هذه تدوينة مهمة دائرة على بعض المواقع، تستحق، أولاً، التدقيق للتثبت من دقة تفاصيلها. ثم، ثانياً، وحتى إذا اتضح أنها غير مطابِقة، فهى جديرة بالبحث فى إمكانية الأخذ بمضمونها فى مصر. وهى من مواطنة مصرية تعيش فى استراليا منذ رُبع القرن تخاطب المصريين فى مصر، الذين يتوهمون أن الدول الثرية تُغدِق على المتعطلين لديها بما يسمونه (معاشات البطالة)! وتصحح لهم قائلة إن تسمية هذا الدعم هى (معاش باحث عن عمل)، لأن استراليا لا تدعم سوى الجادين فى البحث عن عمل، وتتابع بدقة لتضمن جدية الباحث عن عمل. ومن ذلك أن عليه فى نهاية كل أسبوعين، وهى وتيرة استلامه للدعم، أن يخضع لمساءلة عما إذا كان تحصل على أى دخل من أى عمل، حتى إذا كان جليساً للأطفال، ليخصموها من الدعم. وعليه كذلك أن يثبت أنه قدم على الأقل لعشرين وظيفة، ويذكر كل التفاصيل، مكان العمل والوظيفة التى قدم لها..إلخ. وإذا لم يلتزم بهذا فقد الدعم. أما إذا استمر على هذه الحالة لمدة 3 أشهر، أرسلوه لجهة أخرى يسألونه لماذا تأخر فى إيجاد وظيفة، ويقترحون عليه أن يأخذ كورسات فى مجال ما ليطور مهارة مطلوبة فى سوق العمل. مع ملاحظة أن قيمة المعاش لا تضمن له إلا الطعام والمواصلات فقط، أى أنه لن يتمكن من هذا الدخل من دفع إيجار بيت أو فواتير الكهرباء والمياه والموبايل.
القاعدة المهمة هى أن استراليا تلزم الجميع بالعمل حتى الـ74 عاماً، وعلى كل شخص أن يكون عاملاً أو باحثاً عن عمل، ولا يُعفَى من هذا إلا من لديه أطفال دون الـ8 أعوام. وأما الغرض من تشدد الدولة، فهو أنها ترسخ قيمة العمل، ولكى تضمن توسع قاعدة العاملين الجادين التى من فوائدها المتعددة أنهم يدفعون للدولة ضرائب تساعدها على القيام بمسئولياتها الهائلة التى منها دعم الجادين فى البحث عن عمل.
وتقول صاحبة التدوينة: لكِ الله يا مصر، التى يُطلَب منها أن تقدم أنواعاً من الدعم فى كل شىء!!.
*نقلا عن الأهرام
