تعميق الشرخ: لماذا تفقد الولايات المتحدة والصين نقاط التواصل
تعميق الشرخ: لماذا تفقد الولايات المتحدة والصين نقاط التواصل
تحت العنوان أعلاه، كتب الخبير في مركز "دراسة آفاق التكامل" فلاديمير نيجدانوف، في "أوراسيا إكسبرت" حول الموقف الأنسب لروسيا من اشتداد المنافسة بين واشنطن وبكين.
وجاء في المقال:بعد الاجتماع بين رئيسي الصين والولايات المتحدة، شي جين بينغ وجو بايدن، في الخامس عشر من نوفمبر، بدا كأن الطرفين يميلان إلى تخفيف حدة خطابهما. وأشار الزعيمان إلى الحاجة إلى علاقات مستقرة للحفاظ على السلام على الساحة الدولية. ومع ذلك، استمر خط دعم واشنطن لتايوان. وفي السادس من ديسمبر، أعلن البيت الأبيض مقاطعة دبلوماسية لأولمبياد بكين بسبب وضع حقوق الإنسان في الصين. بدورها، اتهمت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بإشعال الحروب في العالم تحت ستار الديمقراطية.
تزايد التناقضات بين بكين وواشنطن لا يعني بقاء موسكو على الهامش. فوفقا لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، تتوافر اليوم ظروف "حرب ثلاثية الأقطاب"، ما يعني مواجهة بين الولايات المتحدة والصين في مجال التقنيات المتقدمة، والولايات المتحدة وروسيا لامتلاكهما طاقة كبيرة وإمكانات نووية.
في الوقت نفسه، تقوم موسكو وبكين ببناء استراتيجية مشتركة بشأن التفاعل مع الولايات المتحدة والدول الغربية.
ولكن، بعد قمة الرئيسين الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين وجو بايدن، في جنيف، كانت هناك تكهنات بأن الولايات المتحدة ستحاول استخدام الصين كأداة للتقارب مع موسكو. ووافق العديد من الخبراء على أن الولايات المتحدة تفضل التقارب مع روسيا على تطبيع العلاقات مع الصين. وإلى ذلك، فإن المهمة الرئيسية لسياسة واشنطن الخارجية، في المرحلة الحالية، كما قيل أكثر من مرة هي كسر الشراكة بين موسكو وبكين.
وبالنتيجة، على روسيا أن تأخذ في الاعتبار أن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تؤثر بشكل مباشر في مصالحها الوطنية. على وجه الخصوص، يفتح تقارب روسيا مع هذه الدولة أو تلك فرص المساومة أمامها وتعزيز مواقف موسكو الدولية. في الوقت نفسه، من المهم بالنسبة لروسيا، في الوضع الحالي، أن لا تقع في شرك الالتزامات تجاه الصين أو الولايات المتحدة، وتحافظ على أقصى استقلالية في مواقفها الدولية للمناورة الدبلوماسية حتى لا تصبح ورقة مساومة في "لعبة كبيرة" بين بكين وواشنطن.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
