رغم استنزاف وشح المياه في كثير من المزارع، فإن منطقة نجران تمكنت من إنتاج 300 ألف طن حمضيات، فيما أوضح مدير مركز أبحاث البستنة المهندس سالم بالحارث أن المزروع من أشجار الحمضيات في نجران تقريبًا حوالي 300 ألف شجرة منها 200 ألف ليمون، و50 ألف برتقال، 50 ألف يوسفي، وهذه الكمية من الإنتاج يتم بيعها أو توريدها أو تصديرها إلى أسواق نجران ومناطق المملكة المختلفة.

عائد مادي

ويقول المزارع محمد آل عباس، إن الحمضيات من الأشجار التي تتعرض للكثير من الآفات وتعتبر معمرة وذات عائد مادي مربح، ومن أكثر المناطق إنتاجا لها نجران وتبوك والحريق والقصيم، مشيرا إلى أن الحمضيات من المشاريع الزراعية الأكثر ربحية ولها فوائد من ناحية التصحر، وتعتبر أشجار الحمضيات من أفضل الأشجار كمصدات للعواصف وتحرك التربة.

استنزاف المياه

ويضيف المزارع مسلم آل دويس أن منطقة نجران تتصف بأنها منطقة زراعية بامتياز أكسبها هذه الصفة خصوبة أرضها ووفرة مياهها واعتدال مناخها خصوصًا في غرب المنطقة «نجران القديمة»، أما شرق المنطقة فأثر عليه كثيرًا استنزاف المياه غير المقنن ما أدى إلى شح الماء في كثير من المزارع، ولكن ما زالت همة المزارعين ونشاطهم حاضرة تتغلب على هذه المشكلة إلى حد كبير باستخدام وسائل الزراعة الحديثة ولو أمعنا النظر في تاريخ المنطقة الزراعي لا تضح أنها أرض النخيل بالطبيعة والفطرة منذ الأزل، غير أنه منذ الثمانينيات من القرن الميلادي السابق اهتم المزارعون بزراعة الحمضيات وشجعتهم على ذلك الحكومة وازدهرت زراعة الحمضيات لدرجة أن إنتاجها يكاد يصل الى كل مناطق المملكة، مشيرًا إلى جودة المنتج في المنطقة وخلوه من الكيماويات وهناك بعض المزارع تحتضن الاف الأشجار من البرتقال والليمون واليوسفي وغيرها، ولعل وجود مركز البستنة في نجران كان له اكبر اثر على انتعاش الزراعة في نجران بشكل عام.

أيد عاملة

وتتمثل أهم المعوقات لزراعة الحمضيات في قلة توفر الأيدي العاملة المدربة، وشح المياه وارتفاع نسبة الأملاح، وشراء البعض الشتلات من مصادر غير موثوقة، وعدم اختيار الأصول المناسبة للمنطقة، وعدم تطبيق برامج الخدمة الزراعية مثل التسميد المناسب والوقاية، فضلًا عن عرض المنتج بطريقة بدائية، وعدم وجود مصانع للترويج والفرز والتعبئة وثلاجات التخزين خلال فترة التسويق.