- طارق غانم
بات التغير المناخي واقعا يرخي بظلاله “القاتمة” على الأرض ويسلبها انتظامها الزراعي الطبيعي، ويفرض شروطه على الحاضر والمستقبل ومن خلاله التحكم في نمط عيش أمم وشعوب.
ومع هذا أصبحت ضرورة اللجوء إلى اعتماد تقنيات حديثة ومبتكرة أكثر إلحاحا وحاجة من ذي قبل تعمل على الحفاظ على وتيرة الإنتاج والتنوع البيولوجي وتحييد الأمراض التي تصيب النباتات.
من واقع المناخ وتقلباته الفجائية تتشعب طرق مختلفة في الحيلولة دونما انعكاس لتداعياته، هو حتما ما اختاره المغرب بعدما انخرط مبكرا في ثورة زراعية، تروم بحث زراعة أكثر مرونة واستدامة تساعد على تقوية الأمن الغذائي في المستقبل.
في هذا الإطار يقول عالم التربة، فيصل الكبيدي، إن التفكير العلمي في إنهاء هذا المشكل سبق إليه المغرب في دراسات وأبحاث عديدة، ويضيف أن “نبتة الكينوا” الجديدة بالمغرب، “تعمل بشكل جيد في مواجهة تغير المناخ”، وما يؤكد هذه المعطيات زراعتها في منطقة فقيرة بتربة إقليم الرحامنة التي تتميز بطابعها الجاف.
من مكناس أنشأت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ، “مركزا للزراعة الذكية” وهي مزرعة تجريبية تعتمد على التكنولوجيا في معالجة القضايا التي تؤثر في إنتاجية المزارعين، مثل تدهور التربة وفقدان التنوع البيولوجي..
انطلاقا من حلم “وادي سيليكون إفريقي” يواصل الباحثون داخل الجامعة دراستهم ومشاريعهم حتى يتمكن المغرب من النأي بنفسه عن تداعيات التغير المناخي على زراعته وكذلك باقي البلدان الإفريقية، حيث تشير الإحصائيات بها إلى وجود 60 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة غير مزروعة.
وتعمل الجامعة على تكوين العنصر البشري الوطني وحتى القاري في هذا المجال بهدف استعياب مفاهيم التكنولوجيا وتكييفها مع الواقع حتى يتسنى للشباب إدارة التنمية داخل إفريقيا.
