من المتعارف عليه أن البرامج الحوارية تعد نوعاً من المحتوى الذي لا بد وأنك تشاهده، بصرف النظر عن هويتك أو جنسيتك أو ثقافتك، ومن ضمنها، برنامج كيلي كلاركسون الحواري الذي يُبثّ خلال الفترة النهارية وبرنامج جيمي فالون المسائي، وصولاً إلى برنامج جيمس كوردن الذي يُبثّ آخر الليل، فبرنامج "صباح الخير يا عرب" و"سكووب مع ريا". والبرامج الحوارية، عموماً، تعد بمثابة الملاذ الذي نلجأ إليه للابتعاد، ولو لبعض الوقت، عن صخب حياتنا اليومية لغرض الاسترخاء والاستمتاع والتعلم والتسلية.

في الماضي، كان السبب الرئيسي وراء حب الناس للبرامج الحوارية يتمثل في المونولوج الذي تضمّن آخر المستجدات حول القضايا الاجتماعية والثقافة العامة وآخر اخبار المشاهير والقصص المحفّزة والمبهجة التي تم إعدادها وإخراجها بطريقة إبداعية وبطابع ترفيهي جذاب.

إن احتمال اكتشافك على وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة من الفرص السانحة لمساعدتك في شق طريقك نحو حياتك المهنية على نحو متسارع، ليس بالأمر الجديد. وفي واقع الحال، تسلّقت صانعة المحتوى، ليلي سينغ، سُلّم الشهرة من خلال تقديم مسرحياتها الكوميدية على موقع "يوتيوب" باستخدام الاسم المستعار (Superwoman)، وتمكنت بعد ذلك من الحصول على فرص عديدة وقيّمة، كمقدمة برامج حوارية، وفنانة متخصصة في الأداء الصوتي التمثيلي (Voice Over) وعضواً في لجنة تحكيم برنامج "كندا جوت تالنت" (Canada’s Got Talent) وغيرها المزيد.

ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة، انخفاضاً في عدد الإصدارات الجديدة للبرامج الحوارية التقليدية بالشكل الذي نعرفه. وقد أظهرت العديد من الاستطلاعات المنتشرة على نطاق واسع، انخفاضاً في مستوى تقييم تلك البرامج، وتسود هناك تكهنات واسعة حول ما يمكن أن يؤول إليه شكل الجيل المقبل من البرامج الحوارية، ومن سيكون نجوم البرامج الحوارية القادمين؟

قد لا يتطلب الأمر منا التفكير مليّاً في ذلك، باعتبار أن نجوم وسائل التواصل الاجتماعي المتخصصين في صناعة محتوى مقاطع الفيديو القصيرة اليوم، من الممكن أن يكونوا هم أنفسهم من مقدمي البرامج الحوارية اللامعين مستقبلاً.

تشكل "لايكي" إحدى المنصات التي تسعى إلى اكتشاف وتحديد صانعي المحتوى المتميزين. وقد تم إطلاق "لايكي" لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017، كمنصة متخصصة في إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة، ثم ما لبثت أن أصبحت منصة التواصل الاجتماعي المفضلة لمئات الآلاف من المستخدمين في جميع أنحاء المنطقة. وفي واقع الحال، وفقاً لـ "App Annie" ، تم تصنيف "لايكي" من بين أفضل 10 تطبيقات للتواصل الاجتماعي المتوفرة مجاناً على متجر "جوجل بلاي" في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وصنّفت كذلك من بين أفضل تطبيقات التواصل الاجتماعي من حيث الإنفاق لعام 2021.

تُعدّ جنى، من ضمن صانعي المحتوى على "لايكي" التي من الممكن تضمينها في قائمة الجيل القادم من مقدمي البرامج الحوارية. وجنى تحب الموسيقى والتمثيل واستكشاف مختلف جوانب الحياة، وتحلم بأن تصبح محامية. تعتقد جنى بأن المعرفة والمهارات التي تكتسبها من صناعة المحتوى والتفاعل مع الناس على منصة "لايكي" ستساعدها في تنمية وصقل مهاراتها وستساهم بشكل فاعل في جعلها محامية ناجحة ومتميزة.

فيما يتعلق بمحتوى الفيديو القصير، تركز جنى على عمل تمثيليات كوميدية تدور حول مواضيع الزواج والحياة اليومية والغناء. ومن أحد العناصر الأساسية التي تحاول جنى التركيز عليها في قناتها هو تسليط الضوء على المواقف الصعبة التي قد يمر بها أي واحد منا. على سبيل المثال، عندما أصبحت أسعار الوقود أغلى من الذهب، قامت جنى بعمل تمثيلية كوميدية حول هذا الموضوع.

تعتقد جنى بأن إنشاء محتوى يتناول مستجدات الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية يجعله وثيق الصلة بالواقع ويجذب اهتمام جمهورها ويحفزه على التفاعل والمشاركة.

وتحدثت جنى قائلة، "لقد أصبح من المتعارف عليه اليوم أن بإمكان الجميع الحصول على معلومات حول آخر الأخبار العالمية من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي." وأضافت قائلة، "تعد مشاركة هذا النوع من المعلومات بأسلوب ممتع وجذاب أمراً مألوفاً في أوساط مجتمع صانعي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا، في الواقع، شيء أتطلع إلى دمجه في المحتوى الخاص بي أيضاً. ومع ذلك، قد يكون الأمر محيّراً للوهلة الأولى نظراً لأنه من الممكن أن يتم تلقيه بشكل إيجابي وسلبي. فهو من ناحية، قد يضحك الناس ويخلق لديهم شعوراً بالأمل المشترك، في حين أنه، من ناحية أخرى، قد لا يحفّز لديهم أي نوع من الشعور والتأثير. ولهذا، تقع على عاتق صانعي المحتوى مسؤولية فهم متابعيهم ومعرفة الموضوعات التي يجب اختيارها وتناولها ".

ترى جنى بأن العنصر الأساسي لصناعة محتوى جيد يتمثل في البحث، وذلك لأنه كلما زادت المعلومات التي يمكن جمعها حول موضوع معين، كلما كانت النتيجة أفضل.

وتحدثت جنى قائلة، "نحن نسعى باستمرار إلى التعرف على مستجدات الأحداث التي تدور من حولنا، وكذلك أخبار القطاع والاتجاهات اليومية حتى نتمكن من مشاركة هذه المعلومات مع جمهور متابعينا." وأشارت بالقول، "وهذا بالطبع يجعلني دائمة الإطلاع على كل ما يستجد من أمور."

وإلى جانب حرصها على معرفة أحدث وآخر الاتجاهات، تولي جنى أيضاً اهتماماً كبيراً بالتعليقات الواردة من جمهور متابعيها. وفي نهاية المطاف، إن الجمهور هو من يعلب دوراً بارزاً في تحقيق نجاح صانع المحتوى على أي منصة وجذب الأنظار نحوه، إذ إن أفكار وتوصيات الجمهور هي في الواقع ما يساعد صانع المحتوى على مواصلة ابتكار محتوى جذاب، والتطور والحفاظ على تركيزه في ظل عالم يشهد تغيرات متسارعة وغير مسبوقة.

إن مسألة الحفاظ على التركيز في يومنا هذا وفي عصرنا الراهن، تمثل تحدياً لا يستهان به. وبالرغم من ذلك، فإن المجتمع الداعم المحيط بجنى، مثل العائلة والأصدقاء والزملاء، هو في الواقع من يشجعها ويلهمها لتحافظ على مستوى أدائها وتواصل نشر المحتوى.

وأضافت جنى قائلة، "من الرائع حقاً رؤية التعليقات الإيجابية التي مازلت اتلقاها في كل مرة. في الحقيقة، ليس هناك شيء أفضل من أن تجني ثمار عملك الدؤوب عندما تراه يحظى بتقدير وإعجاب الآخرين. وهذا ما يجعل رحلتي في هذا المجال لها مغزى كبير وأبعاد عميقة."

إن اكتساب جمهور المشجعين والمتابعين وتحقيق الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق. عادة ما يعمل صانعو المحتوى بمفردهم ويتطلب الأمر منهم استكشاف والتعرف على كل التفاصيل الدقيقة مع كل خطوة يقطعونها في رحلة تقدمهم. وبالنسبة إلى جنى، كان عليها أن تتعلم جميع تقنيات صنع محتوى الفيديو عالي الجودة، بما في ذلك الإضاءة وكتابة السيناريو ووضع "الهاشتاج" والموسيقى الفيديو وغيرها المزيد.

يتّخذ صانعو المحتوى اليوم أولى خطواتهم نحو المستقبل، مدعومين بمجموعة واسعة من المعرفة والمهارات والأدوات. وفضلاً عن ذلك، كلما زاد الوقت الذي يقضيه صانع المحتوى في التفاعل والتواصل مع جمهوره، كلما اكتسب مزيداً من الإمكانات التي تساعده على وضع النصوص وصياغتنا على النحو الأمثل.

بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى أن يصبحوا من مقدمي البرامج الحوارية المتميزين في المستقبل، من المهم لهم معرفة أن إنشاء محتوى الفيديو الذي يلقى صدى لدى جمهورهم يُعد مهماً للغاية، بل يشكل أيضاً الخطوة الأولى في رحلة نجاحهم الطويلة نحو المستقبل. وبصرف لنظر عن ما إذا كانوا سيظهرون على شاشة التلفزيون أم غير ذلك، ستتاح لصانعي المحتوى الفرصة لرسم ملامح مستقبلهم وتحقيق مستويات من النجاح لم بمقدور أي واحد منا تصورها، خصوصاً الآن ونحن نتجه نحو عالم تقنية الـ "ميتافيرس".