خلف إنجازات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، فى مختلف محافظات مصر، يقف جنود مجهولون يواصلون الليل بالنهار؛ لوضع التصميمات المناسبة للمشروعات الجديدة وتطوير المشروعات القائمة، وتجهيز الرسومات المطلوبة لكل المبانى المطلوبة لتطوير كل المرافق والقطاعات الخدمية وتحسين معيشة المواطنين بالريف المصرى.

وخلال حديثهم إلى «الدستور»، أشاد المهندسون المشاركون فى مبادرة «حياة كريمة» بهذه المبادرة، وما أنجزته من مشروعات هائلة فى أوقات قياسية، مؤكدين أن كل هذا الإنجاز لم يكن ممكنًا لولا إيمانهم بمصر وشعورهم بالمسئولية عن تحسين معيشة أهلهم فى كل ربوع هذا الوطن.

وليد عبدالله: جميع الجهات تتعاون لتنفيذ المشروعات

قال المهندس وليد عبدالله، مدير عام ملف مبادرة «حياة كريمة» بشركة العبد، محافظة قنا، إن شركته هى إحدى شركات القطاع العام التى تسهم فى تنفيذ العديد من مشروعات المبادرة الرئاسية، منها عدة مشروعات بأسوان والمنيا وسوهاج، وتتخصص فى تنفيذ مختلف أعمال البنية التحتية وتطويرها.

وأضاف أنه عمل فى مركز الوقف بمحافظة قنا، على عدة مشروعات عبارة عن مبانٍ خدمية وحكومية، وشارك فى تنفيذ العديد من محطات معالجة مياه الصرف الصحى، ومحطات مياه الشُرب، وعدد من المجمعات الزراعية، وبعض الكبارى العلوية فوق النيل. 

ووصف «عبدالله» تجربته فى العمل مع مبادرة «حياة كريمة» بأنها الأفضل على الإطلاق، لما وجده من دور عظيم لعبته فى تطوير القرى المصرية وخدمة آلاف من الأهالى، الذين كانوا فى حاجة ماسة للخدمات الأساسية منذ سنوات بعيدة.

وأكد تعاون جميع الجهات الحكومية والأهلية لتنفيذ مشروعات «حياة كريمة»، خاصة ما يتعلق باستصدار التراخيص وإنهاء المعاملات الورقية؛ ما يسهم فى تسريع وتيرة العمل وتسهيل الإجراءات، مع تمكين المهندسين من اختيار الأراضى المناسبة لكل مشروع على حدة.

وأشار إلى أن الشركة القابضة للتشييد والتعمير، تواصل من خلال شركاتها التابعة، إنجاز مشروعات «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف، بتكلفة تقدر بـ١٢ مليار جنيه تشمل تنفيذ مشروعات إنشاء مرافق ومبانٍ خدمية. وبحسب التقديرات تتراوح نسب الإنجاز بين ٣٠٪ و٩٠٪ بمختلف المشروعات. وأكد «عبدالله» أن هناك ما لا يقل عن ٣ آلاف شركة مقاولات، تشارك فى المشروع القومى لتطوير قرى الريف، معظمها شركات صغيرة ومتوسطة.

إسلام الدهرين: سيتم تطوير القرى بشكل كامل

وصف المهندس إسلام الدهرين، المهندس المعمارى والمشرف على مشروعات الأبنية التعليمية بمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة الأقصر، شعوره حول المشاركة فى المبادرة بأنه شعور المواطن المحب لبلده، الباحث عن المساهمة فى تطوير مناطقها المحرومة من الخدمات المتكاملة، وتحقيق أحلام أهلها، مؤكدًا أن هذا هو واجبه نحو وطنه وأهله. 

وأوضح أن مبادرة «حياة كريمة» لا تتوقف عند تنفيذ بعض المشروعات بالقرى، بل تعمل على تطوير تلك القرى على جميع الأصعدة، مع تحسين كل المرافق والقطاعات، مثل قطاعات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى، بالإضافة إلى تطوير الأبنية التعليمية وتوفير المناطق الترفيهية للشباب، فضلًا عن تنفيذ مجمع الخدمات الذى يوفر على أهالى القرى مشقة السفر للمدن لقضاء المصالح.

وقال: «لى الفخر بالمشاركة فى عدد من هذه المشروعات التى لاقت استحسان المواطنين والمسئولين، وذلك لأنها نُفذت بحب ورغبة حقيقية فى خدمة أهلنا بالقرى والنجوع». 

وعن الصعوبات التى واجهته أثناء العمل، قال: «عادة ما يعانى المهندسون المعماريون من تعقد الإجراءات الحكومية والروتين، لكن ذلك لم يحدث معنا فى حياة كريمة فى ظل التسهيلات الشاملة، وتعاون أجهزة الدولة لتسهيل الإجراءات وتوفير كل المستلزمات، ما يساعد على إنجاز العمل بأقصى سرعة». 

هبة الباجى: نقدم رسالة للإنسانية وليس مجرد عمل

ذكرت الدكتورة هبة محمد الباجى محمد، مدير مشروع «حياة كريمة» بأسيوط، ومهندسة بجهاز تعمير وسط وشمال الصعيد، أنه تم تدريب المهندسين بشكل جيد على أداء العمل المطلوب، وتوفير جميع الاحتياجات التى يتطلبها تنفيذ المشروعات الموكلة إليهم.

وأكدت «هبة» أنه على الرغم من صعوبة تخصص الهندسة المعمارية على السيدات بسبب العمل الميدانى ومشكلاته، لم تشعر بأى مصاعب خلال عملها بالمبادرة، حيث يتغلب الشعور بالفخر على تعب وإرهاق العمل.

وذكرت أنها شاركت فى العديد من المشروعات التى نفذتها «حياة كريمة» منها المُجمعات الخدمية التى تحتوى على مركز تكنولوجى ومكتب بريد ومكتب للتضامن الاجتماعى وشهر عقارى، وكذلك عدد من الوحدات المحلية الأخرى، إضافة إلى مشاركتها فى تنفيذ المجمعات الزراعية، وبعض وحدات الإسعاف وعمارات «سكن كريم».

ووصفت أوقات العمل بالمبادرة بلحظات السعادة الحقيقية، خاصة عند مشاهدة الفرح فى عيون أهالى القرى حين يرون أعضاء المبادرة، وهم يُنفذون أعمال التطوير والإصلاح داخل قراهم.

وقالت: «أشعر حينها بأننا نُقدم رسالة للإنسانية وليس مجرد عمل»، منوهة بأن المبادرة حققت خدمات لا حصر لها، لذا يجب على كل من شارك فيها أن يشعر بالفخر والسعادة، نظرًا لما قدمه من خدمات للآلاف من الأهالى، مُعتبرة «حياة كريمة» واحدة من أعظم مشاريع القرن.

محمود المُر: نخضع لتدريبات مكثفة.. والخطأ ممنوع

شدد المهندس محمود المُر، أحد المهندسين المشاركين فى مشروعات مبادرة «حياة كريمة» بمحافظة المنيا، على أن «الخطأ ممنوع» فى كل المشروعات التى ينفذونها ضمن المبادرة الرئاسية. وقال «المُر»، لـ«الدستور»: «المشروعات التى ننفذها ضمن المبادرة مرتبطة بجدول زمنى دقيق وضعته أجهزة الدولة المعنية، وفى حال ارتكب المهندس المنفذ خطأ، يترتب على ذلك الإخلال بهذا الجدول الزمنى، وهو أمر غير مسموح نهائيًا فى مشروعات الدولة».

وأضاف: «لذلك يتم اختيار المهندسين المعماريين المشاركين فى تنفيذ مشروعات المبادرة وفقًا لمجموعة من المعايير الدقيقة، على رأسها الخبرة التى تؤهله للعمل فى تلك المشروعات، إلى جانب قدرته على التعامل مع عدد كبير من العمالة، بما يُمكنه من إنجاز المشروع بسرعة وبأعلى جودة».

وكشف عن خضوع مهندسى مشروعات «حياة كريمة» الجدد لتدريبات مكثفة فى هذا الإطار، قبل إلحاقهم بلجان المتابعة والإشراف والاستلام للمشروعات، بما يضمن تنفيذها بجودة عالية تسهم فى تقديم خدمات متميزة تحقق رضا المواطنين.

وأشاد بحرص «حياة كريمة» على أن تكون ٩٠٪ من العمالة الموجودة فى أى مشروع من أهالى القرية التى يُنفذ بها، ما يسهم فى القضاء على مشكلة البطالة فى القرى المستهدفة بالمبادرة الرئاسية، وبالتالى تحسين مستوى معيشة سكانها، فضلًا عن جعلهم أكثر حرصًا على تنفيذ المشروعات بأعلى جودة، باعتبارها تُبنى بأيديهم لهم ولأبنائهم.