تصدرت وكالة الاستخبارات الوطنية (Milli İstihbarat Teşkilatı | MİT) في الأعوام الأخيرة المشهدين المحلي والدولي من خلال نجاحها في تنفيذ عديد من العمليات الاستخباراتية الدقيقة والحساسة داخل تركيا وخارجها ضد التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن تصديها لكبرى وكالات الاستخبارات العالمية الفاعلة على الأراضي التركية وإسقاط شبكاتها تباعاً.

وفي أعقاب إحباطها خطة سرية لاغتيال رجل الأعمال يائير كلّر (مواطن تركي-إسرائيلي) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خطّطَت لتنفيذها خلية من 9 أشخاص يقودها إيرانيون، نفذت (MİT) أمس الخميس عملية ناجحة خلف خطوط العدوّ في الشمال السوري، ونجحت في تحييد القيادي بتنظيم YPG الإرهابي سليمان أورهان الملقب بـ"هبات جيفر"، المسؤول عن التفجيرات على الحدود السورية.

وإلى جانب عمليتها الناجحة ضد التنظيمات الإرهابية التي تحاول العبث بالأمن التركي وعلى رأسها تنظيما PKK وكولن الإرهابيان، أثبتت (MİT) خلال الأشهر الأخيرة تفوقها على كبرى وكالات الاستخبارات الإقليمية والدولية التي تحاول استهداف السيادة التركية، إذ تمكنت من إسقاط خلايا تجسُّس إسرائيلية في عملية استخباراتية وُصفت بالكبرى منذ تفكيك شبكة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، بالإضافة إلى شبكات تجسس إيرانية وأخرى روسية.

اقرأ أيضاً:


التأسيس

مقر وكالة الاستخبارات الوطنية (MİT) الجديد في العاصمة أنقرة، المعروف باسم "القلعة". (AA)

تأسس جهاز الاستخبارات التركي بنسخته الأولى على يد حكومة حزب الاتحاد والترقي عام 1911 بأمر من أنور باشا، وتحول إلى منظمة رسمية بحلول عام 1913 ليأخذ اسم " تشكيلات مخصوصة" أي الفرقة الخاصة، وأثبت الجهاز جدارته من خلال العمليات الشبه عسكرية التي نفّذها خلال فترة الحرب العالمية الأولى. وعلى الرغم من حلّ الجهاز بعد خسارة الدولة العثمانية الحرب، فإنه شكّل بنية أساسية للمنظمات الاستخباراتية الصغيرة التي شُكلت خلال فترة حرب التحرير والاستقلال التركية بين عامَي 1919 و1923.

وبعد تأسيس الجمهورية التركية الحديثة أُنشئَ مجلس الأمن القومي التركي (MEH) في 1926 على يد رئيس قيادة الأركان العامة المارشال فوزي جاكماق، إذ عمل بنشاط وكفاءة حتى غيّر الرئيس التركي عصمت إينونو اسمه في عام 1965 إلى وكالة الاستخبارات الوطنية (MİT)، الاسم المستخدَم حتى الآن.

ومطلع عام 2020 افتتح الرئيس التركي أردوغان في العاصمة أنقرة المقر الجديد للاستخبارات الوطنية التركية الذي سُمّي "القلعة".

هكان فيدان.. "خزينة الأسرار"

هاكان فيدان (AA)

يرأس هاكان فيدان الملقب بـ"خزينة الأسرار" وكالة الاستخبارات التركية منذ عام 2010، وكان ضابطاً سابقاً في قيادة المخابرات والعمليات في لواء الرد السريع لحلف الناتو في ألمانيا قبل أن ينتقل إلى السلك المدني ويبدأ العمل مدرّساً للعلاقات الدولية في جامعتَي "حجي تيبيه" و"بيلكنت".

وفي عام 2009 انضمّ إلى جهاز الاستخبارات نائبَ وكيلٍ، ثم عُيّن وكيلاً للجهاز عام 2010 وهو في سن 42 عاماً، كأصغر من يتولى هذا المنصب، ورُقّيَ إلى منصب رئيس الوكالة عام 2018 بعد التغيرات التي حصلت لبنيتها الإدارية.

تعليقاً على دور هاكان فيدان في الصعود المذهل الذي حقّقَته وكالة الاستخبارات التركية، قال الخبير الأمني ​​والضابط العسكري التركي السابق عبد الله أغار لـTRT World إنه يعتقد أن فيدان لديه دور بارز في هذا الأمر.

درع تركيا الحامية

في نص مقاله التقديمي لتقرير جهاز الاستخبارات لعام 2020 قال فيدان: "بصفتنا جهاز الاستخبارات الوطني، نسعى جاهدين لإنتاج استراتيجيات لتغيير قواعد اللعبة وتطوير أساليب جديدة في مجال الاستخبارات ومزج أساليبنا في ضوء التغيرات بالعالم والتكيف مع تلك المتغيرات بأسرع الطرق وأكثرها مرونة".

وبفضل التحديثات والتطويرات التي طرأت على الهيكلية الإدارية والعملياتية لوكالة الاستخبارات التركية في السنوات الأخيرة، أضحت MİT درع تركيا الحامية لصد المحاولات الأجنبية التي تحاول النيل من سيادة تركيا، فضلاً عن تحولها لتصبح إحدى أهمّ أذرع تركيا الضاربة في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية.

وإلى جانب نجاح وكالة الاستخبارات التركية في التصدي لوكالات الاستخبارات وخلاياها التجسّسية التي تستهدف الأمن والسيادة التركية، تعتبر الوكالة اليوم خط الدفاع الأول لحماية الصناعات الدفاعية التركية الآخذة في التطور والازدهار.

TRT عربي