تقع مسؤولية اكتشاف مواهب النشء بشكل كبير على أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات، فعليهم تسجيل أبنائهم والطلبة، التي تظهر عليهم سمات الموهبة فورا في البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، وقال مدير عام مركز التميز بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» د. خالد الشريف: حينما نتحدث عن خصائص الطلبة الموهوبين، فمعظم الدراسات تفترض أن للطلبة الموهوبين خصائص وسمات وقدرات يمكن قياسها وملاحظتها، وهي التي تميزهم عن غيرهم من أقرانهم، وهذه الخصائص يمكن ملاحظتها في سنوات مبكرة، ومن المهم لنا كمربين أن نتعرف على هذه السمات لسببين رئيسين: الأول أنها تساعدنا على اكتشاف هؤلاء الطلبة الموهوبين، والأمر الآخر أنها سوف تساعدنا على تصميم وتلبية احتياجات المجالات العلمية الخاصة بهم.
خمس خصائص
وأضاف: قبل أن أفصل في خصائص الطلبة الموهوبين ينبغي النظر إلى عدة اعتبارات، أولها أن هذه الخصائص لا تتوافر جميعها في الطالب الواحد ولكنها على درجات مختلفة، أيضا تتفاوت في نوع وكم الخصائص، فبعضها يظهر دائما وكثيرا، وبعضها يظهر بشكل متوسط، أيضا بعض هذه الخصائص لا تظهر في المراحل المبكرة من العمر، ومع النمو العقلي للابن أو الابنة يظهر فيه جزء من هذه السمات، ويمكن أن أصنفها إلى خمس خصائص أساسية، وهي: خصائص معرفية، وخصائص إبداعية، وخصائص دافعية، وخصائص القيادة وخصائص انفصالية.
نمو القدرات
وتابع: فيما يتعلق بالخصائص المعرفية، فنقصد بها النمو المبكر في القدرات الذهنية، ومن مؤشراتها النمو السريع في الكلام، والحركة والمشي والقراءة المبكرة نسبيا مقارنة بالأطفال العاديين، أيضا سرعة الفهم والاستيعاب السريع، يتمتع أيضا الطالب الموهوب بذاكرة جيدة وقدرة عالية على التركيز، وقوة ملاحظة، وطرح الأسئلة العميقة والفاحصة، ويكون لديه أيضا نوع من أنواع الفضول الذهني العالي، وحب الاكتشاف، وحب القراءة والاطلاع، وامتلاك المعلومة تفوق أقرانه في نفس العمر، والقدرة العالية على المعالجات الذهنية للمعلومات، وقد يفضل بعضهم التعلم المنفرد والعمل المستقل، والقدرة على تأليف القصص وروايتها، واستيعاب المفاهيم المجردة، يمكن كذلك أن يستوعب بشكل جيد المبادئ والقواعد الرياضية بسهولة، ويدرك المسافات والمساحات والأحجام بشكل واضح عن أقرانه، وجميع ما سبق يمكن تصنيفه ضمن الخصائص المعرفية.
مرونة ذهنية
وعن الخصائص الإبداعية، قال: هي مثل امتلاك الموهوب مرونة ذهنية في التعامل مع التحديات، وتوليد أفكار غير مألوفة، والقدرة على الخروج من نمطية التفكير، والقدرة على إنتاج الأفكار الجديدة والمختلفة في كل مرة، وتعدد زوايا النظر للأفكار واستخراج علاقات بينها، وأحيانا يطرح إجابات مفاجئة وغير متوقعة، ولديه سعة في الخيال وحب الاستطلاع، ويريد أن يتعمق أكثر من وجود أفكار سطحية، وقد يكون عنده استقلالية جيدة واضحة في عماليات التفكير، وقد يكون واضحا في كتاباته، كأن يكون لديه نوع من الكتابة الإبداعية، هذه كلها ضمن الخصائص الإبداعية.
الدافع الداخلي
وأوضح كذلك الخصائص الدافعية، قائلا: كأن يكون لديه نوع من الإصرار والمثابرة في إنجاز الأمور، وأن يتمتع بدافع داخلي للإنجاز، ويتضح أنه ينجز العمل في وقته المحدد أو في وقت قصير أسرع من أقرانه، والقدرة على قيامه بأكثر من عمل في وقت واحد، وهذا يميز الطالب الموهوب، أيضا تتميز أعماله بالدقة، كذلك التمتع بالقدرة العالية على مواصلة العمل والإنجاز في الأعمال الصعبة، أي لا يشعر بالإحباط أو يصيبه الملل بسرعة.
تحمل المسؤولية
وأشار إلى أن هناك أيضا الخصائص القيادية، وهي التي قد تظهر عند الطلبة الموهوبين، كقدرته العالية على تحمل المسؤولية، والثقة العالية بالنفس في طرحه وفي أفكاره، والقدرة العالية على تحفيز الآخرين للعمل، والقدرة على الإقناع، فعند حديثه يتمكن من إعطاء حجج جيدة ومقنعة، ويتضح ذلك في قيادته زملاءه في المهام التي يشتركون فيها، خصوصا إن كان هناك مجموعات عمل، وأحيانا يشارك كقائد للفريق فتظهر فيه هذه السلوكيات.
عمق الانفعال
واختتم بقوله: النقطة الأخيرة هي الخصائص الانفصالية الانفعالية، فقد يكون عميق الانفعال، أي عندما يحزن يحزن كثيرا، وإذا فرح فرح كثيرا، وفي أحيان يصبح حساسا، وبعض الطلبة يكونون حساسين وانفعالين أكثر، ويشعرون أحيانا بالاختلاف وأحيانا بالوحدة، لأنهم غير مرتبطين كثيرا بأقرانهم، كما قد نجد لديهم توقعات عالية من ذاتهم، ونلاحظ لديهم التفاعل أكثر مع الأكبر سنا، لأنهم قد يرون أن أقرانهم ليس لديهم مثل هذا النمو الفكري العالي، فيكونون حريصين على الجلوس مع مَن هم أكبر منه عمرا.
