إذا كانت الدولة تفكر فى الاكتفاء بزراعة الأشجار المثمرة، والتوقف عن زراعة أشجار الزينة، فعليها أن تراجع نفسها سريعًا، وسوف تكتشف أن هذا التوجه من جانبها ليس ممكنًا ولا يجوز!.
ليس ممكنًا ولا يجوز.. لأن شرم الشيخ، التى تتهيأ لاستقبال قمة المناخ العالمية فى نوفمبر المقبل، لا يمكن أن تستقبل ضيوفها القادمين من أنحاء العالم، بينما القاهرة تقرر زراعة الأشجار المثمرة وتمنع أشجار الزينة، التى هى الأصل فى أى توازن بيئى عندنا وفى العالم.. لا الأشجار المثمرة أبدًا!.
ليس ممكنًا ولا يجوز.. لأن أشجار الزينة هى التى تصد الرياح المُتربة عن المناطق العمرانية، وهى التى تعمل على تماسك التربة فى شواطئ المجارى المائية والقنوات والترع، وهى التى تحفظ البيئة وتعزز مناعتها.. لا الأشجار المثمرة على الإطلاق!.
ليس ممكنًا ولا يجوز.. لأن أشجار الزينة لا تحتاج إلى رى دورى منتظم، ولا إلى سماد فى مواسم محددة، ولا إلى عمال للرعاية والحراسة، ولا إلى شىء من الجهد الذى تحتاجه الأشجار المثمرة!.. ثم بعد ذلك تعطينا ما لا تعطينا إياه الأشجار المثمرة!.
ليس ممكنًا ولا يجوز.. لأن لدينا من أشجار الزينة ثروة كبيرة من أيام أسرة محمد على باشا، وبالذات من أيام الخديو إسماعيل، الذى استقدم أشجارًا للكافور تعيش قرنًا وقرنين من الزمان.. وهكذا الحال فى بقية هذا النوع من الأشجار التى تعمر لأزمان طويلة.. بينما العكس تمامًا نجده فى الأشجار المثمرة التى لا تعمر بطبيعتها، والتى تتساقط أوراقها فى الكثير من أوقات السنة، والتى لا تفيد البيئة والصحة العامة بواحد على عشرة من الفائدة التى تحصل عليها أجسامنا من أشجار الزينة!.
ليس ممكنًا ولا يجوز.. لأن الطيور التى تحفظ التوازن البيئى تجد مكانها أعلى أشجار الزينة، وتعيش فوقها، وتبيت على فروعها.. لا على الأشجار المثمرة بأى حال!.
ليس ممكنًا ولا يجوز.. لأن البيئة فى أنحاء الدنيا تعنى أول ما تعنى أشجار الزينة وحدها ولا تعنى غيرها. وفى غير وجودها لا وجود لبيئة تحفظ على الإنسان شيئًا من صحته النفسية وغير النفسية.. والأشجار المثمرة فى المقابل لا وجود لها فى هذا الباب ولا محل لها من الإعراب!.. كل شىء يدعونا إلى التمسك بأشجار الزينة لا التفريط فيها لأنها تعنى حياتنا فى الأساس!.
*نقلا عن المصري اليوم
