لا أحد يحب أن يدفع أسعاراً أعلى للأشياء. ولكن إذا كنت مستثمرًا، فهناك طريقة للربح من الاتجاهات التضخمية، وقد يكون الوقت قد حان لبدء تعديل محفظتك وفقًا لذلك.
حيث يمكن لعمالقة السلع الاستهلاكية الأساسية الاستفادة من ارتفاع الأسعار، طالما أنهم قادرون على نقل بعض هذه التكاليف إلى العملاء. وهذا ما تفعله بعض الشركات بالفعل.
حيث تقوم شركة "جي إم سموكر"، التي تقوم بتصنيع مجموعة واسعة من المنتجات بما في ذلك زبدة الفول السوداني وقهوة فولجرز، برفع الأسعار، على سبيل المثال. ولم يبد أن هذا يضر بالطلب أو الأسهم. فقد ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 5% يوم الثلاثاء بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح ومبيعات فاقت التوقعات.
وأشار المدير المالي للشركة خلال مؤتمر عبر الهاتف، إلى أن الشركة تمكنت من تعويض التكاليف المتزايدة للقهوة والنقل بأسعار أعلى. حتى إن بعض تجار التجزئة يجدون أن بإمكانهم رفع الأسعار لتعويض التكاليف المرتفعة وليس عزل العملاء في هذه العملية.
وقالت شركة الملابس "جيس"، التي أعلنت عن أرباح ومبيعات قوية، إنها تدير ارتفاع أسعار القطن من خلال تقليل الخصومات في متاجرها. وارتفعت أسهم الشركة بما يقرب من 15% يوم الأربعاء على خلفية هذه الأخبار. وقال كارلوس ألبريني، الرئيس التنفيذي للشركة، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين: "لقد فعلنا الكثير لتقليل النشاط الترويجي.. قمنا أيضًا بزيادة الأسعار، وقمنا بذلك بشكل استراتيجي للغاية".
كما أن ارتفاع مستوى التضخم - وارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل وارتفاع أسعار السلع المصاحبة له - يعززان أيضًا البنوك وشركات المواد الخام وأسهم الطاقة. وفي الواقع، أطلق مدير الصندوق Horizon Kinetics مؤسسة (ETF) للمستفيدين من التضخم في وقت سابق من هذا العام والتي لديها تعرض كبير لقطاعات الخدمات المالية والسلع.
وتشمل أكبر المقتنيات شركة تكساس باسيفيك المالكة للأرض، والشركة الأم إنتركونتيننتال إكستشينج، وشركة الأغذية العملاقة آرتشر دانيلز ميدلاند. وارتفع الصندوق بنسبة 26% منذ أن بدأ التداول في منتصف يناير، وهو أفضل من مؤشر داو جونز، وستاندرد آند بورز 500 وناسداك خلال نفس الإطار الزمني. لكن الأسهم ليست الطريقة الوحيدة للمستثمرين للاستفادة من التضخم.
ووفق شبكة "سي إن إن"، فقد أشار المحللون في معهد ويلز فارجو للاستثمار في تقرير هذا الأسبوع إلى أن السلع مثل الذهب والنفط والمنتجات الزراعية - التي تعتبر أصولًا حقيقية، أو تلك التي يمكنك رؤيتها وتلمسها وتذوقها - قد تفوقت على السوق الأوسع بهامش واسع خلال الفترات. من معدلات التضخم المرتفعة في السبعينيات وأواخر الثمانينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين. يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى.
وقال المحللون: "في كثير من الأحيان، الزيادات الحقيقية في أسعار الأصول هي التي تغذي التضخم في المقام الأول، لذلك نعتقد أن الاستثمار في هذه الأصول يمكن أن يعمل كتحوط طبيعي ضد ارتفاع التكاليف في حياتنا اليومية".
