سنوات طويلة قضاها الشاب في محاربة الهرومانات التي يتعاطاها أقرانه من مرتادي الصالات الرباضية، بحثًا عن بنية جسدية ذات كتلة عضلية كبيرة.. “مصطفى روك” مصارع ومُدرب رياضي يخوض حربًا شرسة ضد تلك السموم القاتلة بين الحين والآخر عبر مجموعة دشّنها عبر «فيسبوك» باسم «جيم مصر» ينشر من خلالها التوعية الرياضية بصفته مصارع ومدرب رياضي. 

في السابع من أكتوبر الجاري، أعلنت تقارير صحفية وفاة بطل كمال الأجسام الأمريكي جورج بيترسون، قبل ساعات من مشاركته في بطولة مستر أولمبيا والذي سبق وأن شارك بها 4 مرات، وراحت التقارير تربط بين وفاته، ومدرات البول التي يتعاطاها لاعبو كمال الأجسام قبل بطولاتهم.

لم يمر سوى شهر واحد على وفاة جوروج بيترسون، حتى أُعلن عن وفاة شون رودن، بطل مستر أولمبيا في نسخة 2018، عن عمر ناهز الـ 46 عامًا.. رحيل تسبب في صدمة كبيرة لمُتابعي رياضة ألعاب القوى في العالم.. أخبار كان يُتابعها «مصطفى» لينقل لمُتابعيه صدمة جديدة وبرهان يُدلل به على مخاطر ما يتعاطاه الكثيرون لزيادة كتلتهم العضلية بإدخال مركبات كيماوية إلى أجسادهم، يقول إنها ضارة.

استخدم «مصطفى» بنيته العضلية للإشارة إلى إمكانية أن يُصبح اللاعب متميزًا ذو بنية عضلية وقوة تحمل، دون الحاجة إلى تناول الهيرومانات.. «أُحارب الهيرمونات منذ سنوات، وأطلقت حملات، ودعمها آلاف الشباب، ونظمت أحداث رياضية ومسابقات لتوعية الرياضيين وتصحيح المفهوم الخاطئ، وهو ربط القوة والرياضة بالهيرمون ومن ثم الاتجار بالشباب يوميًا» ـ يقول مصطفى لـ«الدستور».

يكشف المصارع المصري، عن خطورة هذه الأشياء المتداولة في سوق الهيرمونات، مضيفًا: صُنع العضلات باستخدام الهيرمونات الذكورية هو مُجرد وهم يزول بزوال مفعول الهيرمون، بل على العكس تكون النتائج وخيمة بعدها على القلب والكبد والخصيتين فيما بعد».

«بعض المدربين يبيعون الوهم للشباب يوميًا، ويخدعوهم بأنه لا يوجد ضرر من الهيرمونات والأكثر انتشارًا هو هيرمون الذكورة الصناعي (الاسترويد) والحقيقة هو أن أكبر مراكز على مستوى العالم أكدت أنه لا يُمكن تجنب أضراره بنسبة مئة في المئة، ويستمر بعض المدربين في خداع الشباب ووضع السم في العسل وربط الهرمون بأحلامهم في البطولة والنجاح».. يقول «روك».

 ويضيف أن «معظم لاعبي كمال الأجسام (الذين يستخدمون الهيرمونات) تكون نهايتهم الموت أو المرض المزمن، وحتى من يعيش منهم يُعاني نتيجة تضخم حجم العضلات عن الحجم الطبيعي، وتحميل القلب فوق طاقته، لأن الله لم يخلق هذا القلب لهذا الجسد، ولكن لا يعترف أحد منهم بما يُعاني منه من مشاكل حتى يُحافظ على صورة البطل أمام الناس».

وينشر «روك» صورًا عبر الإنترنت من أجل أن يدلّ الشباب على الطرق الصحيحة للتدريبات والفارق بين البنية الجسدية وقوة التحمل، وأن ضخامة الكتلة العضلية لا تعني إطلاقًا أن صاحبها يمتلك قوة تحمل، ويضيف عن ذلك: في الحقيقة؛ البطل يمتلك صحة ممتازة وقلب رياضي، وكبده وغيره من أجهزة حيوية تعمل بأعلى كفاءة.. لا يُعقل أن يُعاني البطل من تضخم في القلب ومشاكل في الكبد.. وتعاطي الهيرمونات الذكورية يُضعف من قدرة الخصيتين على إنتاج الهيرمون الطبيعي الذكوري وتكون النتيجة هي ضعف القدرة الجنسية وقلة عدد الحيوانات المنوية.

يؤمن «مُحارب الهيرمونات» أن النجاح في الرياضة لا علاقة له بالهيرمونات، معتبرًا نجمنا المصري محمد صلاح، لاعب المنتخب الوطني وليفربول الإنجليزي، أكبر دليل على ذلك، وأن القوة ليست بزيادة حجم العضلات، فالقوةلها عوامل كثيرة، فهذا الجسد الضخم لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه أمام أي شخص يمتلك لياقة بدنية جيدة ـ يقول مصطفى.