بشهيق وزفير اسقط الجنرال كورونا ورقة التوت عن العالم كاشفا هشاشته و انقساماته وجشعه وعدم مساواته وفي بعض الاحيان عدم مبالاته لاحتواء كارثة انسانية لم يشهد مثلها التاريخ ضحاياها تجاوزوا 5 ملايين نسمة.
وبعد مضي عامين على انتشار الجائحة واقتراب انتهاء العام الحالي مازال زعماء العالم يقبعون خلف شاشات الكمبيوتر تارة وفي قاعات المؤتمرات تارة اخرى يطلقون وابل من الشعارات ويطالبون بعدالة توزيع اللقاحات ومكافحة الاحتكار بشكل يعكس الشرخ الكبير بين دول العالم الغني والفقير.
ورغم النجاح في ايجاد لقاح مضاد لهذا الوباء وما اثاره من خلاف حول مدة فعاليته و تفاوت درجة حمايته من الوجوه المتعددة لكورونا ومتحوراته لم يقف الانسان صاغرا اوعاجزا عن السعي للبحث وايجاد عقار قادر على خط نهاية هذه الجائحة ...لكن هل يكفي العالم ايجاد عقار ينتشله من هذه الجائحة وهو الذي فشل في ايصال اللقاحات الى عدد كبير من السكان المنتشرين في بقاع الارض.
هل يكفي ظهور عقار قادر على معالجة هذا الوباء؟ وهل باستطاعة العالم ايجاد عقار يعالج انقساماته وتفاوته الطبقي وينهي خلافاته السياسية وصراعاته وحروبه الاقتصادية؟
هل نهاية جائحة كورونا ستنهي النزاعات بين العالم وهل ستلغي الحواجز وتوقف الحروب هل ستعوض للاجيال التي فقدت تعليمها ووقتها وعمرها وافنته قابعة بين جدران المنازل واقحمته في عالم افتراضي خال من الاوبئة والجوائح لكنه مليء بالامراض النفسية والعصبية المزمنة.
2020 صدم الجنرال كورونا العالم بقوته، لم يقرع الابواب، ولم يستأذن في الدخول، ولم يمهد لجريمته ... انتشر كالهواء، واقتحم الدول والمدن والقرى غير آبهٍ لا بترسانات ولا بحصانات.
2021 حاول العالم ان يتماثل للشفاء وان ينهض من ضربات كورونا الموجعة والدامية ... جائحة دفعت بالعالم للبحث عن حلول فردية ولم يعلمه انين المحتاجين لجهاز اكسجين او كمامة ان لا نهاية لكورونا دون مد يد العون للاخر
ومع اقتراب انتهاء العام 2021 يعاود العالم حبس انفاسه متوجسا من هجوم جنرال آخر غير كورونا .. ربما يكون قاتل جديد ينافس الجنرال كورونا وجيشه المتحور ...قاتل جديد قد تكون افعاله بمثابة الضربة القاضية على وجه هذا العالم الذي لم يتعلم الدرس بالشكل المطلوب من الجنرال كورونا، ويبقى السؤال هل العالم مستعد لمواجهة قاتل جديد من زمرة كورونا او اشرس منه