أوضح المدرب الأسري يوسف الدهمشي، أن تعلق الطفل بأمه أو بوالديه أمر طبيعي وفطري، وأنه كلما قل العمر زاد التعلق، موضحا أنه توجد أشكال للتعلق، منها التعلق المرضي، كأن يتعلق الطفل بأمه بشكل فوق المعتاد، وخاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وأن يكون ملازما لوالدته في النوم وفي المطبخ وعند زيارتها للآخرين، وأن يكون الأطفال الآخرون يلعبون بينما يلتزم الطفل بالجلوس مع والدته.
وأضافت: أول سبب لذلك هو التربية بالدلال الزائد عن الحد، كشراء جميع ما يريده الطفل، والذهاب معه إلى أي مكان يريده، فيشعر الطفل بأن ذهابه يعني خروجه من منطقة الأمان إلى منطقة الخوف، ومن منطقة الراحة إلى منطقة القلق، والسبب الثاني هو الخوف الزائد من الأم على الطفل، منذ أن كان صغيرا جدا تحتويه الأم بخوف شديد، وهذا ما يجعل الطفل مستقبلا يتعلق بوالديه بشكل أكبر.
وتابعت: السبب الثالث هو المخاوف الذاتية لدى الطفل، مثلا أن يكون الطفل تعرض إلى موقف معين كأن يتعرض إلى الضرب من الخادمة أو من أحد أصدقائه، أو تعرض إلى كوابيس، فأصبحت لديه ردة فعل عكسية، لأن الأطفال إذا خافوا يلجؤون إلى أمهاتهم، وهذا من الأسباب الخفية التي نحتاج أن نعرفها مع الأطفال، أما السبب الرابع فهو وجود أمور طارئة أثرت في نفسية الطفل، مثل عمل الأم أو خروجها من البيت أياما طويلة، أو خروجها من البيت بعد خلاف أو وقوع الطلاق، وهذه الأسباب تجعل الطفل بعد عودة والدته يتعلق بها بشكل زائد، والسبب الخامس هو الأب الغائب أو العصبي، أو فقدان دور الأب تماما، ما يجعل الطفل يبتعد عن أبيه ويتعلق بوالدته بشكل أكبر.
أما عن الحلول التي تجعلنا نتخلص من تعلق الطفل المرضي أو الزائد، فقال: معرفة المرحلة العمرية، والطفل دون السنتين يحتاج إلى وجود والدته بشكل دائم، وأن يكون الوالدان قريبين من الابن أو الابنة في هذا العمر، والحزم في الخطوات، وأن يكون الوالدان حازمين في خطواتهما مع الأبناء، وعندما يبكي الطفل لا يتجاوب معه الوالدان بشكل سريع حتى لا يعتقد أن البكاء هو الحل، والتحصين التدريجي بأن تضع الطفل في مواقف مشابهة لكن بسيطة، وإشراكه مع الأطفال تدريجيا، والحوار العاطفي كحضن الطفل وذكر إيجابياته ومعرفة أسباب التعلق.
