بأداء أصيل كالربابة وصوت عزب كالكروان، يردد المسيحي ابن محافظة المنيا «لأجل النبي لأجل النبي.. تكسب صلاتك علي النبي»، مادحا بها الرسول، حبا في نبي الإسلام، حيث برع القبطي الجميل في ترديد أناشيد دينية ومواويل شعبية ليطرب مسامع أصدقائه وجيرانه المسلمين، الذين اعتادوا أن يقضوا السهرات والأمسيات، للتأكيد على الوحدة وعمق المحبة التي لاتعرف فرقا بين مسلم ومسيحي في قرى المنيا.

«عماد» كان يشارك في الحفلات المدرسية ويحيي الليلة المحمدية

قال عماد رزق الله، الشهير بـ «عماد جرجس»، خلال بث مباشر مع «الوطن»، إنه يقيم بقرية صندفا التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا، وحينما كان طالبا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، اعتاد المشاركة في الحفلات الفنية المدرسية ومنها الليلة المحمدية، وكان الجميع يشيد بعزوبة وأصالة صوته، ثم بدأ يغني ويطرب في الأفراح الريفية كنوع من المجاملات وتقديم التهاني لأحبابه وأصحابه ومعظمهم من المسلمين من خلال فقرات فنية وشعبية، وكانت تحظى بقبول واستحسان، ثم تعرف على مجموعة من مطربي الأفراح كان يشاركهم قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ثم اقترح عليه صديقه المسلم «جمعة»، أن يسجل مقطع فيديو لبعض مواويله وأناشيده ليصل صوته للجميع وهو ما حقق رواجا كبيرا، لم يكن يتوقعه.

«جرجس» يستخدم الجردل كطبلة لعدم قدرته شراء الآلات الموسيقية

وأضاف «عماد»، أنه كان يعمل سائقا في كسارات «محاجر»، وكان يحضر جردلا من الألمونيوم لاستخدامه كطبلة ويصدر نغمة الربابة بفمه، لعدم وجود قدرة مالية لشراء الآلات الموسيقية، كنوع من الترفيه لكسر حالة الجمود والملل ولإدخال البهجة علي العمال أثناء عملهم الشاق، مؤكدا أنه يرتجل في جميع مواويله وأغانيه وأناشيده التي يمدح فيها الرسول حبا في أصدقائه وجيرانه المسلمين.

وقال رجب عطية، صديق «عماد»، إنه كمسلم يعتز ويفخر بصداقة أخوه وجاره المسيحي الذي أثبت براعة في مدح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، حتى حقق شعبية كبيرة في مركز بني مزار، من خلال مواويل وأناشيد محترمة وفن راق وأصيل يؤكد على الوحدة والمحبة والتسامح في المنيا، منوها أنه يعشق أنشيد مدح النبي بصوت صديقه عماد جرجس.

وقال جمعة عبدالحميد الحمبولي، من قرية القيس ببني مزار، إنه منذ معرفته بصديقه المسيحي عماد، اقتنع أنه يمتلك موهبة فنية  كبيرة وصوته وكلماته أفضل من الكثير من المشاهير في هذا النوع من الطرب، وأنه يتولى مهمة الترويج لفنه الأصيل من خلال تسجيل مقاطع فيديو ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مما خلق حالة كبيرة من التفاعل بين المواطنين، معربا عن أمله في أن يجد صديقه «عماد» فرصة أفضل تحقق له شهرة واسعة وتجد أصداء تصل للعالمية.