* «في أسوأ السيناريوهات، يعتقد الباحثون أن ارتفاع الأمواج قد يصل إلى 15 متراً في هذه المنطقة».
«القدرة على التنبؤ بموعد حدوث موجات المد العاتية يمكن أن ينقذ الأرواح والبنية التحتية».
حذر موقع «ساينس ألرت» العالمي، من احتمالية تعرض الحدود البحرية بين مصر والسعودية في البحر الأحمر لما سماه بـ«تسونامي المستقبل»، أو ما يعني موجات مد عاتية قد تؤدي إلى فيضان، مشيراً إلى وجود انهيار أرضي في هذه المنطقة يعود تاريخه إلى 500 عام مضت، ويمكن أن يتسبب في حدوث فيضانات كبرى.
وقال الموقع العلمي المتخصص: «يخفي البحر الأحمر قوى جيولوجية قوية يمكن أن تعرض المجتمعات على ساحل مصر والمملكة العربية السعودية للخطر»، إذ توجد فجوة بعرض ثلاثة أمتار وطول ثمانية أمتار (ما يعادل 10 × 26 قدماً).
وكشفت المزيد من الأبحاث أن هذه الفجوة جاءت نتيجة انهيار أرضي تحت سطح البحر، والذي تسبب على الأرجح في حدوث أمواج بارتفاع 10 أمتار ضربت الساحل المصري منذ ما يقرب من 500 عام.
مخاطر مجهولة
أردف الموقع، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة «اليوم» أبرز ما جاء فيه: «في الوقت الحالي لا تزال قطعة الأرض تلك تتأرجح على الحافة، وإذا انزلقت، تشير النماذج إلى أنها قد تؤدي إلى تسونامي ثانٍ يبلغ ضعف حجم سابقه». وأشار «ساينس ألرت» إلى أنه حتى عندما تحدث الزلازل في المنطقة، فإنها نادراً ما تولد أمواجاً عاتية بهذا الحجم.
ونقل الموقع عن العالم الجيولوجي سام بيركيس، قوله: «اهتزاز بسيط في المكان الخطأ ويمكن أن ينهار الجدار بالكامل، مما يؤدي إلى حدوث تسونامي أكبر بكثير مما وقع قبل 500 عام».
وأوضح الموقع أن هذه المنطقة المشتركة بين مصر والمملكة، وتشهد تحضراً سريعاً للغاية في الوقت الحالي، تشوبها بعض المخاطر التي لم يتم رصدها مسبقاً، و«لكن يجب دراستها جيداً، لتجنب كارثة في المستقبل»، حسبما أضاف العالم الجيولوجي.
صدع بحري
حسب الموقع، يوجد في جوف البحر الأحمر صدع بحري، مما يعني أنه يتباعد عن بعضه البعض حيث تتحول الصفحتان التكتونيتان المتاخمتان له بعيداً عن بعضهما البعض بشكل تدريجي، وهذا يجعل المنطقة معرضة بشدة للزلازل، لكن اكتشاف الانهيار الأرضي تحت سطح البحر يشير إلى وجود قوى أخرى قد تؤدي إلى تسونامي وكان يتم تجاهلها.
وفي أسوأ السيناريوهات، يعتقد الباحثون أن ارتفاع الأمواج قد يصل إلى 15 متراً في هذه المنطقة.
واستطرد بيركيس لافتاً إلى أن المياه الواسعة والعميقة في الشمال تتيح للموجات البحرية التقدم دون عوائق حتى خليج العقبة، ومن ثم إلى الجنوب، حيث تقيد المضائق الضيقة والضحلة دخول الأمواج إلى البحر الأحمر.
وقال العالم الجيولوجي: «ليس من المستغرب أن السجلات التاريخية أخطأت في رصد السيناريو الذي حدث أثناء الانهيار الأرضي تحت سطح البحر القديم، والذي أدى إلى حدوث تسونامي قبل 500 عام في المنطقة».
مطلوب دراسات
أضاف بيركيس: «لم يقتصر الأمر على عدم حدوث زلزال وقتها، ولكن الساحل نفسه، الذي تقع مكانه مدينة شرم الشيخ الآن، كان مجرد قاعدة للصيادين في ذلك الوقت، مما يعني أن عددا قليلا فقط من الأشخاص ربما شاهدوا الأمواج حينها».
في الوقت الحالي، أصبح الواقع مختلفا للغاية، وهذا هو سبب أهمية دراسات الغواصات من هذا النوع، والتي يمكن أن ترصد نقاط الضعف في البنية التحتية الساحلية التي يمكن أن تعرض المجتمعات للخطر.
على سبيل المثال، المنحدرات البحرية قبالة شرم الشيخ شديدة الانحدار. وإذا انزلقت هذه الجدران أيضاً إلى العمق، فقد يؤدي ذلك إلى موجة من الأمواج التي يمكن أن تصل بسهولة إلى الساحل السعودي.
واختتم الموقع مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ بموعد حدوث موجات المد العاتية في أي منطقة قد ينقذ الأرواح والبنية التحتية. وينصح الباحثون بمراقبة الانهيارات الأرضية الموجودة تحت سطح البحر في البحر الأحمر مستقبلاً، على غرار الإجراءات التي يتم اتخاذها في حالة الزلازل.
