حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، من أن الولايات المتحدة قادرة على نشر "قوة ساحقة" في الشرق الأوسط، مؤكداً أن واشنطن "ستنظر في كل الخيارات الضرورية" في حال فشل الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني.

وجاءت تصريحات أوستن ردا على أسئلة خلال مؤتمر "حوار المنامة" في البحرين حول استعداد واشنطن للجوء إلى خيار عسكري في المنطقة إذا لزم الأمر.

ونفى أوستن في الوقت نفسه معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة أصبحت مترددة في استخدام القوة.

ورداً على سؤال عن سبب عدم رد واشنطن على هجوم الطائرات المسيرة والمدفعية الشهر الماضي على قاعدة يستخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، قال أوستن إن "الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها".

وأكد الوزير الأمريكي "سندافع عن أنفسنا وعن مصالحنا أياً تكن، في الزمان والمكان اللذين نختارهما".

وتابع محذراً "لا ينبغي لأي بلد أو أي شخص أن يخطئ في ذلك. نحن ملتزمون الدفاع عن أنفسنا ومصالحنا وهذا يشمل شركاءنا أيضاً. كما أننا ملتزمون عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".

ومن المقرر أن تجري إيران والقوى الكبرى محادثات في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بهدف إحياء اتفاق فرضت بموجبه قيود على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات. ولطالما نفت إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وأوضح أوستن أن الهدف الرئيسي لواشنطن هو تعزيز تحالفاتها التي "لا مثيل لها" في الشرق الأوسط. لكنه أشار إلى أن التدخل العسكري يبقى خياراً مع انتشار عشرات الآلاف من جنودها في المنطقة.

وبعد خروجها من أفغانستان في أغسطس/آب، حيث بقيت 20 عاماً، تستعد الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق بحلول نهاية العام.

كما تخوض إيران وإسرائيل، منذ فبراير/شباط، "حرباً خفية"، إذ تعرضت سفن تابعة لكل من الجانبين لهجوم في المياه حول الخليج، بينما تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل طهران باستخدام طائرات مُسيرة وصواريخ لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

من جانبه دعا رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، في تصريحات مقتضبة للمؤتمر، إلى "تحركات عملية" في المنطقة، بما في ذلك "تطبيق كامل" لحظر إرسال الأسلحة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يقاتلون تحالفاً بقيادة السعودية في اليمن.

من جانبه أوضح أوستن أن "التزام الولايات المتحدة الأمن في الشرق الأوسط، قوي ومؤكد".

وأضاف أن "مهمتنا في نهاية المطاف هي دعم الخيار الدبلوماسي ومنع نشوب صراع والدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحنا الحيوية"، موضحاً "إذا أجبرنا على رد العدوان، سننتصر وسننتصر بشكل قاطع".

وتأتي زيارة أوستن قبل أيام من عودة إيران إلى المحادثات مع القوى العالمية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المتوقف منذ 2018 عندما انسحبت منه الولايات المتحدة بقيادة الرئيس السابق دونالد ترمب.

وقال المبعوث الأمريكي إلى طهران روبرت مالي خلال المؤتمر الجمعة إن الوقت ينفد للعودة إلى الاتفاق إذا استمرت إيران في إحراز "تقدم" في برنامجها النووي.

وصرّح أوستن "ما زلنا ملتزمين نتيجة دبلوماسية للقضية النووية. لكن إذا لم تكن إيران مستعدة للمشاركة بشكل جدي، فسننظر في كل الخيارات الضرورية للحفاظ على أمن الولايات المتحدة".

TRT عربي - وكالات