رغم عدم تخطيه الـ13 من عمره إلا أن الشقاء حُفر على ملامحه لتحوله من طفل كان مقدرًا له اللهو واللعب إلى طفل كُتب عليه الشقاء، فاضطر «محمود» الذي يعيش بمدينة نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية للعمل ليوفر لأسرته مصدر رزق يساعدها في الحياة بعد أن ترك والده الأسرة ولم يعرفوا عنه شيئًا، ووجدت أسرته أنه لا يحب الدراسة.

عمل «محمود» مع صاحب ورشة ميكانيكا قريب من منزله، وغيرت الوظيفة ملامح شكله فلكي يطمس أي ملامح للطفولة لديه قام برسم لحية وشنب بقلم أسود على وجهه لتعطيه سن مزيف يتناسب مع عمر شقاءه وليس عمر ولادته، محمود واحد ١.٦ مليون طفل أعمارهم بين الـ ١٢ و١٧ سنة، يعملون، ويمثلون ٩.٣٪ من الأطفال "أي طفل من كل ١٠ أطفال" مدفوع إلى العمل حسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر في منتصف 2021، ولكن هذا الوضع أصبح في طريقه للتغير مع قانون العمل الجديد الذي يناقشه مجلس الشيوخ هذه الفترة، ولكن ما هي تفاصيل بنود عمل الطفل في هذا القانون، الدستور عرضت القصة الكاملة في السطور التالية.

يحظر قانون العمل الجديد الذي يناقشه مجلس الشيوخ تشغيل الأطفال قبل بلوغ خمسة عشر عاما مع جواز تدريبهم متى بلغوا أربعة عشر عاما، ونظم مشروع القانون العمل الجديد حالات تشغيل الأطفال، ونصت على: «يحظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم 15 سنة ومع ذلك يجوز تدريبهم من سن 14 سنة بما لا يعوقهم عن مواصلة التعليم»، ولكن أجاز المشروع تدريبهم من سن 14 عاما، وبما لا يعوقهم عن مواصلة التعليم، وألزم المشروع صاحب العمل الذي يستخدم طفلًا أقل من 16 عاما، بمنحه بطاقة تثبت أنه يتدرب مرفق بها صورة الطفل، وتعتمد من الجهة الإدارية المختصة وتختم بخاتمها.

وكشف المسح القومي لعمل الأطفال في مصر، الذي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء والبرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال، عن وجود ١.٦ مليون طفل أعمارهم بين الـ ١٢ و١٧ سنة، يعملون، ويمثلون ٩.٣٪ من الأطفال «أي طفل من كل ١٠ أطفال» مدفوع إلى العمل.

ويبلغ عدد الأطفال في مصر أقل من 18 سنة وفقا لتقديرات السكان عام 2021 40.9 مليـــــون طفل (21.1 مليون ذكور بنسبة 51.6%، 19.8مليون اناث بنسبة 48.4%) وذلك في منتصف 2021، وبلغت نسبة الأطفال في الفئة العمرية (0 - 4 سنوات) 13.6%، بينما الاطفال في الفئة العمـــــــــرية (15-17سنة) فقد بلغت نسبهم 5.8% من إجمالي السكان.

وحظر المشروع تشغيل الطفل أكثر من ست ساعات يوميا، ويجب أن تتخلل ساعات العمل فترة أو أكثر لتناول الطعام والراحة لا تقل في مجموعها عن ساعة واحدة، وتحدد هذه الفترة أو الفترات بحيث لا يعمل الطفل أكثر من أربع ساعات متصلة، ويحظر تشغيل الطفل ساعات عمل إضافية أو تشغيله في أيام الراحة الأسبوعية والعطلات الرسمية.

وألزم مشروع قانون العمل المقرر مناقشته داخل مجلس الشيوخ الوزير المختص، أخذ رأي المجلس القومي للطفولة والأمومة، لتحديد نظام تشغيل الأطفال، والظروف، والشروط، والأحوال التي يتم فيها التشغيل، والأعمال، والمهن، والصناعات التي يحظر تشغيلهم أو تدريجهم أو تدريبهم فيها وفقا لمراحل السن المختلفة. وحظر المشروع في جميع الأحوال تشغيل الطفل فيما بين الساعة السابعة مساءً والسابعة صباحًا.

وحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفع عدد الأطفال العاملين في العالم إلى 160 مليون طفل بزيادة قدرها 8.4 مليون طفل خلال السنوات الأربع الماضية، 28% منهم في الفئة العمرية (5 - 11 سنة) و35% من عمالة الأطفال بالفئة العمرية ( 12-14 سنة) هم خارج المدرسة، وهناك تسعة ملايين طفل على مستوى العالم معرضون لخطر الاضطرار إلى العمل بحلول نهاية عام 2022 بسبب جائحة كورونا.

ويعمل 112 مليون طفل بنسبة 70% من عمالة الأطفال يعملون بالمجال الزراعي (الصيد والعمل في الغابات ورعى الماشية وتربية الاحياء المائية)، 20% بالقطاع الخدمي (31.4 مليون طفل)، 10% بالقطاع الصناعي بما في ذلك التعدين (16.5 مليون طفل).

وحسب منظمة العمل الدولية، زاد عدد الأطفال العاملين زاد بصورة غير مسبوقة خلال السنوات الأربع الماضية، ليصل إلى ١٦٠ مليون طفل، وفقًا لإحصائيات عام ٢٠٢٠، حيث زاد عدد عمالة الأطفال لـ ٨.٤ مليون طفل، مقارنةً بالإحصائيات السابقة.