أخبارنا المغربية:القنيطرة

هو ملف أو حكاية أقرب إلى الخيال، حكاية تضم تفاصيل سينمائية بامتياز، حيث يستطيع محتال من إيهام ضحاياه ومعارفه بأنه مفتش للقضاة، ويملك من العلاقات مع أشخاص وجهات نافذة ما يمكنه من فك جميع المشاكل مهما كانت عويصة...

"أخبارنا المغربية"، وكعادتها تنشر التفاصيل الدقيقة لهذه الحكاية، منذ بداياتها الأولى وإلى نهايتها، عندما غادر النصاب المغرب متوجها نحو فرنسا.

مفتش القضاة المزور يكتري منزلا في حي راق بمدينة القنيطرة ويباشر عمليات نصبه

اكترى النصاب المسمى (أ.ب)  والمدعو بـ"الحاج الريفي"، منزلا بأحد الأحياء الراقية في مدينة القنيطرة رفقة إبنه، وباشر عمليات نصبه التي استهدفت جميع أبناء جميع الفئات والطبقات.

وللتستر على هويته المزورة، فالمنزل المذكور مكترى باسم سيدة تسمى (ع.ك)، حسب ما هو مبين بالوثائق المتعلق بالماء والكهرباء.

وتمكن المحتال من إقناع جميع جيرانه بالإقامة السكنية، بكونه مفتشا للقضاة بوزارة العدل، حيث لم يشك أحد في صدقية روايته.

بعد الانتهاء من القنيطرة الجاني ينقل جرائمه إلى مدينة سليمان

بشكل محترف ينم عن شخصية إجرامية مكتملة، انتقل مفتش القضاة المزور إلى مدينة سيدي سليمان بحثا عن ضحايا جدد، واختار أحد المقاهي لممارسة أنشطته المشبوهة.

وبدأ المحتال، يرتاد إحدى المقاهي بمدينة سليمان، على متن سيارة فارهة وبها بذلة القضاة رفقة إبنه شريكه الرئيسي في جرائمه، ومجموعة من الأشخاص.

المجرم يوقع بالضحية الرئيسي مالك المقهى ويجعله جسرا لباقي الضحايا

بعد تردده المتكرر على مقهى سيدي سليمان، ربط المجرم علاقة ودية مع مالك المقهى، وبدأ يشاركه أحاديث مختلفة للإيقاع به.

وأخبرالنصاب مالك المقهى بأنه مفتش للقضاة، وتربطه علاقات مع شخصيات نافذة إن هو احتاج إلى أي خدمة وفي أي مجال.

ونظرا لظروف مالك المقهى وخصوصا أبناءه وأبناء أخته، اضطر الضحية إلى تسليم مبالغ مالية تتراوح قيمتها مابين 70 ألف درهما و80 ألف درهما، نظير عقود عمل بكل من إيطاليا وكندا وإسبانيا.

ضحايا المجرم يتقاطرون على المقهى

ذاع صيت "الحاج الريفي" المجرم، بشكل لافت بمدينة سيدي سليمان، وأصبح ضحاياه يتقاطرون بشكل كبير على المقهى.

وكان مفتش القضاة المزور، يتلقى مبالغ مالية مهمة، مقابل عقود العمل بالخارج أو الخدمات التي يواعد بها زبناءه/الضحايا.

الجاني يتوفر على أختام تعود لدول خارجية وبذلة قضاء ويوهم ضحاياه بالتدخل لهم لدى جهات نافذة

لطمأنة ضحاياه، أطلع النصاب مالك المقهى على أختام تعود إلى الدولة المغربية، وأخرى تعةد لدول، كندا، إيطاليا، وإسبانيا.

كما يتوفر المجرم، على بذلة قضاة لا تفارق سيارته الفارهة وبشكل مكشوف، يراها الجميع، حيث تمكن من إقناع الجميع بأنه قادر على توفير عقود عمل بالخارج وبالتشغيل بالمغرب، وبحل أي مشكل عالق بالقضاء...

في صدمة غير متوقعة..مالك المقهى يكتشف نصب ومزاعم مفتش القضاة المزور الذي غادر المغرب

بشكل صادم، يكتشف مالك المقهى هو الأول نصب مفتش القضاة المزور، بعدما حل بمدينة القنيطرة بحثا عنه.

وبعد الالتحاق بمنزله، يتيقن الضحية من أن "صديقه" المفترض نصاب من الطراز الكبير ويتزعم عصابة للنصب والاحتيال رفقة نجله، حيث تمكن النصاب من الإستيلاء على الملايير ومغادرة المغرب صوب الجمهورية الفرنسية.

مشاكل بالجملة تواجه مالك المقهى/الضحية وتساقط الشكايات في حقه لابتزازه

مباشرة بعد تيقنه من نصب مفتش القضاة المزور، حرر مالك المقهى شكاية ضده واتصل بالسلطات لإنصافه، قبل أن يفاجأ بسيل من الشكايات التي تتهمه بالتواطؤ مع النصاب الذي غادر صوب فرنسا، بل إن بعض الشكايات جاءت بشكل ابتزازي، حيث لم يتعرض أصحابها لأي ضرر ولم يسبق لهم التعامل مع النصاب مفتش القضاة المزور.