المستقبل هنا.. «الدستور» تكشف دور كليات الذكاء الاصطناعى فى دعم التحول الرقمى

زار الرئيس عبدالفتاح السيسى، جامعة كفرالشيخ، قبل أيام، واجتمع بالمجلس الأعلى للجامعات، فى زيارة تشريف للجامعة التى تضم أول كلية متخصصة فى الذكاء الاصطناعى، حيث التقى طلابها ووعدهم بفرص عمل فى العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الذكية التى بدأت مصر فى بنائها خلال السنوات الأخيرة.

تأتى زيارة الرئيس لتؤكد جدية مصر فى التوجه نحو التحول الرقمى والتوسع اللامحدود فى استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، لتنفيذ تحول رقمى شامل للجهاز الإدارى للدولة.

ويحظى هذا التحول الرقمى بدعم غير محدود من الرئيس السيسى الذى أكد فى أكثر من مناسبة استعداده لتوفير التمويل اللازم للتوسع فى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى بما يضمن لمصر حسن إدارة البيانات وتحليلها واتخاذ القرارات المناسبة أسوة بالنهج المتبع فى الدول المتقدمة.

وتهدف الكليات المتخصصة فى الذكاء الاصطناعى لتعليم الطلاب برمجة الآلات واسترجاع المعلومات، والتحكم فى الروبوتات والآلات الذكية، وتكنولوجيا أنظمة الشبكات المدمجة وعلوم البيانات. 

«الدستور» التقت عددًا من طلاب كلية الذكاء الاصطناعى، وخبراء المجال، للتعرف على القدرات الحالية لمصر فى هذا المجال وخطط المستقبل القريب ومجالات التطبيق.

 

أحمد عبدالحليم: صممنا روبوتًا لخدمة مصابى «كورونا» فى مستشفيات العزل

قال أحمد على عبدالحليم، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الذكاء الاصطناعى جامعة كفرالشيخ، إنه تردد قبل أن يلتحق بكلية الذكاء الاصطناعى بجامعة كفرالشيخ، لأنه لم يكن على يقين من أن شهادة تخرجه ستضمن له فرصة عمل جيدة فى السوق المصرية.

وأضاف: «شجعنى شقيقى الأكبر على الالتحاق بالكلية وأجرينا بحثًا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعى والوظائف التى يتيحها وتأكدت من أنها الاختيار الأمثل».

وتابع: «الرئيس عبدالفتاح السيسى كان من أهم من شجعونى على الالتحاق بالكلية بعد أن تحدث فى منتدى شباب العالم عن دور الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى ورؤية مصر نحو ٢٠٣٠».

وأوضح: «حصلت على مجموع ٩٨.٥٪ فى الثانوية العامة شعبة علمى رياضة، وكان بإمكانى الالتحاق بكلية الهندسة، لكنى فضلت كلية الذكاء الاصطناعى والحمد لله لم أندم على اختيارى».

واستطرد: «جرى إنشاء الكلية عام ٢٠١٩، وتوجد بها ٣ دفعات، والتخصصات تشمل برمجة الآلة واسترجاع المعلومات، الروبوتات والآلات الذكية، وتكنولوجيا أنظمة الشبكات المدمجة، وعلوم البيانات، إضافة إلى قسم الذكاء الاصطناعى الحيوى الذى يهتم أكثر بالمجال الطبى».

وعن مميزات الدراسة بالكلية قال: «أعضاء هيئة التدريس متعاونون ويدعموننا ويشجعوننا على تطبيق أفكارنا وتحويلها إلى أشياء ملموسة، ونجحت بالفعل مع زملائى فى تصميم روبوت للخدمات الطبية يستخدم حاليًا فى غرف العزل الخاصة بمصابى فيروس كورونا فى مستشفى كفرالشيخ الجامعى».

زياد الخولى:  أنتظر فرصتى للعمل بالعاصمة الإدارية والمدن الذكية

زياد هشام الخولى، طالب بالمستوى الثالث بكلية الذكاء الاصطناعى بجامعة كفرالشيخ، أكد أن كليته هى أول كلية من نوعها فى مصر، ويدرس داخلها علوم الذكاء الاصطناعى وبعض المقررات العلمية الموجودة فى كليات أخرى، مثل الحاسبات والمعلومات والهندسة والعلوم.

وأوضح «الخولى»: «تضم الكلية ٤ تخصصات، هى الروبوتات والآلات الذكية، وتعلم الآلة واسترجاع المعلومات، وعلوم البيانات، وتكنولوجيا أنظمة الشبكات المدمجة»، مؤكدًا أن الكلية لها مميزات كثيرة، إذ تعلم الطلاب أن الذكاء الاصطناعى هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها.

وتابع: «ندرس الذكاء الاصطناعى من السنة الأولى، على عكس الكليات الأخرى، التى تبدأ تدريس الذكاء الاصطناعى من السنة الثالثة (سنة التخصص)، وذلك لأن كليتنا تركز أكثر على تعليم علوم الذكاء الاصطناعى وتقنياته»، مضيفًا: «كما ندرس برنامج الذكاء الاصطناعى الحيوى، وهذا البرنامج مهم فى المجال الطبى».

وأشار إلى أن الدراسة فى الكلية تستمر ٤ سنوات، ويتخرج الطالب حاملًا بكالوريوس فى علوم الذكاء الاصطناعى، لافتًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وعد بتوفير فرص عمل للخريجين فى العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الذكية، فضلًا عن أن خريج هذه الكلية يمكنه العمل فى قطاعات كثيرة، لأن الذكاء الاصطناعى أصبح عنصرًا أساسيًا فى كل القطاعات.

وقال: «حينما حصلت على شهادة الثانوية العامة، كان متاحًا أن ألتحق بكلية حاسبات ومعلومات خارج محافظتى، وكنت أنوى الالتحاق بها، ثم قرأت عن مجال الذكاء الاصطناعى، وتحمست لأنه مجال جديد ولأن الدراسة داخل محافظتى، وأحمد الله على أننى اتخذت هذا القرار، وأحلم بأن أشارك فى بناء بلدى».

عبدالرحمن الدجوى: أتمنى أن أصبح مبرمجًا

كشف عبد الرحمن الدجوى، طالب بالفرقة الأولى بكلية الذكاء الاصطناعى بشبين الكوم، عن أنه التحق بالكلية لأنها مميزة ونادرة، واختار تخصص «machine intelligence»، مؤكدًا أنه كان يحلم بالالتحاق بهذه الكلية منذ أن كان طالبًا بالمرحلة الثانوية: «كنت بدور على كلية أدرس فيها الهارد وير والسوفت وير».

وأضاف «الدجوى» أنه كان متوترًا فى البداية حينما كتب هذه الكلية كرغبة أولى، لأنها تجمع بين برامج كليتى الحاسبات والمعلومات والهندسة، لكن الشجاعة غلبت القلق وقرر خوض التجربة. وتابع: «هذا التخصص مطلوب فى السوق، لكن على الدارس أن يطور أدواته دائمًا»، متمنيًا أن يعمل فى البرمجة عقب التخرج.

إسلام خضر: البيانات الدقيقة تحسن أداء المؤسسات

أكد المهندس إسلام خضر، الخبير فى مجال البرمجة، أن الذكاء الاصطناعى يمثل المستقبل، خاصة أن العالم كله أصبح معتمدًا بشكل أساسى على التقنيات الحديثة والتكنولوجيا لحل الأمور المعقدة، ما أسهم فى تطوير أنماط التعلم والذكاء الآلى. وأوضح أنه من خلال الذكاء الاصطناعى يمكن إنشاء أنظمة حاسوبية لجميع المجالات الاقتصادية والصناعية والطبية والاجتماعية، من أجل تحسين أداء الشركات وأجهزة الدولة ومؤسساتها استنادًا إلى البيانات والمعلومات الدقيقة. وقال: «العالم أجمع يتجه الآن إلى تطبيق الذكاء الاصطناعى فى كل المجالات، وهذا ما بدأت مصر فى تنفيذه بالفعل فى إطار استراتيجية مصر الرقمية، التى تسهم فى زيادة الاعتماد على البيانات والبرمجة فى كل الأمور التى نتعامل معها يوميًا».

وأشار إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعى التطبيقى تقدم ميزة تنافسية تدركها الشركات بشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة، عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعى التى تسهل الأعمال، ما جعلها تمثل أولوية فى كل القطاعات. ولفت «إسلام» إلى أنه يعمل حاليًا لدى كبرى الشركات المتخصصة فى البرمجيات، ويشارك فى أحد المشروعات الضخمة لتطوير تطبيق جديد متخصص فى توفير الوظائف وفرص العمل المختلفة بكل المجالات، بالإضافة إلى تقديمه دورات تدريبية متخصصة لتعليم المهارات الجديدة فى مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعى.

محمود فرج: تعاظم دوره فى المجال الطبى بسبب كورونا

أثنى المهندس محمود فرج، خبير تكنولوجيا المعلومات، على اهتمام مصر بالذكاء الاصطناعى وتطوير هذا المجال بهدف تعظيم الاستفادة منه، بما يتماشى مع توجه العالم للاعتماد على التكنولوجيا ورقمنة جميع القطاعات.

وقال إن مفهوم الذكاء الاصطناعى يمثل محاكاة للعقل البشرى بواسطة الآلة أو الكمبيوتر، وذلك من خلال التعليم العميق وتعليم الآلة. 

وأضاف: «التعلم العميق وتعليم الآلة يعنيان إدخال أكبر قدر من البيانات والمعلومات لهذه الآلة أو الروبوت، التى ستحل محل الإنسان للقيام بالأعمال المختلفة وإنجازها بشل دقيق ومثالى». 

وأشار إلى أن مفهوم الذكاء الاصطناعى ليس جديدًا، بل ظهر لأول مرة منذ عقود، عند إطلاق برنامج كمبيوتر يستطيع لعب الشطرنج ومنافسة العقل البشرى، لافتًا إلى أن ذلك هو ما يجرى تطبيقه حاليًا لكن بشكل أكبر وأشمل وفى مختلف مجالات الحياة. وتابع: «مؤخرًا تعاظم دور الذكاء الاصطناعى، وتسببت جائحة كورونا فى زيادة الحاجة إلى الروبوت واستخدامه فى المجال الطبى، لاسيما فى التعامل مع المرضى المصابين بالأمراض المعدية وشديدة الخطورة، وكذلك فى إجراء العمليات الجراحية من الألف للياء دون تدخل العامل البشرى». ولفت «فرجى إلى أنه يمكن للدولة الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى كل المجالات والقطاعات، إذ يمكن تعليم الروبوت وبرمجته فى أكثر من تخصص عن طريق إدخال البيانات والمعلومات المتعلقة بكل مجال، مع ضمان قيامه بكل الأمور بدقة بالغة وسرعة متناهية.

عمرو الشعراوى أصغر محترف برمجة:  أقول للشباب ادخلوا المجال دون تردد ويمكننا أن ننافس عالميًا

عمرو الشعراوى هو أصغر محترف تعتمده شركة «مايكروسوفت» العالمية فى تكنولوجيا «الذكاء الاصطناعى»، ويدرس حاليًا فى كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة أكتوبر للعلوم والتكنولوجيا الحديثة.

شغف «عمرو» بعلوم البرمجة بدأ عندما كان طفلًا صغيرًا، فوقتها كان دائمًا ما يُجرى تجارب على الإلكترونيات فى منزله، ويُصلح لأهله أى جهاز إلكترونى به عطل، وهو ما لاحظه والداه، فأطلقا عليه «عمرو مايكروسوفت»، وعملا على تنمية ما يملكه ابنهما من موهبة.

وعندما التحق «عمرو» بالمدرسة، لاحظ المعلمون شغفه بالبرمجة، وكانوا يطلبون مساعدته كنوع من التشجيع، ويرشحونه لمسابقات فى هذا المجال، سواء محلية داخل مصر أو دولية على مستوى العالم، ودائمًا ما كان يحصل فيها على مراكز متقدمة.

وفى حديثه مع «الدستور»، قال «عمرو»: «رغم أن الاهتمام بالذكاء الاصطناعى ظهر مؤخرًا، قابلت الكثير من النوابغ فى هذا المجال داخل مصر، وكان أحد أهدافى أن أصل إلى مستواهم، والحمد لله استطعت أن أصل إلى مكانة لم يحققها أحد من قبلى».

وكشف عن أنه كان يدرس فى كلية الصيدلة بجامعة أكتوبر ذاتها، قبل أن يغير مجال دراسته إلى الذكاء الصناعى، مبينًا أن «الدولة اهتمت بمجال الذكاء الاصطناعى مؤخرًا، وبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى يوجه بافتتاح كليات جديدة متخصصة فى هذا المجال، وهو ما شجعنى على ترك الصيدلة والاتجاه لدراسة الذكاء الاصطناعى، لأنه يمثل علم المستقبل، وبسبب شغفى بعلوم البرمجة منذ الطفولة».

واعتبر أن طلاب كليات «الذكاء الصناعى» يملكون بين أيديهم مستقبل مصر، وتغييره إلى الأفضل، مضيفًا: «لدينا من العقول النابغة فى هذا المجال ما سيمكّن مصر من المنافسة فيه عالميًا».

وكان لجامعة أكتوبر للعلوم والتكنولوجيا الحديثة دور كبير فى الاهتمام بموهبة وشغف «عمرو» بـ«الذكاء الاصطناعى»، بعدما بدأت فى تنفيذ برنامج للمهتمين بهذا المجال، وكان جزءًا من استراتيجية التحول الرقمى التى أطلقتها الجامعة لتجهيز كل أعضاء هيئة التدريس لتحديات عصر «الذكاء الاصطناعى» و«الثورة الصناعية الرابعة»، وتطوير المناهج الدراسية ومشاريع الطلاب باستخدام تقنيات هذا المجال.

وبعد اشتراك «عمرو» فى البرنامج وتنفيذه العديد من المشروعات، ورغم عدم وصوله إلى النهائيات لارتباطه وفريقه باختبارات كلياتهم، جذبت مشروعاته اهتمام شركة «مايكروسوفت» العالمية، والتى أرسلت إشادة بـ«عمرو» وموهبته، داعية إياه للالتحاق بتدريباتها لتحسين مستواه، وبالفعل دخل عدة مسابقات فى الشركة، حتى تم اعتماده كأصغر محترف «ذكاء اصطناعى» فى «مايكروسوفت».

وتطرق إلى المشروعات التى نفذها قائلًا إن أولها ارتبط بعلوم الصيدلة التى كان يدرسها فى الجامعة قبل تغيير مجاله، وكان يعتمد على علم الأعصاب، واستهدف «تحليل الذكاء الاصطناعى للإشارات العصبية، وعلى أساسها نستطيع الوصول لأنماط تبين أسباب الأمراض، مع استخدام تقنيات أخرى فى علاجها».

وأضاف: «المشروع كان مصممًا لأمراض نفسية وعضوية مثل الصرع والاكتئاب، واستطعنا من خلاله إيجاد حلول لمشكلة الإدمان، وقد حاز على تقدير ودعم كبير من جامعته وشركة مايكروسوفت».

وواصل: «لدىّ مشروعات أخرى فى مجال علاج المرضى وتقليل الحوادث وغيرها، مما يساعد الدولة فى الاقتصاد والصحة والنقل وغيرها من المجالات». 

وعن مشروعاته الحالية والمرتقبة، قال «عمرو»: «نعمل على مشروع جديد مرتبط بالذكاء الاصطناعى، سيفيد جميع جامعات مصر ويُحدث طفرة كبيرة، على أن يتم الإعلان عنه فى القريب العاجل، إلى جانب العمل على تطوير مشروعاتى السابقة، وسط دعم كبير أتلقاه من كلية الذكاء الاصطناعى بجامعتى».

وشدد على أن «شغف الشباب وأفكارهم الطموحة ستكون القوة العظمى التى ستغير مصر بشكل إيجابى»، لافتًا إلى أن حلمه هو مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن يكون أحد عمالقة مجال الذكاء الاصطناعى عالميًا.

واختتم بتوجيه نصيحة لطلاب مصر، قائلًا: «بكرر نفس نصيحة سيادة الرئيس للطلبة الذين يفكرون فى دراسة الذكاء الاصطناعى: (ادخلوا المجال دون خوف أو تردد لأنه مستقبل مصر)».

تاريخ الخبر: 2021-12-16 20:24:11
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية