في الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نسترجع الكثير من الإنجازات الشاملة والنوعية، التي أرست لعهد جديد من التنمية والازدهار في تاريخ مملكتنا.. وخلال عهده -حفظه الله- شهدت البلاد مزيداً من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة.

ويمكن وصف هذه الإنجازات في مجملها بأنها نوعية، تميزت بالشمولية والتكامل، من أجل استمرار بناء المملكة وتنميتها، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التطور والازدهار؛ ما يؤهلها إلى احتلال مكانة مرموقة بين دول العالم المتقدمة، وقد بدأ العمل الجاد على ذلك، منذ أول يوم تولى فيه قيادة هذه البلاد، معلناً للجميع رغبته في الإصلاح.

في عهد الملك سلمان، شهدت المملكة من أقصاها إلى أقصاها طفرة نوعية، طالت كل مناحي الحياة، ووصلت إلى كل زوايا الوطن وأركانه، والتقت رغبة ولاة الأمر مع رغبة الشعب على أهمية الإصلاح والتحديث والتطوير، ومن هنا ظهرت رؤية 2030، التي سطر بنودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وباركها وأشرف عليها خادم الحرمين الشريفين، وها هي اليوم تؤتي ثمارها في كل مناحي الحياة، وتعلن عن مملكة جديدة، تتميز بالتطور والنمو، في مشهد رائع من مشاهد الرؤية، التي أرى أنها كانت الطريق الوحيد الذي أعاد صياغة كل القطاعات والمجالات.

وفي وقت مبكر، أدرك خادم الحرمين الشريفين أنه لا جدوى من أي تطوير أو تحديث من دون محاربة الفساد والمحسوبية واستغلال النفوذ، فوجه ولي عهده بذلك، وأعلنت البلاد حملة شاملة وشرسة على أي فساد هنا أو هناك، وما زالت الحملة مستمرة تحت مظلة "نزاهة" التي لم تفرق بين أمير ومواطن عادي، فالكل عندها سواسية.

مسيرة الملك سلمان إذا كانت تستحق وصف "استثنائية"، فهي تستحق وصف "إنسانية" بكل ما تحمله الكلمة، خاصة إذا نظرنا إلى جهوده -أيده الله- المبذولة وحرصه المعلن، من أجل حماية الإنسان من تداعيات مرض "كورونا"، عبر حزمة من الإجراءات التي أثبتت إيمان القيادة أن الإنسان، مواطناً كان أو وافداً، هو الأغلى على الإطلاق، ومن أجله تُسخر كل إمكانات البلاد، لتأمين حياة صحية آمنة له، ليس هذا فحسب، وإنما رأيناه -يحفظه الله- يطالب الدول الكبرى القيام بدورها في مساعدة الدول الفقيرة لمواجهة فصول الجائحة، تجسد ذلك عندما قادت المملكة أكبر تجمع اقتصادي على كوكب الأرض، في قمة العشرين الاقتصادية العام الماضي، وهو مشهد لطالما حظي بتقدير العالم واحترامه للمملكة.

اليوم من حقنا أن نعتز بقائدنا خادم الحرمين الشريفين، ونفخر به بين الأمم، وهو ينتقل بالبلاد والعباد من عهد إلى عهد آخر، يتميز بالقوة والتقدم والحداثة.. حفظ الله قائدنا وجعله ذخراً لنا.