرتها عليه قدر الإمكان عبر زيادة معدلات التطعيم، ووضع بعض المدن تحت الحجر الصحي الكلي أو الجزئي إلى حين السيطرة على تفشي الوباء.

وارتفعت حالات الإصابة بالوباء وسط التقلبات المناخية الأخيرة، وحسب موقع شبكة «سي جي تي إن»، سجل البر الرئيسي الصيني 109 حالات إصابة مؤكدة جديدة بكوفيد -19، يوم الثلاثاء الماضي، منها 93 حالة إصابة محلية و16 من الخارج، حسبما أظهرت بيانات من لجنة الصحة الوطنية أمس الأربعاء.

بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل 19 حالة جديدة بدون أعراض، بينما لا يزال 384 مريضاً بدون أعراض تحت الملاحظة الطبية.

ويبلغ إجمالي الحالات المؤكدة في البر الرئيسي الصيني حتى وقت كتابة هذا الموضوع 97423 حالة، مع عدم تغيير عدد الوفيات عند 4636.

ومع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في فبراير المقبل أيضاً، تخشى الحكومة من تفشي الوباء من جديد، واتخذت البلاد إجراءات جذرية في الأسابيع الأخيرة بعد ظهور حالات جديدة في شمال البلاد، تبعها إطلاق ذلك التحذير الحكومي الأخير.

استجابة مدوّيةوبعد القرار بساعات قليلة، صورت شبكة «تشانيل نيوز إيشا» على موقعها تقريراً يوضح الاستجابة المدوية التي نتجت عن تحذير الحكومة داخل الصين نفسها، وقالت إن هناك العديد من المتسوقين ممن انهالوا على محلات السوبر ماركت في الصين لتخزين البضائع بعد إطلاق التحذير الحكومي.

وأضافت: «قام المتسوقون في بكين بتخزين الملفوف والأرز والدقيق لفصل الشتاء، بعد أن حثت الحكومة الناس على الاحتفاظ بكميات كبيرة من السلع الأساسية في حالات الطوارئ، رغم أنها أكدت لهم وجود إمدادات كافية».

وأردفت الشبكة أن نصيحة الوزارة للأسر بتخزين الضروريات اليومية في حالات الطوارئ «أثارت ارتباكاً كبيراً»، مما أدى إلى اندفاع البعض إلى محلات السوبر ماركت لشراء إمدادات إضافية من زيت الطهي والأرز، واشترى الناس إمدادات من الخضراوات التي يتم تخزينها تقليدياً في المنزل واستهلاكها خلال أشهر الشتاء.ختاماً، سعت وسائل الإعلام الحكومية إلى طمأنة الجمهور بوجود إمدادات وفيرة من السلع الأساسية. وذكرت محطة «سي سي تي في» الصينية الحكومية، الثلاثاء الماضي، أن هناك «مبالغة في تفسير» نصائح الوزارة.

ساوث تشاينا مورنينج بوست: الخوف من الحرب مع تايوان يؤجج قلق بكين

تشاينا ديلي: مشكلات الإمدادات المحتملة تدق ناقوس الخطر
تاريخ الخبر: 2021-11-04 01:01:48
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 36%
الأهمية: 46%

آخر الأخبار حول العالم

جدول مباريات ومواعيد نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-18 18:25:46
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية